الجمعة، 24 شوال 1445هـ| 2024/05/03م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تصدُّع الاتحاد الأوروبي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تصدُّع الاتحاد الأوروبي

 

 

 

الخبر:

 

في ثالث أيام قمتهم التي كان يفترض أن تستمر يومين، كثف القادة الأوروبيون الأحد المحادثات في بروكسل على أمل تجنب فشل المفاوضات حول خطة تعاف اقتصادي لمرحلة ما بعد جائحة كورونا. وهذه القمة الأطول بين قادة الاتحاد الأوروبي منذ قمة نيس عام 2000 حول مراجعة الاتفاقيات في إطار توسع الاتحاد شرقا (استمرت أربعة أيام وليال). (فرانس 24)

 

التعليق:

 

بعد أكثر من 55 ساعة من الاجتماعات، استؤنفت النقاشات بين جميع الدول الأعضاء لمحاولة الوصول إلى توافق فيما بينهم. فقد أخفق زعماء الاتحاد الأوروبي يوم السبت 18 تموز/يوليو 2020م في الاتفاق على صندوق تحفيز ضخم لإنعاش اقتصاداتها التي تضررت من فيروس كورونا، بعد مفاوضات شاقة امتدت ليومين، ولهذا مددوا قمتهم يوما آخر في محاولة للتغلب على خلافاتهم.

 

وقال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي إن "المفاوضات كانت ساخنة". وأضاف أن أوروبا تتعرض لابتزاز ممن وصفهم بالمقتصدين. وقال: "علينا بذل كل ما في وسعنا للتوصل لاتفاق غدا. أي تأخير آخر ليس في صالح أحد". ويذكر أن مجموعة من الدول الشمالية الثرية و"المقتصدة" مالياً وهي هولندا والنمسا والدنمارك والسويد عرقلت تحقيق تقدم في أول اجتماع يعقده زعماء دول الاتحاد الأوروبي وجهاً لوجه منذ تدابير العزل العام التي فرضت عبر القارة في الربيع.

 

وبغض النظر عن تفاصيل الاختلاف فإن حدوثه يؤكد وجود انشقاقات حقيقية بين دول الاتحاد بسبب حرص كل الدول الأعضاء على تحقيق مصلحتهم الخاصة قبل مصلحة الاتحاد الأوروبي بشكل عام.

 

ولا يعتبر ما يحصل الآن من اختلاف هو الأول من نوعه، إذ لم يتوصل الاتحاد في العاشر من نيسان/أبريل الماضي إلى الاتفاق على خطة الدعم الاقتصادي لمواجهة أزمة كورونا برغم أن بداية ذلك الشهر شهدت وصول كل من ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وبلجيكا إلى ذروة معدل الإصابات اليومية فيها. ولم يتوصل الاتحاد الأوروبي إلى خطة الدعم الاقتصادي هذه، والتي تقدر بحوالي 7 إلى 8 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد، إلا بعد عشرات المناقشات التي رأى مراقبون أنها أضاعت وقتاً ثميناً على الدول المتضررة لتلافي مزيد من الأضرار التي تعرضت لها اقتصاداتها. وتمثلت الخلافات حول خطة الدعم الاقتصادي بدايةً حول ما يعرف باسم "سندات الكورونا".

 

كما يلاحظ أيضا أن فرنسا وألمانيا أصبحتا عاجزتين على قيادة الاتحاد وتمرير مشاريعهم ومقترحاتهم. كل هذه الأمور تدل بشكل واضح على تصدع الاتحاد الأوروبي، ولعله يكون بداية انهياره إلى غير رجعة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نذير بن صالح – ولاية تونس

آخر تعديل علىالثلاثاء, 21 تموز/يوليو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع