الأحد، 11 ذو القعدة 1445هـ| 2024/05/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تأملات قرآنية (18) التهليل والتسبيح والاستغفار سبيل النجاة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

تأملات قرآنية (18)

التهليل والتسبيح والاستغفار سبيل النجاة

 

 

 

إخواننا الكرام, أخواتنا الكريمات:

أيها المؤمنون والمؤمنات: الصائمون والصائمات:

 

أحبتنا الكرام :

 

 

نحييكم بأطيب تحية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله القائل في محكم كتابه وهو أصدق القائلين: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) والصلاة والسلام على رسول الله القائل: "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين". ثم أما بعد: فتعالوا معنا أحبتنا الكرام, وهلم بنا نحن وإياكم نتجه إلى مائدة القرآن الكريم نتأمل ونتدبر آياته جل وعلا عسى أن ينفعنا ويرفعنا بما فيه من الذكر الحكيم إلى أعلى الدرجات في جنات النعيم, إنه ولي ذلك والقادر عليه. ومع الآيتين السابعة والثمانين, والثامنة والثمانين من سورة الأنبياء. يقول الله تعالى: ﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧﴾ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾. ﴿الأنبياء ٨٨

 

قال نخبة من المفسرين: واذكر قصة صاحب الحوت، وهو يونس بن مَتَّى عليه السلام، أرسله الله إلى قومه فدعاهم فلم يؤمنوا، فتوعَّدهم بالعذاب فلم ينيبوا، ولم يصبر عليهم كما أمره الله، وخرج مِن بينهم غاضبًا عليهم، ضائقًا صدره بعصيانهم، وظن أن الله لن يضيِّق عليه ويؤاخذه بهذه المخالفة، فابتلاه الله بشدة الضيق والحبس، والتقمه الحوت في البحر، فنادى ربه في ظلمات الليل والبحر وبطن الحوت تائبًا معترفًا بظلمه؛ لتركه الصبر على قومه، قائلا: لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين. فاستجبنا له دعاءه، وخلَّصناه مِن غَم هذه الشدة، وكذلك ننجي المصدِّقين العاملين بشرعنا.

 

معاشر المؤمنين والمؤمنات:

 

التهليل: أن تقر لله عز وجل بالوحدانية, فتشهد شهادة أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير, وتشهد أن محمدا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. والتسبيح: أن تنزه الله تعالى وتقدسه وتعظمه, وتبعده عن كل عيب ونقص لا يليق بجلاله بقولك: "سبحان الله وبحمده, سبحان الله العظيم". من نعم الله تعالى على البشرية، أنه مَنَّ علينا عز وجل بفوائد ومنافع كثيرة نجني ثمارها من التهليل والتسبيح والاستغفار حيث يظهر ذلك جليًا في آياته القرآنية. منها قوله تعالى في سورة الأحزاب: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا * تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا﴾. وفي الأحاديث النبوية الشريفة بيان واضح لفوائد التهليل والتسبيح والاستغفار, وهي كثيرة، نذكر منها أنها ملجأنا للنجاة من المخاطر التي قد تصيبنا، وملاذنا في المواقف الصعبة، وتغسل ذنوبنا ومعاصينا الكثيرة، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على رحمة الله الواسعة بنا, وكرمه في العفو عنا والمغفرة لنا. والتسبيح والاستغفار نوع من أنواع ذكر الله عز وجل، والذي يُعَدُّ من العبادات التي يفضل سبحانه وتعالى أن نقوم بها في أوقات كثيرة، بهدف التقرب إلى الله, وطلب المغفرة منه والتسامح عن الذنوب والمعاصي، وتطهيرًا وتطييبًا للّسان بأعذب الكلمات وأصدقها قولاً، وما أسمى تلك عبادة!! وما أرفعها من منزلة عنده سبحانه وتعالى!! ألم يقل الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّـهِ أَكْبَرُ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾؟ ﴿العنكبوت ٤٥﴾ التسبيح والاستغفار من العبادات التي تقربنا إلى الله أكثر، حيث يمكننا فعلها في أي وقت من اليوم، وإن كانت هناك أوقات معينة محببة عند الله للتسبيح والاستغفار، من هذه الأوقات: بعد كل صلاة أو قبلها، قبل النوم مباشرة، في الصباح والمساء، في شهر رمضان, وغيرها من الأوقات التي تجعلنا أكثر تقربا لله، وأكثر راحة نفسية وجسدية. فلا بد للإنسان أن يعطر فمه, ويرطب لسانه بالتسبيح والاستغفار اقتداءً بنبينا محمد عليه الصلاة والسلام.

 

معاشر المؤمنين والمؤمنات: إليكم هذه الطائفة المختارة من الآيات القرآنية الكريمة, والأحاديث النبوية الشريفة في بيان فضل التهليل والتسبيح والاستغفار, وذكر الله عمومًا: قال تعالى: ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴾. ﴿هود ٥٢﴾ وقال تعالى: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴿١٠﴾ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ﴿١١﴾ وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ﴿١٢﴾ مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّـهِ وَقَارًا﴾. ﴿نوح ١٣﴾. وقال تعالى: ﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾. ﴿الأحزاب ٣٥﴾  وقال صلى الله عليه وسلم: "سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال: ومن قالها من النهار موقنا بها، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة". (رواه البخاري). وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: "يا ابن آدم! إنك ما دعوتني ورجوتني؛ غفرت لك ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم! لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني؛ غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم! إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا؛ لأتيتك بقرابها مغفرة". وقال صلى الله عليه وسلم: "من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، ثلاثا، غفرت له ذنوبه وإن كان فارا من الزحف". وقال صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس استغفروا ربكم وتوبوا إليه فإني أستغفر الله وأتوب إليه في كل يوم مئة مرة أو أكثر من مئة مرة". (حديث صحيح). وقال صلى الله عليه وسلم: "أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: يسبح مائة تسبيحه، فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة". (رواه مسلم). وقال صلى الله عليه وسلم: "من قال: سبحان الله مئة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها؛ كان أفضل من مئة بدنة". وقال صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله العظيم وبحمده، مائة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ذلك، وزاد عليه". وقال صلى الله عليه وسلم: "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده". (رواه البخاري). وقال صلى الله عليه وسلم: "من قال سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة، حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر". (رواه البخاري).

 

معاشر المؤمنين والمؤمنات: إليكم بعضًا من فوائد التهليل والتسبيح والاستغفار:

  1. من خلال التهليل والتسبيح والاستغفار فإنكم ستنالون رضا رب العالمين.
  2. يساعد التسبيح والاستغفار على الوقاية من وساوس الشيطان، وتقينا من فعل المعاصي.
  3. عند المداومة على التسبيح والاستغفار سيُفتح لكم أبواب الرزق، ويبارك لكم في أموالكم وأولادكم وما تملكون، ويساعدكم على أداء أصعب المهام.
  4. ستحصلون على الأجر العظيم أثناء التهليل والاستغفار والتسبيح حيث ستستبدل سيئاتكم أضعافا مضاعفة من الحسنات.
  5. فيه راحة نفسية للقلب والجسد، ويشعركم بالرضا والسعادة، ويزيل عنكم الهموم.
  6. المداومة على التسبيح والاستغفار ستجعل ألسنتكم رطبة ومعطرة بذكر الله تعالى.
  7. الاستمرار بذكره عز وجل يقربكم إليه أكثر فيزيل من قلوبكم الخوف.
  8. فيه تذكير بيوم البعث للابتعاد عن المعاصي, وكثرة تأدية العبادات, والفوز بنعيم الجنات.

معاشر المؤمنين والمؤمنات: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة:

 

 

اللهم اجعل شهر القرآن الكريم هذا, شهر عز ونصر وتمكين للإسلام والمسلمين بقيام دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة, واجعلنا اللهمَّ ممَّن يتدبرون آياتك, فيأتمرون بأمرك, وينتهون عن نهيك: يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وَيَقْدُرُونَكَ حَقَّ قَدِرك, ترضى عنهم, ويرضون عنك, واجعلنا اللهم ممن تقبلت منهم الصلاة والصيام, والدعاء والسجود والقيام, ومن عتقائك في هذا الشهر الكريم من النار, وأدخلنا الجنة مع الأبرار, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

آخر تعديل علىالأحد, 10 أيار/مايو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع