الجمعة، 24 شوال 1445هـ| 2024/05/03م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - داؤنا حكامنا ودواؤنا شرع ربنا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

داؤنا حكامنا ودواؤنا شرع ربنا

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، وَحُمَيْدٌ، وَثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: غَلَا السِّعْرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ غَلَا السِّعْرُ فَسَعِّرْ لَنَا، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ، الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى رَبِّي وَلَيْسَ أَحَدٌ يَطْلُبُنِي بِمَظْلِمَةٍ فِي دَمٍ وَلَا مَالٍ». (سنن ابن ماجه 2209).

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

هذا الحديث يتعرض إلى أمر نواجهه في حياتنا اليومية لرغبة الناس في الربح والكسب. في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله الصحابة الكرام رضوان الله عليهم– وهم منهم التجار- بأن يجعل للبضاعة سعرًا ثابتًا حتى لا يُظلم تاجر أو مشترٍ، فيعطيهم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجواب الواضح الشافي، وهو أنه لا يستطيع أن يقوم بهذا الأمر لأن الأمر مرتبط بخالق الكون كله، العالمِ بالنفوس، المتحكمِ بكل شيء. فيرفض القيامَ بذلك مع ما يحسبون فيه من نفع للناس بصفتهم مشترين- وهم الأكثر-، ويخبرهم بأن لله وحدَهُ فقط حقَّ التسعير، وهو المعطي المانع، الرازق للعباد كلهم مهما اختلفت مواقعهم وحالاتهم. وهنا إشارة في غاية الأهمية قد يغفل عنها بعضُ الناس، وهي أن الله قد تكفل بالرزق لجميع الناس، فكما يرزق البائع ببيعه، يرزق المشتري ما يغنيه عن الحاجة إن شاء، والتقوى مدعاة لجلب الرزق (...وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ...).

 

إن الأحكام الشرعية التي أنزلها الله تعالى لنا لَكفيلةٌ بحل هذه الإشكالية من جذورها، حيث إن البائع هو فئة في المجتمع، فإن صلُح المجتمع بما فيه من أفكار ومشاعر ونظام مطبق، صلُح التجار، ولا يصلح المجتمع إلا بسيادة الإسلام، والأحكام الشرعية كفيلة بإصلاح النفوس وسد الحاجات وقضاء الحقوق، وإن وجد ضعاف النفوس ممن يغبنون ويحتكرون ويغشون فهم قلة والإسلام سيوقفهم عند حدهم.

 

أما ما نشهده هذه الأيام من ارتفاع مستمر في الأسعار وإرهاقٍ لكاهل الناس بحجج كثيرة، هو حقيقة يعود لأمرين اثنين؛ الأول أن الحكام رهنوا البلاد والعباد لأعدائهم ووضعوا رقابهم وأموالهم في قبضة أشد الناس عداء لهم، فكيف سيحيى الناس حياة تليق بخير أمة؟! الثاني هو فساد المجتمع لبعده عن تطبيق شرع الله، وسيطرة المفاهيم الرأسمالية فيه، فكثر الفساد والظلم، ولهذا أكمل الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثه بأن من يقوم بهذا الأمر- التسعير- يقع في ظلم العباد الذين سوف يخاصمونه بين يدي الحاكم العدل يوم القيامة، لهذا علينا أن نعرف الداء وكيفية علاجه.  

 

اللهَ نسألُ أن يعجّل لنا بحاكم يطبق شرع ربنا، ويعيد الأمور إلى نصابها، وأن يصلح النفوس بتطبيق شرعه، فاللهم آمين.

 

أحبتَنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح

آخر تعديل علىالثلاثاء, 30 كانون الثاني/يناير 2018

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الأربعاء، 31 كانون الثاني/يناير 2018م 11:25 تعليق

    اللهم نسألك خليفة عادل يحكم فينا بشرعك ويعيد لنا أمننا وعزنا

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع