الإثنين، 12 ذو القعدة 1445هـ| 2024/05/20م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ماذا بعد التظاهرات يا أمة الإسلام؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ماذا بعد التظاهرات يا أمة الإسلام؟

 

 

 

الخبر:

 

تزداد وتيرة التظاهرات أعدادا وقوة وتتعدد الشعارات في المظاهرات الحاشدة في أصقاع الأرض وعلى وجه الخصوص في بلاد المسلمين. وما زال الاحتشاد الشعبي في الأردن مستمرا لليوم السادس على التوالي أمام سفارة كيان يهود في الأردن ومطالب شعبية بإلغاء اتفاقية وادي عربة.

 

التعليق:

 

مشاعر الشعوب الإسلامية توحدت على الغضب العارم تجاه ما يجري في فلسطين عموما وفي غزة على وجه الخصوص من قتل وتجويع وتشريد وتهجير واستبداد من يهود وعصابات القتل والإجرام الصهيونية.

 

كما أن مظاهرات الاحتجاج ومسيرات الدعم للمستضعفين تشتد عالميا مطالبة بوقف إطلاق النار وإمداد الجوعى والمنكوبين في غزة بمواد الإغاثة الإنسانية، كما يحلو للإعلام وصفها، في حين يعجز العالم بأسره عن التصدي لهذه الجرائم!

 

حتى قرار الأمم المتحدة 2728 الأخير ومطالب محكمة الأمن الدولية المطالبة بوقف الحرب وإنهاء الإبادة الجماعية لم تجد صدى عند يهود، بل تزيدهم صلفا وتجبرا.

 

لقد آن لنا أن نتساءل، ماذا بعد هذه التظاهرات والحشود والقرارات؟

 

يا أمة الإسلام، يا خير أمة أخرجت للناس، لقد آن الأوان أن تتقدمي للخطوة التالية بعد أن وحدتِ المشاعر والأحاسيس ليس تجاه فلسطين فحسب، بل فوق ذلك، ألا وهو تجسيد حقيقي للشعور العارم بضرورة وحدة الصف لمواجهة الأعداء وإحساس شامل بأن الأمة كلها كالجسد الواحد، وقد اشتكى منه أكثر من عضو، وصار لزاما على الجسد كله أن يسهر عليها ويعمل على مداواة هذه الجراح بما يتناسب معها ويحقق الشفاء التام لهذه الأعضاء والمعافاة للجسد كله.

 

لقد فرض الله تعالى على الأمة أن تدفع الشر عن نفسها وترفع الخير للعالم كله، ولهذا الحكم الشرعي طريقة شرعية يعلمها القاصي والداني، وهي الجهاد في سبيل الله. وإن الأمة لا ينقصها عدة ولا عتاد، وهي صاحبة قوة عزيمة، وليس رجالها فحسب هم من يتعطشون للقتال، بل حتى النساء والأطفال والشيوخ، كلهم مستعدون للتضحية والفداء والجهاد، وما ينقصهم سوى عزيمة القائد الرباني الأمين على الأمة الذي يسير الجيوش فيقهر الظلم ويدحره.

 

إلى العمل الجاد والخطوة التالية ندعو الأمة كافة، وذلك بالتحرك في الاتجاه الصحيح، وليس المطالبة الكلامية فحسب، بل التحرك باتجاه إزالة هذه الحواجز التي تمنع إقامة دين الله والانتصار للمستضعفين في الأرض. يقول عليه الصلاة والسلام: «مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ يُطِعِ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ يَعْصِ الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي، وَإِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ، فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللهِ وَعَدَلَ، فَإِنَّ لَهُ بِذَلِكَ أَجْراً وَإِنْ قَالَ بِغَيْرِهِ فَإِنَّ عَلَيْهِ مِنْهُ». (رواه أبو هريرة وأخرجه البخاري)

 

وإلى الجيوش القابعة في الثكنات وإلى قوات الأمن التي تقف في وجه المحتجين والمتظاهرين، نذكرهم بقول رسول الله عليه الصلاة والسلام، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: «بَعَثَ النَّبِيُّ ﷺ سَرِيَّةً فَاسْتَعْمَلَ رَجُلاً مِنَ الْأَنْصَارِ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، فَغَضِبَ، فَقَالَ: أَلَيْسَ أَمَرَكُمُ النَّبِيُّ ﷺ أَنْ تُطِيعُونِي؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَاجْمَعُوا لِي حَطَباً، فَجَمَعُوا، فَقَالَ: أَوْقِدُوا نَاراً، فَأَوْقَدُوهَا، فَقَالَ: ادْخُلُوهَا، فَهَمُّوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يُمْسِكُ بَعْضاً، وَيَقُولُونَ: فَرَرْنَا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ مِنَ النَّارِ، فَمَا زَالُوا حَتَّى خَمَدَتِ النَّارُ، فَسَكَنَ غَضَبُهُ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالَ: لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ» (رواه الشيخان)

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. يوسف سلامة

آخر تعديل علىالأحد, 31 آذار/مارس 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع