الخميس، 23 شوال 1445هـ| 2024/05/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 1 تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

رسالة دعم للمسجد الأقصى

 

كتبتها: د. نسرين نواز

 

مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

29 تموز/يوليو 2017م

 

(مترجمة)

الإخوة والأخوات الأعزاء،

 

لو كان المسجد الحرام والكعبة في مكة المكرمة واقعين تحت الاحتلال، أو أن المسجد النبوي في المدينة المنورة حيث دفن رسولنا الحبيب e كان قد دنسه ونجسه المحتلون الأشرار، فماذا ستكون ردة فعلكم؟ لو كان أعداء الإسلام يمكنهم أن ينتهكوا ويغلقوا هذه الأماكن المقدسة متى شاؤوا، ويسعون إلى تدميرها، وممارسة سلطتهم عليها، وترويع وقتل المصلين،... ماذا سيكون ردكم؟ لا شك أننا لن نستريح حتى نزيل هذا الاحتلال!

 

حسناً أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، في أيامنا هذه؛ إن ثالث مسجد من حيث القدسية لنا كمسلمين، وأول قبلة لنا، ومسرى رسول الله e، المسجد الأقصى يصرخ منادياً علينا نحن أمته لتحريره من براثن المحتلين الذين دنسوه ونجسوه وانتهكوا حرمته وروعوا وقتلوا المصلين فيه دون أن يعاقبوا على ذلك... فكيف سيكون ردنا؟؟؟

 

اليوم سيجتمع المسلمون من جميع أنحاء بريطانيا في مسيرة في لندن نظمها حزب التحرير في بريطانيا بعنوان "الوقوف والنضال والتضحية من أجل الأقصى". وقد نظمت أمام السفارة السعودية... وهي واحدة من الأنظمة الخائنة في العالم الإسلامي التي تخلت عن المسجد الأقصى والأرض المباركة فلسطين.

 

إن هذه المسيرة لديها رسالة بسيطة... هي استدعاء هذه الأمة الإسلامية الشريفة وجيوشها الضخمة لإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة والتي وحدها يمكنها أن تقتلع هذه الكتلة السرطانية الخبيثة من العالم الإسلامي وتحرير الأقصى، وإعادة الشرف والأمن إلى هذه الأرض المباركة.

 

الإخوة والأخوات الأعزاء، هل تعتقدون أنه لو كانت الخلافة على منهاج النبوة، وهي الحارس والدرع الحامي لهذه الأمة ولهذا الدين، والدولة التي توحد العالم الإسلامي، لو كانت حاضرةً اليوم، فهل سيجرؤ أعداء الإسلام حتى أن يحلموا باحتلال شبر واحد من هذه الأرض المباركة فلسطين؟؟؟ بالطبع لا؛ لن يجرؤواا!

 

هل تعتقدون أنه لو كان الجيش الإسلامي العظيم التابع لدولة الخلافة العظيمة خلف الأقصى وشعبه، هل سيجرؤ كيان يهود الجبان على أن يخطو خطوة واحدة في هذا المكان المقدس؟ بالطبع لا!

 

وهل تعتقدون أنه لو حكم هذه الأمة قائد ورع وتقي في دولة الخلافة؛ والذي من شأنه أن يسخر حياته من أجل دينه، والذي قد فهم حقا واجبه في حماية دم كل مؤمن، بدلا من حكام الخيانة والجبن الذين يحكمون اليوم في بلادنا، فهل ستجرؤ قوات أمن كيان يهود على إذلال أو إرهاب رجل واحد مسلم، أو امرأة، أو طفل؟ بالطبع لا!

 

في الواقع، لقد قال النبي e: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» ولكن اليوم، وفي غياب هذا الدرع؛ دولة الخلافة الراشدة: فإن هذا الكيان المحتل الإرهابي يشجع على تدنيس وإغلاق الأقصى، والاعتداء على المصلين وقتلهم، بمن فيهم النساء المسلمات وأطفالهن، دون خوف من أي عقوبة. وكونهم قد أزالوا البوابات الإلكترونية عن أبوابه؛ فإن ذلك لا يغير شيئاً من حقيقة أن الأقصى لا يزال تحت ظلمة الاحتلال ولا يزال رهنا لأهواء محتليه الذين يشعرون بأنهم يستطيعون ممارسة سلطتهم عليه متى شاؤوا. كيف يجرؤون على مجرد التفكير في أن لهم الحق في أن يقرروا من يدخل هذا المسجد المقدس لعبادة الله سبحانه وتعالى أو من لا يدخله، أو أن لهم الحق في أداء طقوسهم الباطلة في أماكننا المقدسة، أو تنفيذ خططهم لتهويد القدس؟!

 

ففي شهر نيسان/أبريل من هذا العام، سمح للمتطرفين اليهود بممارسة طقوس يهودية تتضمن التضحية بخروف بالقرب من الأقصى - وهو عمل مرتبط ببناء هيكلهم المزعوم مكان الأقصى. وفي حزيران/يونيو من هذا العام، أعلن كيان يهود عن مشاريع بناء بمئات الملايين بهدف تشديد قبضته على المسجد الأقصى والقدس. كما أعلن عن خطط لإجبار المدارس الفلسطينية في القدس الشرقية على اعتماد منهجهم الذي يدرس التاريخ الصهيوني فقط ويمحو اتصال الشباب المسلم بالقدس، وذلك بتعليمهم أن لكيانهم الحق في المدينة. وفي شهر أيار/مايو، ذكر نتنياهو في خطاب بمناسبة ما يسمى بـ"يوم القدس" أن أرض المسجد الأقصى (أو ما أسماه جبل الهيكل) "سيظل دائما تحت السيادة الإسرائيلية".

 

وعلى الرغم من كل ذلك، فإن السلطة الفلسطينية العميلة لا تزال تعمل لحفظ أمن كيان يهود، إذ أبدت مستوى عالياً من الخيانة لمسلمي فلسطين، بما في ذلك تقوية الاحتلال من خلال اتفاقيات استسلامية، والدعوة إلى مزيد من المفاوضات والاتفاقات الخيانية مع هذا الكيان الإرهابي المتعصب الذي لا يفهم إلا لغة العنف والوحشية وجرف المنازل وسرقة الأراضي.

 

اليوم أيها الإخوة والأخوات، وفي ظل غياب دولة الخلافة النبيلة:

 

هذه الأمة يحكمها الحكام الرويبضات الذين تآمروا مع كيان يهود الإرهابي في جرائمه ضد المسلمين وضد هذا الدين، وكانوا بمثابة حماة خط المواجهة من خلال اتفاقاتهم وسياساتهم. ولم يحركوا ساكناً لحماية المسجد الأقصى والمؤمنين، بل حبسوا جيوشنا الإسلامية، ومنعوها من الزحف للدفاع عن هذا المسجد المبارك وعن فلسطين فضلاً عن إخوتهم وأخواتهم في جميع أنحاء العالم، والاستعانة بمصادر خارجية لتسيير جيوشنا للقتال في سبيل قضايا تحقق مصالح القوى الغربية بدلاً من نصرة دينهم.

 

إن الحكام الرويبضات - الذين بدلا من توجيه جيوشهم لتحرير الأقصى من براثن المحتلين الأشرار، اختاروا توجيه قنابلهم ورصاصاتهم ضد إخوتهم وأخواتهم المسلمين في سوريا والعراق واليمن وأفغانستان وباكستان وغيرها بناء على طلب من أسيادهم الغربيين - إن الشيء الوحيد الذي يقدسه أولئك الحكام الغادرون هو أنفسهم وعروشهم وأوامر أسيادهم في واشنطن ولندن وباريس.

 

أردوغان في تركيا على سبيل المثال... يتخوف من الإسلام ويدعو المسلمين لزيارة القدس للدفاع عن الأقصى، مع ذلك يمنع جيشه من زيارة القدس؛ الذي لديه فعلاً القدرة على تحرير الأقصى، ويرسله بدلاً من ذلك لقتل المسلمين في سوريا... أو سلمان وآل سعود الذين يسمون أنفسهم أمناء الأماكن المقدسة... ولكنهم يرسلون طائراتهم لقصف وتجويع أطفال اليمن، في حين يغسلون أيديهم من الدفاع عن ثالث أقدس موقع عتد المسلمين! أو روحاني رئيس إيران الذي يدعي أنه يحكم دولة تحكمها القوانين الإسلامية... ولكنه يستخدم جيشه ليس لتحرير القدس ولكن لدعم الجزار العلماني الفاسد بشار الأسد الذي شن حرباً على أهل سوريا!

 

لا حول ولا قوة إلا بالله!

 

إذن أيها الإخوة والأخوات، في غياب دولة الخلافة التي تحشد جيشها لحماية هذا الدين، وأماكننا المقدسة، فقد ترك لمسلمي فلسطين الشجعان حماية الأقصى، بما في ذلك النساء والأطفال المسلمين الشرفاء، الذين واجهوا جنود يهود الجبناء المسلحين والذين لا يملكون شيئا سوى إيمانهم وأصواتهم؛ فهم على استعداد للتضحية بحريتهم وحتى بحياتهم لحماية قدسية هذا المسجد.

إن أخواتنا العزيزات في ظل اليأس من حكامهن؛ وفي ظل غياب صلاح الدين أو المعتصم ومن أجل حماية دعوتهن، أخذن على عاتقهن الدفاع عن الأقصى وعن هذه الأرض المباركة. وقد تعرضن للإذلال والضرب والاعتقال والسجن والقتل من قبل كيان يهود الإرهابي. ومع ذلك لم يتم كسر عزيمة أخواتنا. لقد صدعن بالتكبيرات في مواجهة المضطهدين وأعداء الإسلام، فهن لا يخشين إلا الله ولن يتخلين أبدا عن دينهن كما فعل حكامهن. لقد أثبتن صدق إيمانهن كمؤمنات. الله أكبر!

 

ولكن كيف سنظهر لله أننا صادقون وثابتون على إيماننا؟ كيف سنبين لله سبحانه وتعالى أن الشهادة التي نطلبها ليست مجرد كلمة نعلنها بل إنها تعبر عن الإيمان بأننا على استعداد للوقوف والنضال والتضحية؟ كيف نستجيب عندما يطالبنا الأقصى بتحريره، ويستغيث بنا إخواننا وأخواتنا في فلسطين لتحرير أرضهم وحماية دمائهم؟

 

هل نجلس ونأمل بأن تحمي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي المنهاران الأقصى وأن يضمنا بقاءه في يد المسلمين؟ إن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي هم من أسس هذا الكيان الإجرامي وموّله وقوّاه، وأعطوه الضوء الأخضر لتشويه وذبح مسلمي غزة دون عقاب، وأقاموا جداراً من الصمت حول جرائمه البشعة... وذلك حتى عندما انتهكت مرارا وتكرارا الاتفاقيات والقوانين الخاصة بهم! كلا أيها الإخوة والأخوات؛ لا يمكننا أبدا الاعتماد على الأمم المتحدة أو أية حكومة أو هيئة أجنبية لحل هذه القضية.

 

إنه فقط الجيش المسلم الذي تحشده القيادة الإسلامية لدولة الخلافة من يمثل حقاً مصالح المسلمين وهذا الدين، وهو الذي سيقتلع كيان يهود الإرهابي وسيحرر ليس فقط الأقصى وفلسطين وإنما كل بلادنا الإسلامية من محتليها وحكامها الرويبضات. أيها الإخوة والأخوات ندعوكم إلى بذل كل ما في وسعكم من جهود لنشر هذه الدعوة لنقيم دولة الخلافة الراشدة بشكل عاجل، والأهم من ذلك لتحفيز كل من تعرفونهم في جيوش العالم الإسلامي للارتقاء إلى واجبهم الإسلامي للدفاع عن الأقصى وعن هذه الأمة، ولإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة وتطبيق نظام الله سبحانه وتعالى على أراضينا، حيث ستصبح القدس عاصمة دولة الخلافة بإذن الله!

 

أتوجه بكلماتي الآن إلى أبناء الجيوش المسلمة، قادة الإيمان الذين عهد إليهم واجب حماية هذه الأمة ودين الإسلام... لماذا تركتم الأقصى ليحميه العزل من رجال ونساء وأطفال فلسطين، في حين إن لديكم الدبابات والطائرات التي تمكنكم من تحرير هذا المسجد المبارك؛ مسرى النبي الحبيب ﷺ من المحتلين الأشرار؟ ألا تشعرون بالخزي لأنكم تخليتم عن واجب ثقيل وتركتموه على أكتاف إخوتكم العزل ليحملوه؟

 

كيف يمكنكم مشاهدتهم بصمت بينما تقوم قوات يهود بتدنيس أماكنكم المقدسة ويمدون أيديهم على أمهاتكم المسلمات وجداتكم وأخواتكم وبناتكم ويهينونهن بأشد الكلمات ويسفكون دماءهن؟! وكيف يمكنكم خدمة القيادات التي أعطت ظهرها لهذه الأمة وتخلت عنها، وهذا دين، ومنعتكم من إعطاء النصرة للإسلام؟!

 

كيف ستجيبون الله على كل هذا؟؟؟ عندما يسألكم أين كنتم عندما دُنِّس الأقصى؟ ألا تتوقون إلى كسب الشرف الذي ناله صلاح الدين الأيوبي العظيم لتحريره لهذه الأرض المباركة، وكسب الأجر العظيم لتحرير إخوتكم وأخواتكم من قمع المحتل؟! ثم تكسرون ولاءكم لهذه القيادات الجبانة التي شوهت أسماءكم ولم تجلب لكم شيئا سوى العار؟ ألا تقومون بواجبكم الإسلامي لتنالوا الشرف العظيم لتحرير الأقصى والدفاع عن أمتكم؟! وتقومون باقتلاع هذا النظام الصهيوني السرطاني من وجه العالم الإسلامي؟!

 

وتصبحون كالأنصار اليوم بإعطائكم النصرة لإقامة الخلافة على منهاج النبوة التي ستحشدكم للغاية التي أمركم ربكم بالالتزام بها - وهي أن تكونوا حماة المسلمين وأن تحموا دينكم، وتعيدوا الشرف لأسمائكم، مما يجعلكم أبطال شعبكم، ويحقق لكم الأجر والثواب الأكبر الذي لا يمكنكم تصوره في الآخرة!!!

 

أختم بالقول لإخوتنا وأخواتنا الشجعان في فلسطين الذين دافعوا عن الأقصى بلا شيء سوى أصواتهم وأجسادهم... أنتم تشكلون إلهاماً حقيقياً لهذه الأمة ومثالاً يحتذى به لنا جميعاً يبين كيف نكون حقاً عباداً لله عز وجل! إننا ندعو الله سبحانه وتعالى أن يبقيكم ثابتين ويثبتكم في كفاحكم من أجل هذا الدين، وأن لا يكون الوقت طويلا قبل أن تشهدوا النصر الذي تتوق إليه قلوبكم... فإن الله سبحانه وتعالى وعدنا بالنصر على هذا الأرض المباركة ولن يخلف الله وعده. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: 21]

 

 

 

1 تعليق

  • سفينة النجاة
    سفينة النجاة الأربعاء، 02 آب/أغسطس 2017م 20:59 تعليق

    بارك الله فيكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع