الثلاثاء، 13 ذو القعدة 1445هـ| 2024/05/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بين مسجد آيا صوفيا والمسجد الأقصى "قاعدة إنجرليك"

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بين مسجد آيا صوفيا والمسجد الأقصى

"قاعدة إنجرليك"

 

 

 

الخبر:

 

خلال الأسبوع الماضي، رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الانتقادات الموجّهة إلى مساعيه بإعادة (متحف آيا صوفيا) مسجداً، رغم ما أثاره هذا الموضوع من قلق واستنكار في روسيا واليونان، فيما حذرت أمريكا وفرنسا، أنقرة من تحويل المتحف إلى مسجد.

وقال أردوغان: "إن توجيه اتهامات إلى بلدنا في مسألة آيا صوفيا هو بمثابة هجوم مباشر على حقنا في السيادة".

 

التعليق:

 

"إنّها عودة للعصور الوسطى"، بمثل هذا الوصف، استنكرت الكنيسة الأرثذوكسيّة في روسيا إعادة فتح مسجد آيا صوفيا، فيما اعتبرت الحكومة اليونانيّة قرار التحويل استفزازا للعالم المتحضّر وأنّ هذه النزعة القوميّة التي يُبديها أردوغان ستعيد بلاده ستة قرون إلى الوراء.

 

مواقف متطرّفة وغاضبة من روسيا واليونان وفرنسا وأمريكا تجاه إعادة آيا صوفيا مسجدا من جديد، مواقف تُذكّرنا بالحقد الصليبيّ عندما جاء أمر تحويل أكبر كنيسة في العالم لأكثر من ألف عام إلى مسجد آيا صوفيا بأمر من السلطان محمد الفاتح بعد فتحه للقسطنطينيّة، فكانت إزالة الأجراس والمذبح والمعموديّة من هذه الكنيسة التي بناها البيزنطيّون وتوّجوا أباطرتهم فيها، ونصب المآذن والمحراب وإعلاء صوت الأذان من داخلها هو بمثابة الانتصار الحقيقيّ للمسلمين في العهد العثماني، ومؤشّرا لمدى قوة المسلمين في دحر الصليبيّين وهزيمتهم..

 

ولعلّ استحضار مشاعر الهوان والانهزام هو ما جعل ردود أفعال الغربييّن والنصارى تُعبّر عن حقد أيديولوجي إذ يربطون عودة آيا صوفيا بعودة الخلافة العثمانيّة.

 

وكان من الطبيعيّ أن نرى مشاعر الفرحة ونشوة الانتصار لدى كثير من المسلمين داخل تركيا وخارجها بافتتاح المسجد خصوصا وأنّ أمر إغلاقه وتحويله إلى متحف سنة 1934م كان إذلالا لهم ومؤشرا على تقهقرهم وهوانهم أمام المجرم مصطفى كمال هادم الخلافة العثمانيّة.

لكن المثير للسخرية في كلّ هذا، أن رئيس الجمهورية التركيّة يعتبر تدخّل الغرب في فتح آيا صوفيا تهديدا لسيادة دولته، فيما يُشرّع أبواب الدولة نفسها أمام الأمريكان ليجعلوا من قاعدة إنجرليك بتركيا نقطة انطلاق للعديد من الحملات العسكريّة في الشرق الأوسط فضلا عن استخدامها أمريكيّا كمركز للتخزين الإقليمي.

 

من المخزي حقّا أن يتقمّص رئيس دولة قويّة كتركيا دور البطولة بإعادة فتح مسجد وإظهار سفوره وتحدّيه للغرب ودفاعه عن السيادة الوطنيّة، فيما يجعل من أرضه قاعدة حربيّة للأمريكان يصولون فيها ويجولون ويقصفون سوريا والعراق كما قصفوا أفغانستان من قبل.

 

من العار والشنار لحاكم دولة أن يتحدّى الغرب بفتح مسجد هو في الأصل حقّ لأرضه، ويعتبر التدخّل في فتحه تهديدا لسيادة دولته، فيما تمضي العقود على احتلال المسجد الأقصى ولا يعتبر هذا المصاب تهديدا لسيادة أمته فهو مجرّد خطّ أحمر!! عار وشنار وقتار على حاكم يرى أولى القبلتين وثالث الحرمين محتلاّ، وفوق أرض بلاده ه قاعدة عسكرية بها 57 مقاتلة حربية، حائزة على 12 جائزة في مجال السلاح الجوّي وتشرف على أكبر مخزون للأسلحة الحربية التابعة للقوات الجوية الموجودة بالخارج.

 

والأخزى أن يسهم من موقعه في قتل المسلمين في سوريا والعراق واليمن وإطلاق الصواريخ من قاعدة إنجرليك على رؤوس الأطفال والشيوخ والنساء، ويُغلق حدوده أرضه على اللاجئين من الحرب، فيما يفتحها للأمريكان حتى يُمعنوا في القتل والدمار!

 

دعونا نعيش لذّة الانتصار باستعادة آيا صوفيا من جديد وإغاظة الصليبيّين، ودعونا نتوّج هذه الفرحة بانتصار أعظم لا يقف عند إنجازات رمزية ومحدودة، وإنما باستعادة سيادة شرع ربنا واستعادة حكم الإسلام وإقامة الخلافة الراشدة على نهج النبوّة! ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نسرين بوظافري

آخر تعديل علىالثلاثاء, 14 تموز/يوليو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع