مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 91

الإسراء والمعراج (ج3)

نتابع ما بدأنا بذكره في الحلقة السابقة، ألا وهو بعض الآيات التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى بيت المقدس:

خامسًا: وكُشِفَ لَهُ ﷺ عن جزاء العصاة، فأتي به على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر، كلما رضخت عادت كما كانت، لا يُفَتَّـــرُ عنهم من ذلك شيء، فقال ﷺ: من هؤلاء يا أخي يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة.

سادسًا: ثم أتى على قوم على أقبالهم رقاع، وعلى أدبارهم رقاع، يسرحون كما تسرح الأنعام، ويأكلون الضريع، والزقوم، وَرُضَفَ جهنم. أما الضريع، فهو الشبرق إذا يبس، وأما الزقوم فهو طعام يَقتل، وأما الرُّضَفُ، فهي الحجارة المحماة على النار!! فقال ﷺ: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم.

سابعًا: ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم نضيج طيب في قِدر، ولحم آخر نيئ خبيث، فجعلوا يأكلون من ذلك النيئ الخبيث، ويَدَعُونَ النضيج الطيب، فقال ﷺ: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الذي يقوم، وعنده امرأة حلالًا طيبًا؛ فيأتي المرأة الخبيثة، فيبيت معها حتى يصبح، والمرأة تقوم من عند زوجها حلالًا طيبًا، فتأتي الرجل الخبيث، فتبيت عنده حتى تصبح.

ثامنًا: ثم أتى على قوم تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد، كلما قرضت عادت كما كانت، ولا يُفَتَّــرُ عنهم من ذلك شيء، فقال ﷺ: من هؤلاء يا أخي، يا جبريل؟؟ قال: هؤلاء خطباء الفتنة، خطباء من أمتك يأمرون الناس بالبر، وينسون أنفسهم، وهم يتلون الكتاب!!

تاسعًا: ثم أتى على جُحر صغير يخرج منه ثور عظيم، فجعل الثور يريد أن يرجع من حيث خرج، فلا يستطيع، فقال ﷺ: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الرجل يتكلم بكلمة عظيمة، ثم يندم عليها، فيريد أن يردها، فلا يستطيع!!

عاشرًا: ورأى رجلًا يسبح في نهر من دم، ويلقم الحجارة، فقال ﷺ: من هذا يا أخي، يا جبريل؟ قال: آكل الربا!!

حادي عشر: وكشف له ﷺ عن صوت للجنة وصوت للنار، والآن ستبدأ الرحلة الثانية رحلة المعراج... سنتابع إن شاء الله... صلوا على شفيع الأمة سيدنا محمَّد.

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي