رسائل للخليفة في رمضان - 19

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته يا أمير المؤمنين، حفظك الله وسدد خطاك لما يحب ويرضى.

إنه يا أمير المؤمنين قد كانت أمتك من قبل لا تعلم في أحكام دينها الكثير، بل إن الجهل قد كان عاما في كل مناحي ديننا حتى البديهية منها، فقد كان معظمنا من قبل لا يعلم حتى في أحكام الملكية شيئا، فاختلط على كثير من أبناء هذه الأمة تحديد الملكية العامة والملكية الخاصة وملكية الدولة، بل وإننا قد كنا لا نعلم ما هي حدود الأفراد وما هي حدود الدولة في الملكية، فقد كانت الدولة تتعدى في كثير من الأحيان على الملكية الفردية دون مراعاة الأحكام الشرعية التي وضعها رب العالمين، ثم إن الدولة لم تكن تعطي الملكية العامة لعامة الناس، بل إن الملكية العامة كالماء والكهرباء والبترول وغيرها كانت الأمة تدفع ثمنها رغم أنها تملكها، حتى ظن الناس أن هذا الأمر طبيعي لا شيء فيه، فيا أمير المؤمنين أرسل إليك هذه الرسالة طالبا منك أن تعطي لكل ذي حق حقه، وأن تبين للناس ما هو لهم وما يملكون حقا، وأن تضع كل شيء في نصابه الصحيح.

والسلام عليكم يا أمير المؤمنين وفي حفظ الله ورعايته، أدامك الله ذخرا للإسلام وعونا لنا ودرعا نتقي به ونحارب من ورائه.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح