الإثنين، 27 شوال 1445هـ| 2024/05/06م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
رسائل رمضانية  - 08

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الرسالة الثامنة
صيام رمضان من المظاهر الجماعية للأمة الإسلامية

 


الحَمدُ للهِ الذي فَتحَ أبوَابَ الجِنَانِ لِعبَادِهِ الصَّائمينْ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشرَفِ الأنبيَاءِ وَالمُرسَلينْ، المَبعُوثِ رَحْمَةً لِلعَالمينْ، وَآلهِ وَصَحبهِ الطيِّبينَ الطَّاهرينْ، وَمَنْ تبِعَهُ وَسَارَ عَلى دَربهِ وَاهتدَى بهَديهِ وَاستَنَّ بسُنَّتهِ، وَدَعَا بدَعوَتهِ إلى يَومِ الدِّينْ.


مستمعي الكرام مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير: السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، وبعد: إليكم الرسالة الثامنة من "الرسائل الرمضانية من هدي القرآن والسنة النبوية"، وهي بعنوان: "صيام رمضان من المظاهر الجماعية للأمة الإسلامية".


إخوةَ الإيمانِ: أيها الصائمون:


بعد هدم دولة الخلافة، مزق العدو الكافر بلاد المسلمين، إلى كيانات صغيرة ضعيفة، وأوكل كل أمرها إلى حكام ينفذون أوامره، ويطبقون عليها أحكام الكفر، وذلك لمنعهم من الوحدة، ولتثبيت الحدود المصطنعة بينهم، فصار السوري أو الإيراني أجنبياً في مصر، والمصري أو الأفغاني أجنبياً في تركيا،.... وأصبح كثير من المسلمين يعتزون بقوميتهم أو وطنيتهم، ويقتتلون للحفاظ على الحدود المزيفة بينهم، حتى إن هذه الأوضاع السيئة طالت أحكام العبادات، كرؤية هلال رمضان أو شوال، فقد يصوم المسلمون في العراق ولا يصومون في إيران، أو يصومون في تونس ولا يصومون في الجزائر، ولقد صام أهل درعا في سوريا، ولم يصم أهل الرمثا في الأردن، وما بينهما إلا تلك الحدود الوهمية، لأن أعداء الإسلام من كفار وعملاء حريصون على التفريق بين المسلمين، وحريصون أن تكون مرجعيتهم في حياتهم، القوانين والقرارات الوضعية، وليست الأدلة والأحكام الشرعية.


إخوةَ الإيمانِ: أيها الصائمون:


إن صوم رمضان، وعيد الفطر، وعيد الأضحى، بالإضافة إلى كونها عبادة، تنظم علاقة المسلمين بربهم، فهي أيضاً مظهر من المظاهر الجماعية للأمة الإسلامية، حيث يصوم المسلمون معاً في يوم واحد، ويحتفلون بالعيد معاً في يوم واحد، امتثالاً لأحكام الله التي توحد بينهم، وليس امتثالاً لقرارات الحكام السياسية، أو لبيانات علماء السلاطين الموسومة بالنفاق، التي تفرق ولا توحد، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يومًا». (متفق عليه).


وفي رواية لمسلم: «فإن غمَّ عليكم فصوموا ثلاثين يومًا». أي صوموا رمضان، وفي رواية أخرى لمسلم: «الشهر تسع وعشرون فإذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فاقدروا له».


وروى البخاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «الشهر تسع وعشرون ليلة، فلا تصوموا حتى تروا، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين».


هذه الأحاديث النبوية، صريحة الدلالة، على أن السبب الشرعي لصوم رمضان، هو رؤية هلال رمضان، وأن السبب الشرعي لعيد الفطر هو رؤية هلال شوال، لا نفرق بين شامي ويمني ولا بين إيراني ومغربي، فالمسلمون أمة واحدة، وخطاب الشارع للمسلمين زمن الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، هو خطاب لجميع المسلمين اليوم وفي كل مكان.


اللهُمَّ أقـِرَّ أعْيُنَنَا بـِقيَامِ دَولةِ الخِلافَة، وَاجْعلْنـَا مِنْ جُنُودِهَا الأوفِياء المُخلِصينْ.


وَالسَّلامُ عَليكـُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتهُ.

آخر تعديل علىالثلاثاء, 05 أيار/مايو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع