الأربعاء، 22 شوال 1445هـ| 2024/05/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 2 تعليقات
الفيديو الختامي لمؤتمر "الشباب المسلم.. رواد التغيير الجذري"

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

الفيديو الختامي لمؤتمر "الشباب المسلم.. رواد التغيير الجذري"

 

منذ بزوغ فجر الإسلام وللشباب دور عظيم في نهضته، فقد قام الإسلام على أكتافهم وسواعدهم، حيث كانوا الأسرع استجابة لدعوة النبي محمد ﷺ، وقد تخرجوا من مدرسة دار الأرقم الذي جعل بيته مقراً للرسول ﷺ 13 سنة متتابعة وكان ابن اثنتي عشرة سنة فقط، وتعرضوا للأذى والتعذيب، فما وهنت عزائمهم، ولا ضعفت نفوسهم. فقد علموا أن مكانتهم عند الله بمقدار ما يضحون، وبمقدار ما يؤدون، فقاموا بواجبهم خير قيام.. وقد كان النبي ﷺ يستشيرهم في الأمور المهمة وكان ينزل على رأيهم، كما أخذ بمشورة الحباب بن المنذر في غزوة بدر، ونزل على رأي الشباب في الخروج لملاقاة المشركين في غزوة أحد.‬. هؤلاء الشباب من الرعيل الأوَّل هم الذين حمَلوا راية الدعوة إلى الله، والصدع بالحق، فحقَّق الله على أيديهم النصر الأكبر ودولة الإسلام الفتيَّة، وحملوا الإسلام ونشروه رسالة نور وعز وكرامة..


فمن ينسى مصعب بن عمير أول سفير في الإسلام؛ لقد باع الدنيا واشترى الآخرة، وآثر النعيم المقيم على النعيم الزائل حيث ترك حياة العز والرفاه في الجاهلية وعاش حياة التقشف وشظف العيش بعد أن حرمته أمه المال والرفاهية بسبب إسلامه. وعبد الله بن مسعود الذي كان غلاما فقيرا ضعيفا أجيرا يرعى الغنم ويخشى المرور بمجلس أشراف مكة ولكنه عزَّ بالإسلام فكان أول من تحداهم بالحق وجهر بالقرآن أمامهم دون خوف أو وجل. وطلحة بن عبيد الله ابن السادسة عشرة الذي كان أكرم العرب في الإسلام، وحمى رسول الله ﷺ يوم أحد من الكفار، واتّقى عنه النبل بيده حتى شلَّت إصبعه، ووقاه بنفسه. وعبد الله بن عباس حَبْرُ الأمة وتُرجمان القرآن وفقيه العصر وإمام التفسير الذي كان عمره حينما توفي النبي ﷺ حوالي ثلاث عشرة سنة فقط، ومع ذلك فقد حفظ عنه ﷺ ألفًا وستمائة وستين حديثًا. ومحمد القاسم الذي فتح بلاد السند وعمره 17 سنة وكان من كبار القادة العسكريين في عصره، ومحمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية وهو ابن 23 سنة والذي طمح أن يكون من قال عنه رسول الله ﷺ «لنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش..»، والإمام الشافعي الذي حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين وموطأ ابن مالك وهو ابن عشر سنين، وأصبح من شيوخ الأئمة وعمره 14 عاما...


ولا ننسى ونحن نتحدث عن الرعيل الأول من الشباب المسلم أخواتنا شقائق الرجال، مثل أم المؤمنين عائشة التي توفي عنها رسول البشرية ﷺ وهي ابنة 18 عاما وكانت من أهم رواة الحديث ومستشارة للصحابة. وأسماء بنت أبي بكر التي خاطرت بنفسها وقت الهجرة النبوية، وفاطمة بنت الخطاب التي لم تخف من قول كلمة الحق أمام أخيها عمر بن الخطاب رغم جبروته وبطشه وقتها والتي كانت سبيل إسلامه..


إن هذا غيض من فيض عن هؤلاء الشابات والشباب الذين كان "الله أكبر" نداءهم والجهاد سبيلهم، والموت في سبيل الله أسمى غاياتهم، فنشروا الإسلام في أرجاء الأرض وسادوا المعمورة.. فما أحوجنا الآن نحن المسلمين إلى معرفة دور شبابنا، فإنهم عماد أُمة الإسلام وسِرّ نَهضتها، ومَبعث رقيها، وحاملوا لوائها ورايتها، وقائدُ مَسيرتها تكتملَ إلى المجد والنصر.


فأين أنتم يا شباب اليوم وشاباته من كل هذا؟! هل أنتم مشغولون بمَعالي الأمور وقضايا الأمة وهمومها وسبل رفعتها وعزتها، أم مهتمون بسفاسف الأمور تتساقطون على المعاصي بحيث نجدكم حيث نهى الله ونفتقدكم حيث أمر الله؟! ما هي طموحاتكم ومن هم قدوتكم وكيف هي شخصياتكم وما هو هدفكم في الحياة؟؟


فيا شباب الإسلام.. إن النجاح الحقيقي لا يكمن في الثروة أو الجمال أو السلطان، أو الحياة المرفهة كما يدعي البعض، لا والله.. إن مقياس النجاح، والفوز الحقيقي هو في دخول جنة الرحمن، انظروا إلى الرعيل الأول من الشباب المسلم على أنهم مَثَلٌ أعلى، وأُسوة طيِّبة وتأسوا بهم، وانتهجوا في الثبات نَهْجهم، واسلكوا في قول الحقِّ مَسلكهم، كونوا شجعانا في نصرة الحق وأهله، اعملوا واجتهدوا، اشحذوا الهمم لأخذ دوركم الحقيقي في رفعة هذه الأمة، فتنالوا عز الدنيا والآخرة منافحين مدافعين عن هذا الدين، فنهضتها لن تقوم إلا على أكتافكم، عندئذ تواصلون المسيرة؛ فاعملوا حتى يُحَقِّق الله على أيديكم إقامة دولة الإسلام المُرتقبة، دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة وما ذلك على الله بعزيزٍ..


﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾

 

مسلمة (أم صهيب الشامي)

 

2 تعليقات

  • khadija
    khadija السبت، 07 أيار/مايو 2016م 22:02 تعليق

    بارك الله بكم . ونسأله تعالى أن يَمُنَّ علينا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة

  • إبتهال
    إبتهال السبت، 07 أيار/مايو 2016م 13:45 تعليق

    بوركت أختاه

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع