الأحد، 11 ذو القعدة 1445هـ| 2024/05/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

 

التغليظ في قتل المسلم ظلمًا

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وعلي بن محمد، ومحمد بن بشار، قالوا: حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء» (صحيح البخاري 2615).

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

إن هذا الحديث الشريف يخبر بما هو واقع لا محالة، وسنشهده بأم أعيننا، ألا وهو الحساب أمام الله تعالى، وأن أول شيء سيُسأل الناس عنه هو الدماء التي سفكت بغير حق، فهي من حقوق العباد التي لا يترك الله منها شيئًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدواوين ثلاثة: فديوان لا يغفر الله منه شيئا، وديوان لا يعبأ الله به شيئا، وديوان لا يترك الله منه شيئا، فأما الديوان الذي لا يغفر الله منه شيئا فالإشراك بالله عز وجل، قال الله عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء)، وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئا قط فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه، وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئا فمظالم العباد بينهم القصاص لا محالة ".

 

نحن نرى هذه الأيام رجالًا منا يسفكون الدماء غير مكترثين لحكم قتل المسلم ظلمًا، وهنا يجب أن نتقوم عمّا يحدث في بلاد المسلمين، كيف تُسفك دماؤهم وتُهتك أعراضهم ويُطردون من ديارهم ويُسلبون أبسط حقوقهم من قبل من قالوا أسلمنا! وإنما هم يجرؤون على ذلك لأنه لا يوجد لديهم الوازع الديني ولا ربط الأفعال بالحكم الشرعي الذي ينكر أفعالهم كما ينكرها العقل السليم، أو لمغنم تافه لا يعد بضعة دراهم لا تسمن ولا تغني من جوع، سرعان ما ستنفد وتختفي أدراج الرياح ويبقى الإنسان وذنبه الذي اقترفه والذي سيشهد عليه يوم القيامة. ومنهم من يفعل ذلك وهو يظن أنه يحسن صنعًا، تحت مسمى الجهاد وإنهاء الفتن وقتل البغاة، أمثال هؤلاء لا يفقهون في دينهم شيئًا، ويقبلون أن يقاتلوا المؤمنين الموحدين تحت راية ضالة، فيقتلوا منهم ويشردوا، كما في اليمن والعراق وليبيا وبلاد الشام... أهذا هو الجهاد؟! أن يُقتل المسلمون هكذا؟! لا والله، إن الله محاسبهم ومقاضيهم أول شيء، ولا عذر لمعتذر منهم.

 

الله نسأل أن يبعد عنا المعتدين ويعيد الضال إلى رشده وأن يهدي المسلمين إلى ما يحب ويرضا، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

    كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح

 

 

آخر تعديل علىالخميس, 15 شباط/فبراير 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع