الجمعة، 17 شوال 1445هـ| 2024/04/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
بريطانيا

التاريخ الهجري    21 من شـعبان 1440هـ رقم الإصدار: 1440 / 15
التاريخ الميلادي     السبت, 27 نيسان/ابريل 2019 م

بيان صحفي


لا يمكن إصلاح أزمة الرأسمالية من خلال التطرق الاقتصادي


(مترجم)

 


إن الرأسمالية حقا في أزمة. فقد ذكرت هذه الحقيقة بشكل متزايد في المنشورات الإعلامية السائدة. والموضوع الشائع هو أن الأزمة المالية في عام 2008 كشفت عن عدم وجود تنظيم للبنوك، فمن أجل إنقاذ الرأسمالية، يجب إجراء عدد من التعديلات. ويؤكد اليسار مجددا، ويدعو إلى مزيد من السيطرة الحكومية، في حين إن اليمين الليبرالي لا يبدي مقاومة تذكر، إلا في التفاصيل.


كل هذا يذكرنا بالاقتصاديين بعد الكساد العظيم في القرن العشرين، وأيضا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث ناقشوا تعديلات لا تحصى على السياسة الاقتصادية. إن الحقبة الحالية للاقتصاديات الليبرالية الجديدة التي تسببت في الأزمة الاقتصادية الأخيرة هي مجرد تجربة فاشلة أخيرة لمصلحي الاقتصاد الرأسمالي.


ومع ذلك الفشل، والطبيعة المكسورة بشكل أساسي للرأسمالية والحاجة إلى بديل كامل، فإنه يُطلب منا أن نعترف بالخير والازدهار اللذين تجلبهما الرأسمالية بقوى السوق، على الرغم من أن الرأسمالية ليس لها ادعاء فريد بالعلوم الاقتصادية الأساسية.


ولكن، لا يزال يتعين علينا أن نقبل فقط أن تكون حوادث الانهيار والازدهار والركود الناجم عن التضخم والانكماش هي كلها من حقائق الحياة، على الرغم من البؤس والأضرار التي تحدثها للعالم، وعلى الرغم من كونها سبباً فريداً للمبدأ.


يرتكز المبدأ الرأسمالي بشكل لا ينفصم على العقيدة العلمانية لفصل الدين عن الحياة، والتي أدت إلى جانب نظرياتها المتعلقة بالحرية والديمقراطية، مباشرة إلى هيمنة ليبرالية فاسدة وقمعية وبائسة يعاني منها العالم اليوم. الرأسمالية هي مبدأ ملتوٍ، ستعطي دائماً القوة لنخبة الأثرياء الأقل استحقاقاً - الذين يهمهم فقط ازدهارهم أنفسهم.


يسمح المبدأ الرأسمالي للسفاحين في الحكومة باستخدام العنف ضد المدنيين لإدامة الاضطهاد الجماعي والقتل من أجل تحقيق مكاسب اقتصادية. سواء أكنا نفكر في تدمير الكوكب، أم في انتشار الفقر، أم في العنف التعسفي ضد المدنيين، فإن الرأسماليين في المركز، في محاولة يائسة لتحويل الانتباه عن تورطهم.


فيلقى باللوم على الفقراء لكونهم غير منتجين، في حين يتم تجاهل السياسات الفقيرة التي يتبعها السياسيون الأثرياء. ويزعم أن السبب وراء تدمير الكوكب هو عدم وجود طاقة "خضراء" أو عدم إعادة تأهيل الأشخاص بالقدر الكافي، بينما يتم تجاهل تشجيع الاستهلاك المفرط والاستهلاك الذي يحافظ على ثراء الرأسماليين. ويُتهم القاتل الذي يقتل المسلمين في كرايست تشيرش بأنه يضلل من اليمين المتطرف، بينما يتم تجاهل حرب الرأسماليين الخادعة على الإسلام لحماية هيمنتهم الاستعمارية على بلاد المسلمين.


وفي الوقت الحالي، تُلقي وسائل الإعلام الرأسمالية باللوم على القتل البغيض للمدنيين في سريلانكا على الإسلام، بينما تتجاهل مظالم المهاجمين. وتكشف التحقيقات الشاملة، مرة تلو الأخرى، أن الأفراد الذين يشاركون في مثل هذا القتل الجماعي للمدنيين، يكونون مدفوعين أساساً بشعور من المظالم والإحباط ضد الاستعمار القمعي الذي يشهدونه.


يرفض الإسلام بشكل قاطع مثل هذه الهجمات أينما تحدث. كما يرفض الإسلام بشكل قاطع القمع الاستعماري الذي يقوده الرأسماليون اليوم. والرأسمالية، من ناحية أخرى، تترك النخبة الرأسمالية دون أي ضبط على استهداف أي شخص لأي مكسب اقتصادي، أو للتستر على جرائمهم التي لا حصر لها.


إن غياب الإسلام عن الحكم في ظل دولة الخلافة في العالم اليوم، هو الذي يسمح للمبدأ الرأسمالي بالدوس على الناس دون رادع. إن شاء الله، عندما تعود الخلافة على منهاج النبوة، فإن أولئك الذين يمكنهم رؤية العيوب في الرأسمالية سيكون لديهم بديل حقيقي يلجأون إليه. عندها، وعندها فقط، سوف نرى نهاية للمعاناة التي تسببها النخبة الرأسمالية.

 


يحيى نسبت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
بريطانيا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 07074192400
www.hizb.org.uk
E-Mail: press@hizb.org.uk

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الجمعة، 10 أيار/مايو 2019م 22:40 تعليق

    بوركتم وبوركت جهودكم الطيبة

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع