الخميس، 23 شوال 1445هـ| 2024/05/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

عيدٌ بأية حالٍ عُدتَ يا عيدُ *** بما مضى أم لأمرٍ فيك تجديد؟

 

 

إن ما آلت إليه أحوال الأمة الإسلامية اليوم، وفي مقدمتها حمّام الدم النازف في أغلب البلاد الإسلامية عموماً، وفي غزة الجريحة خصوصاً، جعلت من بيت الشعر المتجدد في كل عام يحمل أشجاناً مضاعفة، فهو يلامس شغاف قلوب أتعبتها الحيرة، ونال منها الشتات، وتاه منها اليقين، فهي لم تجنِ من عفونة هذا الواقع المزري سوى الألم والدمار، الذي حل بشعوبها المنكوبة بسبب الأنظمة العميلة التي تتسلط على رقاب الناس.

 

نعم لا يحمل سؤال العيد عن الأحوال التي عاد فيها عامنا هذا أي جديدٍ مفرح، فالأمة الإسلامية لم تعرف فرحة العيد بعد أفول عزها ودولتها وغروب شمس خلافتها، حتى باتت فريسة سهلة تنهشها الوحوش.

 

أقول إن كان المتنبي في أيامه الخالية التي انقضت بعنفوانها، وصخبها، وإبداعها، وهو يعاني من كافور واحد، فكيف بهذه الأمة وهي تعاني من كوافير كثيرة قد تلاعبت بمصير أمة نذرت نفسها للفداء دائما، أمة معروضة للطامعين؟!

 

إن المؤامرات التي تحاك لمصير أمتنا اليوم، محصنة بالقوى الغربية، متباهية بالحماية الدولية، والقوانين الأممية، المنتشرة في حواضر الأمة.

 

أقول للمتنبي: أي بيداء رمت برمالها وسرابها حول أرض العزة والكرامة التي لم تنكرهم يوماً، فالتاريخ ناصع ببياض صفحتهم المشرقة التي كانت مناراً للعالمين.

 

أيها العيد: لقد أيقظت في ضمائرنا مشاعر الأخوة والتعاطف، ولَفَتَّ أنظارنا إلى من خلفتهم ظروف الحرب القاسية، وهم يفترشون الأرض ويلتحفون حمم يهود في خيامهم في العراء على مَرأى ومَسْمَعٍ من الضمير العالمي المسخ. إذ لم يتهيأ لهم لذيذ عيش ولا لبس جديد يدخل السرور على قلوب صغارهم.

 

إن فرحة العيد انقلبت في نفوسنا أشجاناً، وفي قلوبنا جروحا، وحركت مشاعرنا وأحزاننا، وذكرتنا بنكبتنا الكبرى، يوم أن ضاعت دولتنا، وعزنا، وكرامتنا، إذ بضياعها ضاعت الأمة، وانفرط عقدها وتصدع كيانها.

 

فهذه غزة الجريحة التي لا تقل ألماً عن السودان، أو اليمن، أو سوريا، أو غيرها من بلادنا المحتلة والمنكوبة، راحت ضحية الغدر والخيانة.

 

ولكن رغم الأسى الذي يملأ القلوب، سيظل العيد رغم كل الجراح، بوابة للفرحة الكبرى يوم يتحقق وعد الله سبحانه، ليعيده على أمتنا أفراحاً وقد تخلصت من نواطير الاستعمار، لتلبس حلتها الجديدة وتستعيد عرشها المسلوب.

 

﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مؤنس حميد – ولاية العراق

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع