السبت، 18 شوال 1445هـ| 2024/04/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
من خواطر ذكرى رجب الأليمة بهدم الخلافة، حال التعليم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

من خواطر ذكرى رجب الأليمة بهدم الخلافة

حال التعليم

 

 

 

نعيش هذه الأيام أجواء الذكرى الأليمة بهدم الخلافة التي فقدنا بسببها الدولة الراعية والحاكم العادل الذي يحكم بشرع الله في كل مناحي الحياة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وتعليميا وكل شيء، فصار هناك أنظمة ذليلة تابعة للغرب الكافر تركت شرع الله إلى شرع البشر، تنفذ ما يمليه عليهم الغرب المستعمر. ومن ضمنها  نظام التعليم وكل ما يتعلق به في المدارس والجامعات.

 

فقد كثر الكلام عن التعليم وسياسته وتغيير مناهجه في العالم الإسلامي عامةً وفي البلاد العربية خاصة بما يتناسب مع مصلحة الأعداء في حربهم القائمة على الإسلام والعقيدة الإسلامية، ومع أن تلك المناهج كانت أصلاً عقيمة، إلا أنها ازدادت عقما وإفساداً وابتعاداً عن جوهر الدين والعقيدة، وكذلك قتلا للإبداع والتفكير، وذلك بمباركة الحكام وأعوانهم على الباطل مبتعدين جدا عن سياسة خلفاء المسلمين وحكامهم.. هؤلاء الخلفاء الذين أضاءوا الدنيا باتباعهم شرع الله في حكمهم.

 

وأنا أنظر حولي لحال التعليم عندنا وما نعانيه، أخذني الخيال إلى تصور الوضع لو جاء أحد هؤلاء الخلفاء خاصة الراشدين منهم ورأى  وشاهد حال التعليم عندنا..!! لو جاء مثلا الفاروق عمر بن الخطاب، فهو رضي الله عنه  من الخلفاء الذين تشدني سيرتهم وشخصيتهم الإسلامية وتثير إعجابي بل وانبهاري، وهو الخليفة الذي نأمل - وبحول الله نعمل – أن يكون مثله بيننا في أيامنا هذه.. فهو الخليفة العادل والصارم والرحيم; عدله وشموخه، قوته وشدته في الحق ورحمته بالضعفاء، قسوته على الظالمين وخشوعه بين يدي خالقه، قوة شكيمته في مواجهة أعداء الإسلام  سواء من الخارج أو من الداخل..

 

تخيلته جاء وعلم بما يملوه علينا من تعليم لأبناء المسلمين!! بالأفكار الهدامة التي يغزون عقولهم بها مثل الحريات والوسطية  والديمقراطية والعلمانية وحوار الأديان والعولمة.. وغيرها من مفاهيم غربية تناقض الإسلام. عن تحريف حقيقة العهدة العمرية التي يتشدقون بها دائما في كلامهم عند الحديث عن التعددية والتسامح بين الأديان!!

 

عن المدارس الأجنبية التبشيرية والعلمانية المنتشرة في بلادنا طولا وعرضا، والتعليم المختلط الذي جعلوه حقيقة واقعة وبأساليب خبيثة في عدد من البلاد والمدارس، فهذا نوع من الرّقي والتقدم الفكري والثقافي!!

 

عن "الفن الراقي" في المدارس والجامعات من نحت وتمثيل ورسومات غير مفهومة، ليبتعدوا عن "الانغلاق والرجعية" ويلحقوا بركب الحضارة الغربية!!! عن الغناء والرقص والموسيقى والرياضة بما يصاحبها من كشف للعورات واختلاط لا يقبله الشرع، وغيرها من الأنشطة الفاسدة المفسدة بحجة الترفيه والتخفف من ضغوطات الحياة أو بحجة الوطن والمناسبات الوطنية والتراث الشعبي!!

 

عن "جنون الرياضة" التي ألصقوا بها "العقل السليم في الجسم السليم" مع أنهم حولوها بطريقتهم إلى سباق محموم من أجل الفوز فقط وليس من أجل سلامة العقل أو الجسم، بل من أجل تخريب العقل والجسم بإدخالهما في دوامة التنافس غير الشريف والسباقات التي لا فائدة منها سوى العائد المادي أو الشهرة الزائفة بغض النظر عن توافقها مع الدين أو الأخلاق؟!


يرى كتب "التربية الإسلامية".. عفواً.. أقصد "التربية الدينية" التي لا تتعدّى بعض الأحكام والعبادات بدون حتى إثارة الدافعية لدى طلابنا للبحث والتعمق في العقيدة الإسلامية التي صوّروها جامدة ومعقدة وغير مفهومة!! وكأن ديننا فقط هو دين عبادات وليس نظام حياة شامل وكامل يتعلق بكل أمور الحياة ويصلح لكل زمان ومكان!! ولا يفهّمونهم أنَّ أساس أي عمل هو الحكم الشرعي وأوامر الله ونواهيه! وحذفوا منها كل ما يتعلق بالجهاد وبأن الدين عند الله الإسلام.. وحتى من يدرّس العلوم الدينية يدرسها كمادة أكاديمية بحتة مثلها مثل أي علمٍ دنيويٍّ آخر، فلا تنعكس هذه المفاهيم على سلوكه وتصرفاته، ولا يحاول حتى أن يجتهد فيما يدرسه إلا من رحم ربي.

 

يرى العلوم من رياضيات وفيزياء وفلك وكيمياء وأحياء وتكنولوجيا وغيرها جامدة، يحفظها الطالب ويلفظها على ورقة الامتحان وينساها بعد ذلك!! بدل أن تكون علوما عمليّة إبداعية كأساس للتقدّم الفكري والرّقي العلمي وتنشيط العقل الذي هو نعمة منحها الله للبشر!!


يسمع اللغة العربية الفصيحة أين وصلت بها الحال من الانحدار، لغة القرآن العظيم الذي أصبح من يتكلم بها في غير مكان الخطب والحوارات في وسائل الإعلام وكأنه إنسان غريب.. يراها مهجورة، وطاقتها الإسلامية مفصولة عنها، فأصبحت باهتة في عيون متكلميها ولا تساعدهم على فهم الإسلام الصحيح، بل وإن كثيرا من التافهين يصرُّ على إدخال ألفاظٍ أجنبية وسط كلامه حتى يظهر لغيره أنه إنسان مثقف ومتحضر!! ولا يعرف انه بذلك يعلن جهله وإفلاسه وسطحيَّته!!!

 

يرى أن العلم أصبح وسيلة لنيل الشهادة أو "الكرتونة" حتى لو بطريق الغش والخداع والكذب.. لم يعد العلم لينهض بنفسه وأمته على أساس العقيدة الإسلامية لإيجاد الشخصية الإسلامية القوية التي ستعمر الأرض وتبني الإنسان وتنشر الإسلام...  يرى .. ويرى.. ويسمع.. ويسمع.. و.. و.. و........


ماذا ترى الفاروق سيفعل آنذاك عندما يرى ويسمع كل هذا وغيره كثير؟! من المؤكد أنه أول ما سيحاسب سيكون الحكّام لأنهم القائمون على أمور الأمة والبلاد والمسؤولون عنها، وهو من كان صارماً ودقيقاً جدا في اختيار ولاته وشديداً عليهم في المحاسبة.. أغلب الظنِّ أنه سيأمر بقطع رؤوسهم على الملأ، فهم أهم أسباب الفساد والإفساد .. ولا مجال لسماع حتى دفاعهم المزعوم فلا عذر لهم في التفريط بحق الله والعباد، ومن لا يخاف الله لا يخاف العبد .


نسأل الله تعالى أن يعيد لنا مثل خليفتنا الفاروق رضي الله عنه ..نسأله سبحانه أن يكون يوم النصر قريباً ..نسأله أن يجعلنا من شهود وجنود الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بإذنه تعالى..

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مسلمة الشامي (أم صهيب)

 

آخر تعديل علىالأحد, 24 آذار/مارس 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع