الجمعة، 17 شوال 1445هـ| 2024/04/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مبادرة الحوثيين للحل السياسي

 

والتقارب البريطاني-الإيراني (الأمريكي) في ملف اليمن

 

 

(أعلنت جماعة الحوثي تقديم مبادرة إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة تتضمن "حلا جذريا" لأزمة اليمن عبر تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية و"رفع الحصار ووقف العدوان"، في إشارة إلى العمليات العسكرية للتحالف العربي بقيادة السعودية في البلاد.

 

كما تحوي المبادرة - التي نشر القيادي البارز في الجماعة محمد علي الحوثي نسخة منها على حسابه بموقع تويتر - عدة نقاط أخرى، منها تشكيل لجنة مصالحة والاحتكام إلى صندوق الانتخابات لاختيار رئيس وبرلمان يمثل كل الشعب اليمني بكل قواه السياسية.

 

كما شملت وضع ضمانات دولية ببدء الإعمار وجبر الضرر ومنع أي اعتداء من دول أجنبية، وإعلان عفو عام وإطلاق كافة المعتقلين، ووضع أي ملف مختلف عليه تحت الاستفتاء.

 

واعتبرت مبادرة الجماعة - التي دعت مجلس الأمن إلى اعتمادها - أن أي حلول لا يمكن أن تكون جذرية ما لم يتوقف العدوان ويرفع الحصار الذي يفرضه التحالف العربي بقيادة السعودية على اليمن.) (الجزيرة نت، 2018/02/22)

 

هذا فيما (قال السفير الإيراني في بريطانيا حميد بعيدي نجاد، إن إيران وبريطانيا اتخذتا قرارات مهمة بشأن إنهاء الحرب في اليمن. وكتب السفير الإيراني في بريطانيا عبر قناته الخاصة على تلغرام، أن زيارة عراقجي إلى بريطانيا لإجراء الجولة الثانية من المحادثات السياسية الشاملة بين البلدين تحظى بأهمية كبيرة في ظل الظروف الدولية والإقليمية الحساسة هذه، وبالنظر إلى مستجدات الاتفاق النووي من جهة والمباحثات المهمة على مستوى مجلس الأمن الدولي وعلى مستوى القوى الكبرى والإقليمية لإنهاء أزمة اليمن من جهة أخرى، فإن الجانبين يسعيان عبر مزيد من التنسيق لزيادة إمكانية تأثير الإجراءات الجماعية.

 

وأضاف، وحول الاتفاق النووي، أن إيران وبريطانيا لديهما وجهة نظر مشتركة تجاه الحفاظ على الاتفاق النووي ومعارضة أي تغيير بالاتفاق بالشكل الذي يقترحه ترامب، وفي هذا الشأن حدثت مشاورات مهمة بين الجانبين من أجل كيفية مواجهة مخاطر الاتفاق النووي، وفي غضون ذلك ما هو واضح أن خلافات بريطانيا والدول الأوروبية مع أمريكا جدية في هذا الشأن.

 

ونوه السفير الإيراني في بريطانيا إلى الخلافات الإقليمية بين إيران وبريطانيا، قائلا، بالتأكيد عندما يصل الأمر إلى قضايا تتعلق بالمستجدات الإقليمية، فإن التفاهم بين الجانبين ليس كاملا، للبلدين خلافات مهمة، لكن في الوقت ذاته وبالنظر إلى وجهات نظر البلدين حيال ضرورة إنهاء سريع لحرب اليمن التي تحولت إلى حرب لاإنسانية سافرة، فإن إيران وبريطانيا اتخذتا قرارات مهمة بشأن إنهاء الحرب في اليمن، وإيران في هذا الإطار أعلنت معارضتها الشديدة لإدانتها في مسودة مشروع أممي حول اليمن، إذ تقرر أن تستمر المشاورات المكثفة بين الجانبين لحل المشكلة.) (قناة العالم، 2018/02/23)

 

هذا وقد قالت مصادر صحفية، يوم السبت، 24 شباط 2018م، إن المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن، البريطاني مارتن غريفيت، بدأ مساعيه لإحلال السلام، أمس، بالترتيب مع الحكومة الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن لإنشاء مكتب دائم له.

 

وأشارت صحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن الحكومة الشرعية اعتبرت ذلك بأنها "خطوة بادرة إيجابية تؤسس لخطوات مماثلة من قبل المنظمات الدولية العاملة في اليمن".

 

ونقلت عن مصادر رسمية في الحكومة أن "وفداً من مكتب المبعوث الجديد مارتن غريفيث ناقش أمس في مدينة عدن مع نائب وزير التخطيط والتعاون الدولي نزار باصهيب، افتتاح مكتب للمبعوث الأممي في العاصمة المؤقتة".

 

في ضوء هذه الأخبار والأحداث المتصاعدة في اليمن على المستوى السياسي الموازي للأعمال العسكرية المستمرة، والتي يشنها الموالون لشرعية الرئيس هادي وكذلك دولة الإمارات خاصة في الساحل الغربي ضد الحوثيين لتقليص نفوذهم وخنقهم بالسيطرة على المدن والموانئ والسواحل والجزر والمطارات التي يتم منها تهريب السلاح والدعم الذي يتلقونه، كل ذلك ليستسلموا للحل السياسي الذي يحقق مصالح الإنجليز، خاصة أن دولة الإمارات الموالية لبريطانيا تعمل لإعادة عودة جناح العفاشيين - أسرة علي صالح - وأنصارهم من حزب المؤتمر حيث تضغط الإمارات عبر بريطانيا لإلغاء عقوبات مجلس الأمن الصادرة ضد أحمد علي صالح في جلسة مجلس الأمن المقبلة بعد أيام، بينما الحوثيون يستنجدون بالأمم المتحدة عبر تقديمهم مبادرة تنقذهم من الحسم العسكري الذي يصر عملاء الإنجليز (هادي والإمارات) لتحقيقه ضد الحوثيين الذين تدعمهم أمريكا، حيث إن الحوثيين قد بدأ يدب الضعف في صفوفهم جراء تناقص أعدادهم وعدم تجاوب المناطق التي يسيطرون عليها لنداءات الحشد والتجنيد التي يطلقونها لدعم الجبهات بالإضافة لنقصان السلاح والدعم اللازم لاستمراهم في الحرب، مما يسبب لهم إحراجاً متزايداً، وبالأخص بعد قتلهم لعلي صالح وتفكك تحالفهم الظاهري مع أنصاره، ليصبحوا مع من تبقى من أنصار عفاش الذين تلملهم الإمارات في حالة حرب حقيقية.

 

هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن المبعوث الأممي البريطاني الجديد إلى اليمن سيكون له دور كبير في دعم الحل السياسي والضغط على الحوثيين للوصول إليه خاصة إذا ما أبدت إيران تعاونها مع بريطانيا في إيجاد حل سياسي للأزمة في اليمن، فهي التي تدعم الحوثيين وهي من أوعزت لهم ليقدموا مبادرة للحل للأمم المتحدة، مع أنه لم يتم الرد السياسي من قبل حكومة هادي رسمياً على تلك المبادرة إلى الآن كما لم يتم الرد عليها من قبل الأمم المتحدة حتى كتابة هذه المقالة.

 

إن بوادر الحل السياسي تلوح في الأفق هذه المرة خاصة إذا ما توافقت أمريكا وبريطانيا وأدواتهما من دول المنطقة كالإمارات والسعودية وإيران، تلك الدول التي بدورها ستضغط على الأطراف المتصارعة المحلية وستعمل لإنجاح التسوية التي سيتم التوافق عليها.

 

أيها المتصارعون المتقاتلون! لقد جلبتم الكوارث والويلات والدمار على أهل اليمن من قبل ومن بعد، وذلك من يوم أن ارتميتم في أحضان الدول الكافرة المتصارعة وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا، وركنتم إلى دول عميلة لها في المنطقة تقودكم إلى الهلاك، وطلبتم الحلول من الأمم المتحدة التي لا تحسب لدماء أهل اليمن والمسلمين عامة أي حساب، بل تعمل لتكريس مصالح الكافرين بحلولها المفخخة المنتجة للنزاعات، المعادية للدين والهوية، فتوبوا إلى الله وعودوا إليه، واعملوا لتحكيم شرعه وإقامة دولة الإسلام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فلعل ذلك يكون فيه تكفيرٌ لذنوبكم بحق أهل اليمن أهل الإيمان والحكمة، وإلا فالويل لكم، وحساب الله للظالمين أليم شديد.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد المؤمن الزيلعي

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع