الإثنين، 27 شوال 1445هـ| 2024/05/06م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تأملات قرآنية (14) الحياة الكريمة في الاستجابة لله والرسول صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

تأملات قرآنية (14)

 

الحياة الكريمة في الاستجابة لله والرسول صلى الله عليه وسلم

 

 

 

 

إخواننا الكرام, أخواتنا الكريمات:

 

 

أيها المؤمنون والمؤمنات: الصائمون والصائمات:

 

أحبتنا الكرام :

 

 

نحييكم بأطيب تحية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله القائل في محكم كتابه وهو أصدق القائلين: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) والصلاة والسلام على رسول الله القائل: "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين". ثم أما بعد: فتعالوا معنا أحبتنا الكرام, وهلم بنا نحن وإياكم نتجه إلى مائدة القرآن الكريم نتأمل ونتدبر آياته جل وعلا عسى أن ينفعنا ويرفعنا بما فيه من الذكر الحكيم إلى أعلى الدرجات في جنات النعيم, إنه ولي ذلك والقادر عليه. ومع الآية الرابعة والعشرين من سورة الأنفال. يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾. الأنفال 24

 

قال نخبة من المفسرين يا أيها الذين صدَّقوا بالله رباً وبمحمد نبياً ورسولا استجيبوا لله وللرسول بالطاعة إذا دعاكم لما يحييكم من الحق، ففي الاستجابة إصلاح حياتكم في الدنيا والآخرة، واعلموا أيها المؤمنون أن الله تعالى هو المتصرف في جميع الأشياء، والقادر على أن يحول بين الإنسان وما يشتهيه قلبه، فهو سبحانه الذي ينبغي أن يستجاب له إذا دعاكم؛ إذ بيده ملكوت كل شيء، واعلموا أنكم تُجمعون ليوم لا ريب فيه، فيجازي كلا بما يستحق.

 

معاشر المؤمنين والمؤمنات:

 

 يا من آمنتم بالله ربا, ورضيتم بالإسلام دينا, وبالقرآن دستورا, وبمحمد نبيا ورسولا. إن الله جل في علاه يناديكم, فهل تسمعون وتلبون النداء؟ يناديكم بنداء الإيمان المحبب إلى نفوسكم, القريب إلى قلوبكم, ما أروعه من نداء! وإن الاستجابة السريعة لأمر الله سبحانه من أبرز سمات المؤمنين المفلحين والفائزين برضوان الله. قال تعالى: [إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا, وأولئك هم المفلحون]51[ ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون]. (النور52) ولكن كيف تكون الاستجابة لله وللرسول؟ إن الاستجابة لله وللرسول تكون بطاعة الله تبارك وتعالى, وذلك بامتثال جميع أوامره, واجتناب جميع نواهيه, وبتحكيم كتاب الله, وسنة رسول الله, في جميع شؤون حياتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الحكم والقضاء, والمعاملات والعقوبات, وفي سائر القوانين والأنظمة.

 

معاشر المؤمنين والمؤمنات:

 

يا من تبحثون عن السعادة, وتنشدون الراحة الأبدية. إن السعادة الحقيقية, والراحة الأبدية, والحياة الهانئة الكريمة, والعيش الرغيد, كل ذلك وأكثر منه يكون في تقوى الله جل في علاه وفي نيل رضوانه سبحانه وتعالى, أي في الاستجابة لله وللرسول بامتثال جميع أوامر الله واجتناب جميع نواهيه. تأملوا رعاكم الله قول رب العزة جل في علاه: [إذا دعاكم لما يحييكم] إن الاستجابة لله وللرسول فيها حياة القلوب, وفيها حياة النفوس, وفيها السعادة الكاملة في الدنيا والآخرة ودون هذه الاستجابة ستظل الأمة تعيش حياة الذل والهوان, وضنك العيش، بل تكون الأمة ميتة لا حياة فيها, ولا ينقذها من ذلك, ولا يعيد لها الحياة إلا أن تستجيب لأمر الله ورسوله, فتطبق الشريعة الإسلامية تطبيقا كاملا. وهذا لا يتأتى إلا بإقامة دولة الخلافة التي تستأنف الحياة الإسلامية بتطبيق الإسلام في الداخل, وحمله إلى العالم عن طريق الجهاد في الخارج. قال تعالى: [وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى]. (طه 124-126)

 

إن الجزاء من جنس العمل فقد جازى الله سبحانه وتعالى من أعرض عن آياته ونسيها بالإعراض عنه ونسيانه يوم القيامة [نسوا الله فنسيهم]. [وكذلك اليوم تنسى]. فماذا تكون النتيجة إذا امتنعنا عن الاستجابة لله وللرسول إذا دعانا لما يحيينا؟ يقول رب العزة: [وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ]. ويقول: [وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ] إن الله سبحانه وتعالى هو المتصرف في جميع الأشياء, يصرف قلوب العباد كيف يشاء, بما لا يقدر عليه صاحبها فيفسخ عزائمه, ويغير مقاصده، ويلهمه رشده، أو يزيغ قلبه عن الصراط السوي. ورد في الحديث: «اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك» قال ابن عباس: "يحول بين المؤمن والكفر, وبين الكافر والإيمان". وقال أبو حيان: "وفي ذلك حض على المراقبة والخوف من الله تعالى، والمبادرة إلى الاستجابة له جل وعلا".

 

هذا في الدنيا, وماذا في الآخرة؟ يقول رب العزة: [وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ] أي وإليه سبحانه مرجعكم ومصيركم فيجازيكم بأعمالكم إن خيرا فخير, وإن شرا فشر.

 

معاشر المؤمنين والمؤمنات: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة:

 

 

اللهم اجعل شهر القرآن الكريم هذا, شهر عز ونصر وتمكين للإسلام والمسلمين بقيام دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة, واجعلنا اللهمَّ ممَّن يتدبرون آياتك, فيأتمرون بأمرك, وينتهون عن نهيك: يستمعون القول فيتبعون أحسنه, ويقدرونك حق قدرك, ترضى عنهم, ويرضون عنك, واجعلنا اللهم ممن تقبلت منهم الصلاة والصيام, والدعاء والسجود والقيام, ومن عتقائك في هذا الشهر الكريم من النار, وأدخلنا الجنة مع الأبرار, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

آخر تعديل علىالخميس, 07 أيار/مايو 2020

وسائط

المزيد في هذه الفئة : « برقية - 13 رسائل رمضانية - 13 »

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع