السبت، 10 ذو القعدة 1445هـ| 2024/05/18م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
رسائل رمضانية  - 16

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الرسالة السادسة عشرة

ذكرى فتح مكة (2)

 

 

 

الحَمدُ للهِ الذي فَتحَ أبوَابَ الجِنَانِ لِعبَادِهِ الصَّائمينْ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشرَفِ الأنبيَاءِ وَالمُرسَلينْ، المَبعُوثِ رَحْمَةً لِلعَالمينْ، وَآلهِ وَصَحبهِ الطيِّبينَ الطَّاهرينْ، وَمَنْ تبِعَهُ وَسَارَ عَلى دَربهِ وَاهتدَى بهَديهِ وَاستَنَّ بسُنَّتهِ، وَدَعَا بدَعوَتهِ إلى يَومِ الدِّينْ.

 

مستمعي الكرام مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير: السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، وبعد: إليكم الرسالة السادسة عشرة من "الرسائل الرمضانية من هدي القرآن والسنة النبوية"، نتابع معكم فيها الحديث عن (القسم الثاني) من "ذكرى فتح مكة".

 

إخوةَ الإيمانِ: أيها الصائمون:

 

 

وأراد أبو سفيان أن يجلس على فراش النبي صلى الله عليه وسلم، فطوته ابنته رملة دونه فقال لها: يا بنية، ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش، أم رغبت به عني؟ قالت: بل هو فراش رسول الله، وأنت مشرك نجس، قال أبو سفيان: والله لقد أصابك بعدي شر. وخرج مغضبًا، فكلم النبي عليه الصلاة والسلام، فلم يظفر منه بجواب، فرجا وساطة أبي بكر وعمر وعلي وفاطمة ليشفعوا له عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأبوا جميعاً فعاد إلى علي يستنصحه فيما يفعل، بعد أن أغلقت في وجهه منافذ الرجاء، فنصحه علي بالعودة من حيث أتى، فعاد أبو سفيان يجرُّ أذيال الخيبة في سفارته الفاشلة! عند ذاك أيقنت قريش أنَّ الحرب ستعلن لا محالة، وأنَّ عهد الحديبية أصبح حبراً على ورق، ذلك أنها كانت تعرف من النبي قوة العزم إذا أراد، كما كانت تعرف فيه صدق العهد إذا عاهد.

 

ورأى الرسول صلى الله عليه وسلم أن ما قامت به قريش من نقض العهد لا مقابل له إلاَّ فتح مكة. فأمر أصحابه بالاستعداد للحرب، واستنفر الأعراب الذين حول المدينة، ولم يعلم أحد حتى المقربون وجهة الرسول صلى الله عليه وسلم للحرب، حتى إذا تمت الاستعدادات، ودنا موعد الحركة، أسرَّ الرسول إلى رجاله المقربين بخطته لفتح مكة، وطلب أن توضع العيون والأرصاد، لتحول دون معرفة قريش بمسير المسلمين فيفاجئها مفاجأة تضطر معها قريش إلى التسليم دون قتال، فتتحقق له أمنيته العظمى بدخول مكة من غير سفك دماء، وترعى بذلك حرمتها المقدسة. واستمع المسلمون لأمر نبيهم فمضوا يعبئون قواهم للقاء المنتظر، وهم مدركون أن الساعة الفاصلة مع أهل مكة قد دنت. وتمت الاستعدادات وتحرك جيش المسلمين في عشرة آلاف مقاتل، فغادر رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة لعشر خلون من شهر رمضان المبارك سنة ثمان للهجرة متوجهاً نحو مكة في عدد وعدة لم تعرفه الجزيرة العربية من قبل. ومع كثافة هذا الجيش وقوته وأهميته، فقد بقي سرُّ حركته مكتوماً لا أحدَ يعرف عنه شيئاً. 

 

لقي الرسول صلى الله عليه وسلم وهو متَّجه نحو مكة عمَّه العباس مهاجراً بأهله وعياله إلى المدينة، ولمَّا وصل عليه الصلاة والسلام مرَّ الظهران عسكر هناك، وأمر كلَّ مسلم أن يوقد ناراً، حتى ترى قريش ضخامة الجيش دون أن تعرف هويته، فيؤثر ذلك على معنوياتها وتستسلم دون قتال! واتَّقدت في الوادي عشرة آلاف شعلة يبعث مرآها الرهبة والهيبة، وقريش لا تعلم شيئًا عمَّا يخبئه لها الغيب، إلاَّ ثلاثة من كبرائها، وهم أبو سفيان بن حرب، وبديل بن ورقاء، وحكيم بن حزام، كانوا قد خرجوا ليتعرَّفوا الأخبار، فاتَّجهوا صوب النيران، فهالهم ما رأوا. وكان المسلمون على خطتهم المرسومة، يبثون العيون حولهم، حتى يأخذوا قريشاً على حين غرة، فلا ترى بُداً من التسليم، فعثرت خيالتهم على رجال قريش، فأخذتهم وعادت بهم مسرعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وللحديث بقية.

 

اللهُمَّ أقـِرَّ أعْيُنَنَا بـِقيَامِ دَولةِ الخِلافَة، وَاجْعلْنـَا مِنْ جُنُودِهَا الأوفِياء المُخلِصينْ.

 

وَالسَّلامُ عَليكـُم وَرَحمَةُ اللهِ  وَبَرَكاتهُ.

آخر تعديل علىالأحد, 10 أيار/مايو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع