الخميس، 23 شوال 1445هـ| 2024/05/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

ذكرى الإسراء والمعراج

 

حمل سيد الخلق محمد e دعوة الإسلام ولاقى في سبيلها الأذى الشديد، فصبر وثبت على دعوته، واتخذ من أجلها موقفاً عظيماً حينما قال لعمه أبي طالب: «يَا عَمُّ، وَاَللَّهِ لَوْ وَضَعُوا الشَّمْسَ فِي يَمِينِي، وَالْقَمَرَ فِي يَسَارِي عَلَى أَنْ أَتْرُكَ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللَّهُ، أَوْ أَهْلِكَ فِيهِ، مَا تَرَكْتُهُ» بمعنى، أن سيدنا محمداً e اتخذ من حمل الدعوة الإسلامية قضية مصيرية (إما حياة في طاعة الله، وإما موتاً في سبيل الله) وهو القائل: «مَوْتٌ فِي طَاعَةِ اللهِ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي مَعْصِيَتِهِ» وقد بلغ الأذى مداه بعد وفاة عمه أبي طالب الذي كان يسانده ويعمل على حمايته من قومه، ووفاة زوجه خديجة بنت خويلد رضي الله عنها التي كانت تواسيه وتخفف عنه آلامه، وبوفاتهما اشتدّ عليه المصاب، وعندها لجأ إلى الطائف وعرض نفسه على ثقيف وردوه شر رد حتى دميت قدماه، وفي هذا الموقف العصيب توجه إلى الله سبحانه بالدعاء، قائلاً: «...، إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَك، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ، لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِكَ»، بعد كل هذا جاءت حادثة الإسراء والمعراج تسلية وتكريماً لسيد الخلق محمد eمن جهة، ومن جهة أخرى لمكانته وعلو منزلته عند الله تعالى، وفي السابع والعشرين من رجب كانت رحلة الإسراء والمعراج، قال الله سبحانه: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [سورة الاسراء: 1]. فالله سبحانه قد ربط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى ربطاً عقائدياً خلّده في قرآنه إلى يوم القيامة، والمسجد الأقصى كان حلقة وصل بين الأرض والسماء، حيث صعد سيدنا محمد eمن المسجد الأقصى إلى السماوات العلى، إن دلَّ على شيء فإنما يدل على مكانته في الإسلام. والمسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفتين الذي تشد الرحال إليه بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي، وهو أرض المحشر والمنشر. فالمساس بالمسجد الأقصى مساس بالعقيدة الإسلامية، والتفريط فيه تفريط بالعقيدة، وهو الذي يئنّ من الأسر يستغيث صباح مساء وا إسلاماه، ولا مجيب، ويدنس يومياً على أيدي يهود الغاصبين، على مرأى ومسمع حكام رويبضات أنذال مردوا على الخيانة والعمالة، ونذروا أنفسهم خدماً للغرب الكافر المستعمر أنّى يكون لهم شرف التحرير. وينادي ويستصرخ جيوش المسلمين أن أنقذوني، حرروني، طهروني من دنس وبراثن يهود! ولكن لا مجيب!!

 

وعلى العموم فإن فلسطين كلها أرض مباركة من بحرها إلى نهرها احتلت من قِبل الأعداء اليهود الغاصبين الحاقدين، الذين دمروا الحجر والشجر وأهلكوا الحرث والنسل، ودنسوا المقدسات، وانتهكوا الأعراض، فما هو السبيل لتحريرها؟ إنّ السبيلَ واحد لا يتعدد، وهو تجييش الجيوش وإعلان الجهاد في سبيل الله لتحرير كل فلسطين من دنس يهود الغاصبين.

 

ونقول لجيوش المسلمين أنتم أحفاد عمر وخالد والقعقاع وصلاح الدين، ألا يوجد فيكم رجل رشيد يحذو حذو صلاح الدين الأيوبي يعمل على تحرير المسجد الأقصى المبارك كما حرره من الصليبيين، ويعمل كذلك على تحرير سائر فلسطين؟! وقد سئل صلاح الدين رحمه الله لماذا لم تضحك من مدة طويلة؟ فقال: كيف أضحك ومسرى الرسول e تحت سلطان الصليبيين؟ فأعدَّ العدة وجيش الجيوش وعمل على تحريره، وهكذا يجب أن يكون.

 

وهذا السلطان عبد الحميد رحمه الله رفض أن يعطي يهود موطىء قدم في فلسطين، فعمل المبضع في بدنه أهون عليه من أن يتنازل عن شبر واحد من فلسطين، فالخليفة كما قال رسول الله e: «إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».

 

فعندما فقدت الأمة جُنتها هانت على أعدائها وبلغَ بها ما بلغ، فالخلافة هي التي تعيد للأمة الإسلامية عزّتها وللمقدسات مكانتها وفي مقدمتها المسجد الأقصى مسرى الرسول e.

 

فالعمل العمل مع العاملين المخلصين، مع حزب التحرير الذي يواصل ليله بنهاره لهذا الجُنة حتى تنعموا بالعزة والسؤدد والمهابة بين الأمم.

 

اللهم أكرمنا بدولة الخلافة على منهاج النبوة التي تعيد للأمة عزتها، وللمقدسات مكانتها، إنك وليّ ذلك والقادر عليه.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ خالد عبد الكريم حسن – الأرض المباركة (فلسطين)

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع