الثلاثاء، 28 شوال 1445هـ| 2024/05/07م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

طاعة الله سبيل نيل رضاه

 

 

كلنا يسعى لنيل رضا الله سبحانه وتعالى، فهو أسمى غايات كل مسلم ليفوز فوزاً عظيماً، قال تعالى: ﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾. ومن جوامع الدعاء: "اللهم إني أسألك رضاك والجنة".

 

وسبل نيل رضوان الله عديدة وكثيرة علينا اغتنامها. وإن الطاعة ضرورية سواء في الدولة أو المجتمع أو البيت أو المدرسة. وأهم طاعة هي طاعة الله جل وعلا ورسوله عليه الصلاة والسلام، فالطاعة هنا واجبة ومطلقة غير مقيدة، فعلينا أن نطيع كافة أوامره عز وجل دون نقاش، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾، ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَٰئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم﴾، ﴿وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا﴾. وهذه الطاعة ليست ضعفا وإنما هي قوة وتمكين.

 

إذن... كيف لنا أن نلتمس رضا الله جل وعلا بطاعته؟

 

إن الطاعة بمعناها الشامل لا تكون إلا لله عز وجل وللرسول ﷺ، حتى لو سخط الناس ولم يرضوا، وتكون التماساً لرضا الله. قال تعالى: ﴿أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾، وقال رسول الله ﷺ: «مَنِ الْتَمَسَ رِضَاءَ اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَاءَ النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ».

 

وهناك أعمال يرضاها الله منّا، وأخرى يكرهها، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَال: قَال رسول الله ﷺ: «إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثاً، وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثاً؛ فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا، وَأَنْ تَنَاصَحُوا لِمَنْ وَلَّاهُ اللهُ أَمْرَكُمْ، وَيَكْرَهُ لَكُمْ؛ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ».

 

وعلينا أن نطيع الله فيما أمر، وننتهي عما نهى عنه، فإذا أطعناه فطاعتنا له عبادة، فلا ينالُ رضا الله من عصاه، كيف يرجو رضاه من ترك الصلاة والصيام، والحج والزكاة وسائر العبادات!! فإذا كان السواك وتنظيف الأسنان يجلب رضا الربِّ سبحانه، فكيف بغيره من الطاعات؟! عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ».

 

وعلينا الإخلاص له في عبادته، في صلاتنا وصيامنا وزكاتنا وحجنا وسائر أعمالنا، ولا نخاف إلا منه جل وعلا، ولا ندعو ولا نستعيذ ولا نستغيث ولا نرجو إلا إياه، ولا نلجأ إلا إليه، ولا نتوكل إلا عليه سبحانه وتعالى ولا نخاف فيه لومة لائم، فنصدح بالحق في كل وقت وحين حسب استطاعتنا باليد أو اللسان أو القلب.

 

وها نحن في رمضان الفضيل، شهر العبادات والحسنات، شهر الصدقات، شهر العمل، فلنغتنم ساعاته وأيامه لننال رضا الله عز وجل، ولا نتوانى عن ذكره ذكرا كثيرا، فكلَّما ازدادَ ذكرُنا له زاد رضاه عنا، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَال: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَرْضَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَمِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ، وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟» قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! قال: «ذكرُ اللَّهِ»...

 

ومن ذكر الله؛ الشكر لله على النِّعم، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ اللهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فيَحمِدهُ عَلَيها»، يرضى عنك وأنت تأكل وتقول: الحمد لله بعد أن تنتهي من طعامك. فالشكر يجلب الرضا، قال سبحانه: ﴿إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾.

 

ومن سبل كسب ونيل رضا الله عزَّ وجلّ؛ طاعته في أوامره بأن نمسك ألسنتنا، وأقلامنا وجوارحنا من كلمةٍ تصدر منها عفوا أو عمدا، يكون فيها سخطُ الله وغضبُه سبحانه، ونجعلَها تعتاد على ما فيه رضوانه، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إنّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ».

 

وعلينا كذلك أن نُحسن معاملة الآخرين، وأولى الناس بالمعاملة الحسنة الوالدان، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «رِضَا الرَّبِّ، فِي رِضَا الْوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ، فِي سَخَطِ الْوَالِدِ».

 

وإذا ابتغينا رضا الله جل جلاله؛ فعلينا بالتأدب بالأخلاقِ الحسنة، والآدابِ والقيم الرفيعة، فلا نكذب في حديثنا، ولا نخلف وعدا، ولا ننقض ميثاقا، ولا نخون أمانة، ولا نغدر في عهدٍ أبرمناه، ونتحلَّى بالصبر عند الابتلاء، والرضا بالقضاء، فمن رضي بالابتلاء فله الرضا من الله، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ، مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْماً ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ».

 

وكذلك إن الرفق واللين مع الآخرين، ونبذَ العنف والشدةِ يكسُبنا رضا الله جل جلاله، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيَرْضَاهُ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ».

 

ومن شدّة محبّة العبد المؤمن لربِّه سبحانه، ولطمعِه في رضاه؛ أنه يحبُّ لقاءه، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ».

 

وأهم ما يمكننا به نيل رضا الله هذه الأيام العمل جاهدين لإعادة تحكيم شرعه على الأرض، بالعمل على استئناف الحياة الإسلامية في دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

 

فإذا ابتغينا رضا الله هدانا إلى أقومِ طريق، وأخرجنا من ظلمات الجهل والذلة إلى نور العلم والعزة. فعلينا اتباع أحكام القرآن الذي ﴿يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾.

 

اللهم اجعلنا ممن أطاعوك فرضيت عنهم وأدخلتهم الجنة...

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مسلمة الشامي (أم صهيب)

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع