الجمعة، 17 شوال 1445هـ| 2024/04/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 1 تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

المنظمات الأجنبية بأجندتها الخفية تبحث عن استمرار البقاء

 

والحكومة منبطحة مع عنتريات كاذبة

 

ارتبط ظهور المنظمات في السودان، وبخاصة الأجنبية منها بكارثة الجفاف والتصحر، التي ألمت بالبلاد في منتصف ثمانينات القرن الماضي، كما تواتر وجود بعض هذه المنظمات منذ التسعينات.

 

والسودان كغيره من دول العالم الثالث تعرض إلى كوارث وحروب، استدعت الوجود الكثيف لهذه المنظمات، أما عدد المنظمات الأجنبية العاملة في السودان فقد كشفه تقرير اللجنة المشتركة من وزارتي الرعاية الاجتماعية والشؤون الإنسانية عن الآثار الإيجابية والسلبية من وجود هذا الكم الهائل من المنظمات، حيث توجد 291 منظمة، منها 27 منظمة أمريكية وبريطانية و47 أوروبية.

 

رغم أن الرئيس عمر البشير قرر مرات عدة بعد انكشاف أمر المنظمات للعامة؛ كونها تقوم بتأجيج الفتن وتنصير المسلمين، قرر ظاهرياً طرد ومراجعة التعامل مع المنظمات الإنسانية في الجنوب سابقاً ووقف الطيران عبر الأجواء السودانية، لخروج هذه المنظمات عن دورها الإنساني في تقديم الدعم للمتأثرين، إلى تقديم الدعم لحركة التمرد، لكن عادت هذه المنظمات بقوة في دارفور بقرار الرئيس نفسه! وقد احتضنت منظمات الأمم المتحدة منظمات طوعية عالمية، وأخرى كنسية، وقدمت الدعم لها، تجاوز الـ(100) منظمة. ومنظمات الأمم المتحدة تعمل الآن في دارفور تحديدا مع مراعاة أن بعضها يمتد عملها إلى مناطق أخرى مثل أعالي النيل وبعض أجزاء الجنوب وأجزاء من شرق السودان، وتختلف جنسيات تلك المنظمات.

 

ومنذ كانون الأول/ديسمبر 2016م قررت الحكومة السودانية السماح لعمال الإغاثة بالدخول غير المقيد إلى المنطقة الجبلية، وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان له الجمعة 2017/9/30م إن وكالات مشتركة - منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية - قامت بزيارة مناطق دريبات وجبرا وكيدينير لأول مرة منذ أكثر من 10 سنوات.

 

ويقدر التقرير أن هناك 105.000 شخص يعيشون في 46 قرية، ووجدت اليونيسيف أن 18013 طفلاً دون سن الخامسة بحاجة إلى خدمات التغذية. وهناك أيضا مركزان صحيان في ديربات، ولا يوجد خدمات تحصين. جاء ذلك تزامنا مع إعلان الرئيس عمر البشير، يوم الجمعة نفسه، رفض بلاده لاستقبال الإغاثة من الدول الغربية (لم يحددها)، للنازحين بالمعسكرات في دارفور، غربي السودان وقال البشير، "لا نحتاج إلى الإغاثة من الخارج، ونسعى لإقامة مشروعات التنمية وتقديم الخدمات للنازحين فورًا" وأضاف، "النازحون يقفون في الصفوف كـالشحاتين (المتسولين)، أمام (الخواجات) (تسمية محلية تطلق على رعايا الدول الغربية)، لاستلام الإغاثة، ولن نقبل بوقوف أهلنا لاستلام الإغاثة، وزاد "الخواجات نحن من نغيثهم، ولا نحتاج إلى إغاثتهم، ونحن اليد العليا، ولن نكون اليد السفلى"، وفق تعبيره، وتابع "مواد الإغاثة ستصل عبر ديوان الزكاة إلى النازحين، ولا نحتاج لأحد ليقدم لنا الأكل". لقد تعودنا على هذه الخطابات التي ظاهرها فيه الرحمة وباطنها فيه العذاب لأن هذه العنتريات تعني عكس مقاصدها، وهذا يعني بقاء الأزمة تراوح مكانها وبقاء منظمات العبث الأجنبية تدير دارفور، وفعلاً فإن دارفور أزمتها صناعة غربية مكتملة الأركان مع جودة الإخراج لحكومة الإنقاذ، إنه فعلا نوع من الاستعمار الجديد.

 

إن المعونات والمساعدات الغذائية تشكّلان النمط المسيطر اليوم على المشهد في دارفور، لذلك فإن المانحين ومنظمات الإغاثة الدولية يتدافعون للتحكّم في هذا المشهد وإدارة البلاد من خلال المساعدات، خصوصاً في ظل الغياب الحكومي التام رغم أن الدولة تدفع أكثر من 50% من مواردها للدعم. وتربط (راسنا فارا) وهي محللة تقيم في نيروبي، بين عدد المنظمات الإنسانية في بلد ما، وبين مستوى الفقر فيه، فكلما زاد عدد تلك المؤسسات تراجعت قدرة هذا البلد على الخروج من الفقر، وتصبح المساعدات خير وسيلة تفرض بواسطتها الدول المانحة رقابتها على الدول المنكوبة، فهل هو شكل جديد من الاستعمار الغربي؟

 

مع ازدياد معاناة الأفراد وتعرّض حياتهم للخطر، بسبب النزاعات المسلّحة الداخلية تأتينا هذه الأخبار المتضاربة مع عجز المنظمات وعنتريات كاذبة للحكومة ويحق لنا أن نتساءل ماذا يعني هذا التقرير؟ وأين المساعدات والأموال التي صدعنا بها المانحون ولماذا هذه المنظمات ما دامت مساعداتها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف؟! أم إن أجندة خفية تحكم وجود هذه المنظمات؟!! أما المساعدات الإنسانية فهي لذر الرماد في العيون. فما هو دور الحكومة السودانية حيال ذلك؟

 

المتابع لنشاط منظمات الإغاثة الإنسانية حول العالم تنتابه العديد من الشكوك، وتدور في ذهنه العشرات من علامات الاستفهام حول حقيقة الأدوار التي تلعبها هذه المنظمات في المناطق الساخنة في العالم، حيث يرى العديد من المراقبين أن دور هذه المنظمات تعدى العمل الإنساني، إلى محاولة تضليل الرأي العام العالمي، من خلال نشر معلومات مضللة حول حقيقية الأوضاع في المناطق التي تعمل فيها ليستمر عملها، هذا بالإضافة إلى قيامها بأدوار استخباراتية مشبوهة لصالح قوى دولية، حتى وصفها عدد من المراقبين بأنها أدوات الاستعمار الحديث.

 

والتجسس أو العمل الاستخباري لا يتوقف في بعض الأحيان عند مجرد جمع المعلومات، بل يتعدى ذلك إلى بث الفرقة والتناحر بين المجموعات السكانية، كما هو الحال في منطقة دارفور بالسودان، وبطبيعة الحال فإن مكائد المنظمات الدولية التي تتستر بستار الإغاثة والعمل الإنساني لا تقتصر على السودان فحسب، بل تمتد بامتداد الكرة الأرضية، وهذا ما أكده رئيس مجلس الشورى الإندونيسي الدكتور هدايات نور (أنها مساعدات إنسانية في خارجها، وهي في حقيقة الأمر مساعدات جهنمية شيطانية، فهدفهم التنصير، وليس نجدة المتضررين! وسبق أن طردت عدة جهات خيرية غربية بعد اكتشاف الناس لأهدافهم الخبيثة). إن تعاطي المنظمات الدولية، ومن ورائها الدول النافذة مع أزمة دارفور يثير العديد من الشكوك ويتسم بالكثير من الغموض؛ بسبب تضارب المصالح وضبابية المواقف. حيث ساهمت هذه المنظمات من خلال تحيزها لأحد جانبي الصراع إلى تعقيد هذه الصراعات مستغلة في ذلك الحريات الممنوحة لها. ولا شك أن أسوأ استغلال للمعاناة الإنسانية يتمثل في قيام بعض هذه المنظمات باستغلال هذه الأزمات لمن هو بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، ومن بين المنظمات العاملة في دارفور منظمة مساعدة الشعوب ومنظمة الكنائس العالمية ومنظمة الكنيسة الأسقفية الإنجيلية، وأخذت تلك المنظمات وغيرها توزع الغذاء والدواء مع الأناجيل والكتب التي تتناول حياة المسيح عليه السلام كما تراها الكنيسة، وقد رسمت عليها الصور المزعومة للمسيح وأمه لكن هذه المرة لمسيح أسود وأم سوداء تحمله!! كما يشككون المسلمين. وهذا ما يفسر العدد الكبير للكنائس بدارفور فمن 311 كنيسة عام 1999م وصل إلى 661 في العام 2004، وكانت هذه الزيادة نتيجة للنشاط الكنسي الكبير الذي تقوده المنظمات، وأدى ذلك إلى ظهور حالات تنصير كثيرة تراوحت بين 0269-5269 سنوياً، وتم تسجيل تنصير 7 أشخاص في معسكر كُلمة علماً بأن إقليم دارفور 100% من سكانه مسلمون، وحذر الحاج عطا المنان والي جنوب دارفور الأسبق من بوادر حملة تنصيرية بدارفور، وكشف عن قيام عدد من رجال الدين النصارى بتوزيع كتب على الناس في محاولة تنصيرهم، ولا ننسى حادثة المنظمة الفرنسية (أرش دو زوي) حيث إن الشرطة في تشاد ألقت القبض على تسعة فرنسيين بينما كانوا يستعدون لنقل أكثر من 100 طفل جواً إلى فرنسا بقصد عرضهم للتبني.

 

هذا هو ما وصلت إليه الأوضاع في السودان؛ منظمات تعبث بدارفور، وحكومة تؤمن لها البقاء بإبقاء الأزمة التي لا تراوح مكانها، والمتمثلة في انعدام إشباع الحاجات الأساسية للسكان، مما يجعلهم عرضة لمد الأيدي للأجنبي عدو الأمة، ولكن هذه المرة تحت ستار الإنسانية... لقد سئمنا من هذه الأوضاع وضاقت بنا الأرض بما رحبت، فيا رب عجل لنا بدولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي ستكنس هذا الحكم الجبري الذي يأبى إلا أن ينتهي وقد كشف الله خيانة الخونة وتابعية العملاء والمنافقين.

 

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غادة عبد الجبار – أم أواب

 

 

1 تعليق

  •  Mouna belhaj
    Mouna belhaj السبت، 07 تشرين الأول/أكتوبر 2017م 23:27 تعليق

    سلمت يمناك اختي...اللهم عجل بدولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي ستكنس هذا الحكم الجبري

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع