الجمعة، 17 شوال 1445هـ| 2024/04/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
انقلاب الجيش على الثورة

بسم الله الرحمن الرحيم

انقلاب الجيش على الثورة

 

الخبر:

أعلن وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف، الخميس، في بيان على التلفزيون الرسمي اعتقال الرئيس عمر البشير وتشكيل مجلس عسكري لقيادة البلاد لمدة عامين. كما أعلن تعطيل الدستور وفرض حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر.

التعليق:

منذ خرج الاستعمار الإنجليزي من السودان عام 1956 وترك خلفه أذنابه ليحكموه والسودان ككرة قدم تركله الأقدام الإنجليزية تارة والأمريكية تارة أخرى؛ فمن انقلاب إبراهيم عبود عام 1958 إلى ثورة 1964 التي أطاحت بعبود وقيام حكومة برئاسة الصادق المهدي ذي التوجه الإنجليزي، إلى انقلاب النميري سنة 1969 إلى اندلاع ثورة شعبية ضد حكم النميري عرفت بانتفاضة أبريل وانحاز فيها الجيش إلى جانب الشعب وتأسس مجلس عسكري مؤقت لحكم البلاد برئاسة الفريق عبد الرحمن سوار الذهب، إلى انقلاب عمر البشير عام 1989 الذي أسس مجلسا عسكريا ثم قام بحله عام 1993 بعد تعيينه رئيسا ودام حكمه 30 عاما مكنته من السيطرة على الجيش والأمن والمخابرات لصالح أمريكا التي قسمت السودان إلى شمالي وجنوبي، وراح ضحية ذلك مليون قتيل وحرم السودان من ثرواته في البترول والغاز، ولا زال يثير المشاكل والحروب في دارفور ليفصلها عن السودان.

وثار الشعب على من أفقره ودمره في ثورة سلمية بدات في 19/12/2018 واستمرت حتى الآن، لكن أنى للعملاء والخونة أن يتركوا للأمة أن تختار حاكمها، فقد التف الجيش على إرادة الشعب وقام بمسرحيته عله يعيد إنتاج النظام القديم ويأتي بوجه جديد يقدم خدماته لأمريكا كما حدث في مصر، فما زالت أمريكا هي المسيطرة على الجيش والأجهزة الأمنية في كلا البلدين. وعندما سقطت ورقة البشير رمته وجاءت بغيره من نفس الطينة، فمن هو بن عوف؟

إنه مجرم من النظام الحاكم نفسه، عمل مديرا للاستخبارات العسكرية والأمن ونائبا لرئيس أركان القوات المسلحة ثم وزيرا لوزارة الدفاع، وارتكب جرائم حرب في دارفور واعتبر مشاركة الجيش اليمني في قتل المسلمين في اليمن واجبا أخلاقيا ووطنيا! وكان رفيقا لعمر البشير منذ الانقلاب أي أنه شريك له في جرائمه وعلى رأسها فصل الجنوب وإعطاؤه للنصارى.

وهذا الانقلاب على الثورة الذي قام به بن عوف أخذ سيناريه من السيسي فقبل شهر قام بزيارة السيسي ومعه مدير المخابرات ليتعلم منه كيف يلتف على الثورة ويعيد إنتاج النظام نفسه كما فعل السيسي ورئيس مخابراته في الثورة المصرية.

إن مما يفرح القلب أن المسلمين في السودان يدركون ألاعيب الدولة وأسيادها الأمريكان ومصممون على البقاء في الميادين وعدم الخضوع لمنع التجول وحالة الطوارئ التي أعلنها صاحب البيان رقم 1.

فإلى أهلنا في السودان! لا ترجعوا إلى بيوتكم قبل إسقاط النظام بكل أركانه خاصة إسقاط كافة القوانين والتشريعات من عام 1886 إلى يومنا هذا المتعلقة بالاقتصاد والحكم والتعليم والأمن والصحة، ورفع كل المعوقات الإنتاجية عن الزراعة والصناعة والتجارة، ومصادرة كل أموال مرتزقة النظام وممتلكاتهم لصالح خزينة الدولة، وتفكيك الأجهزة الأمنية والقمعية واعتقال قادتها ومصادرة ممتلكاتها لصالح الدولة.

لا تعودوا إلى بيوتكم بنظام مدني علماني أو نظام إسلامي هلامي غير واضح المعالم، بل لا بد من المبايعة على نظام إسلامي واضح المعالم... مشروع إسلامي متكامل وقابل للتطبيق الجذري الشامل.

نسأل الله عز وجل أن يحمي السودان وأهله وأن يمكنهم من إقامة الخلافة الراشدة على أنقاض الحكم السابق.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نجاح السباتين – ولاية الأردن

آخر تعديل علىالسبت, 13 نيسان/ابريل 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع