السبت، 10 ذو القعدة 1445هـ| 2024/05/18م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
سقوط الصرح الدولي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

سقوط الصرح الدولي

 

 

الخبر:

 

يقول كاتب العمود بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية جوش روغين إن العالم يعلّم حاليا جميع الدكتاتوريين درسا حول كيفية ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية، والهروب من المساءلة، وقبولهم في النهاية بالمجتمع الدولي. (الجزيرة نت)

 

التعليق:

 

منذ بداية الثورة السورية عام 2011 قام نظام الأسد المجرم بارتكاب العديد من الجرائم التي يندى لها الجبين بحق الشعب السوري، وهي في حقيقتها وصمة عار في صفحات المجتمع الدولي، لو كان التزم الصمت عنها، ولكن هذه الجرائم المستمرة وما ارتكب قبلها كان المجتمع الدولي بصفته الحكومية وراءها، ومشارك بل متزعم عملية الإجرام هذه.

 

إن الكاتب وإن كتب متأخرا فإن هذا النوع من الفهم يؤكد أنه ما زال هناك من يرى أو يحاول أن يرى، أن من يحكم العالم ما هم إلا عصابة لا تهمها البشرية مطلقا، وإنما همها نهب الشعوب وقتلهم وتنفيذ مخططاتهم التي لا تصب في مصلحة البشرية، بل هي لتحقيق أهداف غير إنسانية مطلقا. وما هؤلاء الحكام على مستوى العالم التابع لهذه المنظومة الرأسمالية إلا أدوات حين ينتهي دورها يأتي غيرهم ليكمل المسيرة.

 

إن تأخر أحرار العالم في كشف الحقيقة في إعلاء صوتهم أدى إلى تمادي هذه الزمرة في غيها في غزة وسوريا وغيرهما، فهم يعلمون أن المجتمع الدولي يقف خلفهم، وهم يعلمون أن الأسد ليس أهم منهم وهو قد فعل ما فعل، بل ها هو يعاد تطبيعه. قد لا يعاد إلى صدارة الحكم كما كان سابقا ويستبدل، وهذا يعود لعدة أسباب قد تكون منها رفض الحاضنة الشعبية في سوريا. المهم في المسألة ليس ذهابه أو بقاؤه بل أنهم أعادوه إلى الساحات الدولية، وهذا هو مربط الفرس، حيث بمجرد إعادته يعني إخلاء ساحته من المحاسبة عما ارتكبه من جرائم.

 

واليوم نسمع نداءات رئيس حكومة كيان يهود يطالب فيها المجتمع الدولي وحكوماته أن تستثنى حكومته من أي عقاب في حال وقع على اتفاق هدنة مؤقتة أو دائمة. وبغض النظر عما تحوي من بنود فإن مجرد سماع هذا الصوت على مستوى القانون الدولي، وما سبقه من غض الطرف عن كل دكتاتور متجبر، هو بحد ذاته انهيار للمعايير الدولية المعدة لحماية البشرية.

 

إن قواعد المجتمع الدولي بكل أدواته الحكومية وغير الحكومية قد انهارت اليوم حتى لو بدت متماسكة شكلا، وانهيارها جاء من الداخل وليس من قوة خارجية، حيث إن المبادئ التي وضعوها بغض النظر عن كونها صحيحة أو غير صحيحة منصفة أو غير منصفة، فإنها تموت جميعها في أعين من كتبها وآمن بها، لهذا فإننا اليوم في مرحلة سقوط حضاري للمبدأ الرأسمالي الفاشل، ولم يبق سوى ظهور مبدأ آخر غير الرأسمالية التي أوصلت البشرية لهذا الحد القذر، الذي لا تقبله قوانين الغابة أصلا فما بالك أن يطبق على البشر!

 

إن الحل الحقيقي والقادم قريبا إن شاء الله هو مبدأ رباني أنزله رب هذا الكون وخالق البشر، العالم بأحوالهم، منهجه هو الوحيد الذي يصلح ما أفسدته الأنظمة الوضعية وأدت بالبشر إلى مصافي الهلاك.

 

إن مبدأ الإسلام هو الحل الوحيد ولا يبقى سوى أن يعلن ظهوره على أرض الواقع بجهود العاملين المخلصين لله الذين يصلون الليل بالنهار وهم يعملون دون كل أو ملل، ولا يصيبهم اليأس، والأهم من ذلك أنهم عن طريق ونهج رسولهم الكريم ﷺ الذي رسمه وأقام به دولته التي حكمت العالم ثلاثة عشر قرنا.

 

واليوم بهمة العاملين نسعى إلى تحقيق بشرى رسول الله ﷺ واستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بإذن الله، وهي قريبة ولكنها بحاجة إلى جهد كل مخلص في هذا العالم، وكل مسلم على وجه هذه البسيطة، فنحن مطالبون بذلك أمام الله كلٌّ بما آتاه الله، قال تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا﴾.

 

فيا أهل القوة: كونوا نصرة لأهلكم المظلومين في جميع بقاع الأرض وأعلنوها لله فإنه ناصركم ولا يخلف الله وعده ﴿وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

دارين الشنطي

 

 

 

آخر تعديل علىالسبت, 04 أيار/مايو 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع