الأحد، 11 ذو القعدة 1445هـ| 2024/05/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
رسائل رمضانية  - 36

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الرسالة السادسة والثلاثون
نصرة المسلمين لإخوانهم فرض أوجبه الله

 


الحَمدُ للهِ الذي فَتحَ أبوَابَ الجِنَانِ لِعبَادِهِ الصَّائمينْ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشرَفِ الأنبيَاءِ وَالمُرسَلينْ، المَبعُوثِ رَحْمَةً لِلعَالمينْ، وَآلهِ وَصَحبهِ الطيِّبينَ الطَّاهرينْ، وَمَنْ تبِعَهُ وَسَارَ عَلى دَربهِ وَاهتدَى بهَديهِ وَاستَنَّ بسُنَّتهِ، وَدَعَا بدَعوَتهِ إلى يَومِ الدِّينْ.


مستمعي الكرام مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير: السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، وبعد: إليكم الرسالة السادسة والثلاثين من "الرسائل الرمضانية من هدي القرآن والسنة النبوية"، وهي بعنوان: "نصرة المسلمين لإخوانهم فرض أوجبه الله".


إخوةَ الإيمانِ: أيها الصائمون:


قال الله تعالى:(وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ). (الأنفال72) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلمون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يدٌ على من سواهم». وقال صلى الله عليه وسلم: «المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضاً». وقال صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى».


ما طمع فينا اليهود ولا الصليبيون إلاَّ لبعدنا عن كتاب الله، وسنة رسوله، ولتفرقنا واختلافنا على أنفسنا، مع أن الواجب الشرعي يحتم علينا أن نكون دولة واحدة، تحت راية خليفة واحد، ولكن إذا فرط المسلمون في وقت من الأوقات بوحدتهم ووحدة دولتهم، فإن ذلك لا يعني أو لا ينبغي أن يضيفوا إلى هذه المعصية معصية أخرى، فيفرطوا في نجدة بعضهم بعضاً حين يقعون في الكرب والشدة. لقد حاول الروم أن يستغلوا الفتنة بين علي ومعاوية، فوقف عليٌّ كرم الله وجهه منهم موقفاً يحبه الله ورسوله، وقال لهم: إن لم تكفوا عن ذلك لأضعن يدي في يد معاوية، ولأضربنكم ضربة تنسيكم وساوس الشيطان!


إن ما تتعرض له فلسطين، وما تتعرض له الشام، ويتعرض له العراق، وما تتعرض له اليمن، وبورما وسائر بلاد المسلمين ليستوجب على إخوانهم المسلمين في كل مكان أن يهبوا لنجدتهم والدفاع عنهم، ولكن المسلمين في هذه الأيام أصبحوا وبكل أسف لا يجيدون إلاَّ لغة الكلام فقط. ولا أقول كل المسلمين بل حكامهم، فكثير من المسلمين قلوبهم عامرة بالإيمان والحمد لله، ونفوسهم تتوق إلى الجهاد، وتعشق الموت في سبيل الله! مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة».


اعلموا أن نصرة المسلمين لإخوانهم فرض أوجبه الله تعالى عليهم، ودليله قول الله تعالى: (وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ). (الأنفال72) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من أذل عنده مؤمن فلم ينصره، وهو يقدر على أن ينصره، أذله الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة». وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من امرئ يخذل مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته، إلاَّ خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلاَّ نصره الله في موطن يحب فيه نصرته».


باسم الإسلام نتوجه إليكم، وباسم الإسلام نناشدكم أن تتخذوا حيال هذه الحرب التي أعلنها يهود والكفار على إخوانكم في لبنان وفي فلسطين وغيرهما من بلاد المسلمين ما يوجبه الإسلام عليكم من نصرة إخوانكم. وذلك بأن تضعوا أيديكم في أيدي العاملين الصادقين المخلصين، الذين يعملون لإقامة دولة الخلافة، ليعود لنا عزنا من جديد، ولتعود لنا كرامتنا، وليعود لنا مجدنا. (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ).


اللهُمَّ أقـِرَّ أعْيُنَنَا بـِقيَامِ دَولةِ الخِلافَة، وَاجْعلْنـَا مِنْ جُنُودِهَا الأوفِياء المُخلِصينْ.


وَالسَّلامُ عَليكـُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتهُ.

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع