السبت، 18 شوال 1445هـ| 2024/04/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أمريكا تريد إنقاذ الحوثيين في اليمن

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أمريكا تريد إنقاذ الحوثيين في اليمن

 

 

الخبر:

 

أمريكا تدعو السعودية والإمارات إلى وقف إطلاق النار في اليمن (... ودعا وزيرا الدفاع والخارجية الأمريكيان إلى وقف لإطلاق النار في اليمن وبدء محادثات سلام خلال 30 يوما). (بي بي سي 2018/10/31)

 

التعليق:

 

ليس خافياً على ذوي البصر والبصيرة أن السياسة الأمريكية في اليمن إنما تهدف لتثبيت نوع من الشرعية لحكم الحوثيين في اليمن، ولأنها تعلم أن اليمن لا يقبل بذلك فإنها تريد أن يكون لهم جزء من كعكة الحكم في اليمن. ولهذا فإن أمريكا تدفع بإيران لدعم الحوثيين للقضاء على الحكم التابع للإنجليز الذي كان يمثله حكم الرئيس السابق علي صالح ومن جاء بعده من نظامه كعبد ربه منصور هادي وغيرهم من الوسط السياسي الكبير التابع للإنجليز.

 

واليوم وعلى وقع الحرج الذي وقعت به السعودية بعد جريمتها النكراء بحق الكاتب الصحفي خاشقجي في قنصليتها بإسطنبول، فإن أمريكا تريد أن تظهر وكأن السعودية باتت تتجاوب مع "المجتمع الدولي" أي الأمريكي، فتوقف الحرب في اليمن، وذلك أن لعبة الحرب السعودية التي خططتها أمريكا في اليمن لم تعد تسير على ما يرام، فقد أرادت أمريكا إظهار الحوثيين كضحايا للحرب السعودية بعد أن تركز عدوانهم في اليمن، وأظهرت شرائح كبيرة من أهل اليمن رفضها للتمدد الحوثي العسكري، وكان الفشل الأمريكي في الحرب السعودية أن بريطانيا قد دفعت بالإمارات للانخراط بقوة في الحرب اليمنية، فاستولت على عدن والجنوب، وباتت على مشارف الحديدة، الميناء الوحيد لتزويد الحوثيين بالسلاح الإيراني، لذلك ضعف موقف الحوثيين.

 

وقد دافعت عنهم أمريكا كثيراً بإظهار الحرب في الحديدة على أنها تهدد النواحي الإنسانية لأهل اليمن، ومعروف عند الجميع أن أمريكا تخلو من أي إنسانية، فقد تركت مجرم سوريا يحاصر المدن حصاراً مشدداً ولم تفعل شيئاً، وكانت تعلن بأن وظيفتها في سوريا هي حرب "الإرهاب"، أي حرب الثورة السورية، تاركةً المجرم وبراميله المتفجرة تحصد الأخضر واليابس في سوريا، مع ادعائها بأنها تدعم المعارضة.

 

واليوم في اليمن، وأمام الموقف السعودي الجديد، فإنها تريد أن تستغله لصالح الحوثيين، فيعرض وزير دفاعها ووزير خارجيتها، خطة لوقف إطلاق النار، ولا يُستبعد أن تستجيب السعودية لهذه الخطة الأمريكية، فتوقيتها مناسب، مع أن السعودية باستمرار هي رهن الإشارة الأمريكية، لكن العائق كان في دولة الإمارات التي تحقق نجاحاً على الأرض في اليمن، فكانت مبررات السعودية لوقف إطلاق النار هزيلة، أما اليوم فهي أقوى بسبب الموقف الدولي الحرج للسعودية.

 

وكانت رئيسة وزراء بريطانيا صريحة بأن وقف إطلاق النار في اليمن جيد، لكنه لن يكون فعالاً إلا إذا وجدت خطة سياسية لإنهاء الوضع في اليمن، وكأنها تعارض الخطة الأمريكية بطريقة مبطنة. وبريطانيا تعلم أن الخطة الأمريكية في هذا الوقت بالذات مؤهلة للنجاح في إنقاذ الحوثيين باقتطاع منطقة حكم ذاتي لهم في الشمال، ثم إشراكهم في الكعكة المركزية لحكم اليمن، لذلك فإن واقع حال بريطانيا أنها ترفض الخطة الأمريكية، ولكنها تدرك أن انسحاب السعودية من الحرب سيؤدي دولياً إلى وقف الإمارات لإطلاق النار، فالإمارات لا يمكنها أن تستمر بالحرب لوحدها.

 

ومن المؤسف أن الأطراف اليمنية سواء في الجنوب أو الشمال تستمر في الاقتتال المحرم دونما اعتبار للأحكام الشرعية، فتغضب ربها لقاء رضا وسطاء أسيادها في السعودية وإيران والإمارات، وما هؤلاء الوسطاء إلا عملاء أو أتباع لأسيادهم في واشنطن ولندن.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عصام البخاري

 

 

آخر تعديل علىالسبت, 03 تشرين الثاني/نوفمبر 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع