الأحد، 26 شوال 1445هـ| 2024/05/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 1 تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مكافحة (الإرهاب) والجريمة

 

وفق الالتزامات الدولية ومواثيق الأمم المتحدة، لمصلحة من؟

 

أجاز المجلس الوطني يوم الثلاثاء الماضي في جلسته الدورية، تقرير لجنة الأمن والدفاع الوطني بالمجلس حول مشروع قانون التصديق على اتفاقية التعاون الأمني بين حكومة السودان وحكومة تركيا للعام الماضي، وقال نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع بالمجلس الوطني، الفريق إبراهيم أحمد، وفق وكالة السودان للأنباء إن الاتفاقية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين تحقيقاً للمصالح المشتركة في مجال التدريب والتبادل الأمني ومكافحة (الإرهاب) والجريمة المنظمة، وفق الالتزامات الدولية وميثاق الأمم المتحدة. شبكة الشروق 2018/4/17.

 

من المعلوم بداهة منذ نشأت البشرية أنه لا يتم أمر الناس فيما بينهم، ولا تنتظم مصالحهم، ولا تجتمع كلمتهم ضد عدوهم إلا بالتعاون، ولا شك أن هذا من أهم الواجبات الإسلامية والفرائض اللازمة، وقد نصت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة على أن التعاون بين المسلمين أفراداً وجماعات أمر واجب، ومن الواجبات التي لا بد منها لمجتمع المسلمين، ولإقامة دينهم وحل مشاكلهم، وتوحيد صفوفهم، وجمع كلمتهم ضد عدوهم، ويدخل في ذلك الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله سبحانه، وإرشاد الناس إلى أسباب السعادة والنجاة، وما فيه صلاح أمر الدنيا والآخرة، ويدخل في ذلك تعليم الجاهل، وإغاثة الملهوف، ونصر المظلوم، ورد الظالم عن ظلمه، وإقامة الحدود وحفظ الأمن...

 

وفي هذا الصدد سنحاول تطبيق هذه المفاهيم الشرعية على أمر التعاون والتدريب والتبادل الأمني ومكافحة (الإرهاب) والجريمة المنظمة، وفق الالتزامات الدولية وميثاق الأمم المتحدة بين السودان وتركيا الذي أجازه البرلمان السوداني.

 

قبل الخوض في موضوع الحرب على (الإرهاب) لا بد أن نعطي لمحة تاريخية سريعة لما يسمى بالالتزامات الدولية وميثاق الأمم المتحدة لنقف على الأسس التي بنيت عليها هذه الالتزامات والمواثيق، ومن ثم نرى هل هي التزامات ومواثيق تصلح لتعاون المسلمين في ما بينهم كما أمر رب العالمين؟ وهل للمسلمين أي مصلحة منظورة من هذه المواثيق؟ وهل حققت أي تعاون ملموس على أرض الواقع يزيد من لحمة الأمة ويحقق مصالحها؟

 

لا يخفى على أحد جرائم الحربين العالميتين الأولى والثانية من القوى المتصارعة التي أبادت من البشرية الملايين، وبحلول عام 1945 تغيرت الخارطة السياسية والعسكرية في العالم، وأصبحت الدول المنتصرة في الحرب وهي الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وبريطانيا وفرنسا أعضاء دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي أُنشئت حينها لتعزيز التعاون الدولي فيما بين هذه الدول ومنع الصراعات في المستقبل.

 

ثم تم تشكيل حلف شمال الأطلسي "الناتو" عام 1949 بزعامة أمريكا، وتبع ذلك إنشاء حلف وارسو 1955م لمواجهة التهديدات الناشئة من أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) فنشأت الحرب الباردة مدة أربعين سنة بينهما اكتشفت خلالها الأسلحة النووية الأكثر فتكا بالبشرية، ثم تبع ذلك سباق تسلح وتجييش الجيوش وإنشاء القواعد العسكرية وزرع الألغام وغيرها من الأسلحة التي جعلت العالم كله قنبلة موقوتة تشتعل فيها الحروب بين الفينة والأخرى إلى يومنا هذا ويتلظى البشر من ويلاتها.

 

رغم ذلك الإرهاب والخطر المحدق بالعالم أجمع، لم يؤرخ أي مؤرخ في كل العالم لمفهوم (الإرهاب والتطرف) أو لأي حرب دارت بين الدول المتصارعة ولم نسمع بتحالفات لمحاربة ما يسمى الإرهاب ولا حتى كمصطلح، فمن أي رحم وُلِد هذا المصطلح السياسي الذي لا يكاد يفارق أسماعنا هذه الأيام صباح مساء في كل وسائل الإعلام حول العالم، حتى أصبحت كل الحروب تشن ضد (الإرهاب) بمعنى معين هذه الأيام، بل إن الأغرب من هذا وذاك أن الحرب على (الإرهاب) منذ أكثر من عقدٍ من الزمان لا تُشنُ إلا على المسلمين كما في فلسطين والبوسنة والهرسك والشيشان وأفغانستان والعراق وسوريا واليمن...الخ، فكيف نشأ مصطلح (الإرهاب)؟ ومن هو المستفيد الأول من هذه الحرب ومن المتضرر الأول؟

 

في أيلول/سبتمبر من عام 2001 تم ضرب برجي التجارة العالمية في أمريكا فخرجت أمريكا تستهدف المسلمين في عقيدتهم وثرواتهم بوصفهم العدو الذي طالما بحثت عن ذرائع لوضع يدها عليه، فثارت ثائرتها وأعلنت حربا استئصالية على تنظيم القاعدة في أفغانستان، ومن هنا ظهر مصطلح الحرب على (الإرهاب) وتم تداوله بكثافة.

 

ثم اتضح الأمر جليا ما هو (الإرهاب) الذي أعلنت الحرب عليه؛ ففي تصريحات مسؤولين غربيين لا حصر لها تحدث الجميع عن أن (الإرهاب) هو الإسلام بوصفه أنظمة حياة تطبقه دولته الخلافة، فمثلا في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض في 2006/10/11م ذكر بوش فقال: إن وجود أمريكا في العراق هو من أجل منع "إقامة دولة الخلافة التي ستتمكن من بناء دولة قوية تهدد مصالح الغرب"، وإن المتطرفين المسلمين يريدون نشر "أيديولوجيا الخلافة" (أي فكر الخلافة) التي لا تعترف "بالليبرالية ولا بالحريات" وأنهم يريدون حسب زعمه "إرهاب العقلاء والمعتدلين وقلب أنظمة حكمهم وإقامة دولة الخلافة"، وأن "مغامرة الرحيل عن العراق ستمنح (المتطرفين) الفرصة للتآمر والتخطيط ومهاجمة أمريكا واستغلال الموارد التي ستمكنهم من توسيع رقعة دولة الخلافة". وهذا يعني بالضرورة أنهم ما جاءوا لاحتلال العراق بحثاً عن أسلحة دمار شامل كما كذبوا على العالم كله، وقد نشر موقع أخبار البيت الأبيض بتاريخ 2006/10/20م عن جورج بوش قوله "هؤلاء الأصوليون يريدون إقامة دولة الخلافة كدولة حكم، ويريدون نشر عقيدتهم من إندونيسيا إلى إسبانيا"، وقال أيضاً "تخيلوا وضع العالم الذي يقوم فيه هؤلاء (المتطرفون) بإسقاط الحكومات المعتدلة ويستولون على المنطقة التي سوف يهددوننا منها ويبتزوننا بامتلاكهم للنفط".

 

وهذا "ويسلي كلارك" الجنرال الأمريكي المثير للجدل خرج في أحد شطحاته الإعلامية سنة 2007، قائلا: "من كان يظن أننا خرجنا لأفغانستان انتقاما لأحداث 11 أيلول/سبتمبر فليصحح خطأه، نحن خرجنا لقضية اسمها الإسلام، لا نريد أن يبقى الإسلام مشروعا حرًا يقرر فيه المسلمون ما هو الإسلام، بل نحن نقرر لهم ما هو الإسلام"، فهل بعد هذا الوضوح من شيء؟!

 

أما توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق فقد قال في المؤتمر العام لحزب العمال بتاريخ 2005/7/17م "إننا نجابه حركة تسعى إلى إزالة دولة (إسرائيل)، وإلى إخراج الغرب من العالم الإسلامي، وإلى إقامة دولة إسلامية واحدة تحكم الشريعة في العالم الإسلامي عن طريق إقامة الخلافة لكل الأمة الإسلامية"، وحذر في حديث آخر من أن "تحكيم الشريعة وإقامة خلافة واحدة في بلاد المسلمين وإزالة نفوذ الغرب منه هو أمر غير مسموح ولا يمكن احتماله مطلقا".

 

أصبحت السلطة الحاكمة فى كل بلاد المسلمين تستخدم مصطلح (الإرهاب) كفزاعة وتسمي أغلب العاملين في ميدان التغيير من الإسلاميين خاصة بأنهم (إرهابيون) ولو كان عملهم في التغيير بالكلمة فقط. و(الإرهاب) والحرب عليه أصبح هو الأغنية النشاز التي صُمّت بها آذان الناس صباح مساء، وامتلأت السجون والزنزانات!

 

والآن تقع كل بلاد المسلمين بين مشروع الهيمنة الغربية بكل أشكالها في السياسة والاقتصاد والاجتماع والفكر وبين رغبة الأمة في التحرر من ربقة الاستعمار وتلك الهيمنة، وإن اختلفت رؤية شعوب الأمة لسبيل الخروج من ربقة تلك الهيمنة، لكن السواد الأعظم في الأمة يرى سبيل الخروج من تلك الهيمنة لا يتم إلا بالإسلام والإسلام وحده، فهو القادر على إسقاط الهيمنة الغربية وإعادة الأمة لأن تمتلك زمام أمرها. ولأن الغرب يدرك ذلك جيدا فهو يجتهد في الكيد للأمة كي يصرفها عن مشروع نهضتها وهو استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة ولكن هيهات هيهات ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

غادة عبد الجبار – أم أواب

 

 

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الإثنين، 23 نيسان/ابريل 2018م 14:30 تعليق

    #الخلافة #أقيموا_الخلافة
    #ReturnTheKhilafah
    #ذكرى_هدم_الخلافة
    #حزب_التحرير

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع