مع الحديث الشريف

بسيط في عيوننا عظيم في ميزان خالقنا

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "كَانَ عَلَى الطَّرِيقِ غُصْنُ شَجَرَةٍ يُؤْذِي النَّاسَ فَأَمَاطَهَا رَجُلٌ، فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ" (سنن بن ماجه 3705).

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

إن هذا الحديث الشريف يخبرنا بأمر يراه الناس بسيطًا وهو عند الله تعالى عظيم، رسولنا الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخبرنا بأن رجلًا أبعد الأذى عن طريق الناس بإبعاد غصن شجرة قد دخل الجنة بهذا الأمر، ومع أن الأمر في ظاهره بسيط يقدر عليه أي واحد من الناس دون مشقة، إلا أن أجره عظيم .لكن النظر إلى ظاهر الحديث لا يكفي، فالأمر ليس محصورًا بإزالة غصن شجرة عن الطريق، بل بكل ما فيه رفع أذى عن الناس، وكذلك يفهم من الحديث أنه حتى لو بدا العمل بسيطًا فإن قصد وجه الله تعالى منه يجعله عظيمًا.

علينا أن نعي أن الأحكام الشرعية لها مقاصد وحكم أرادها الله، منها ما قد نعلمه ومنها ما لا نعلمه، فمنها ما قد أخبرنا الله بها ومنها ما لم يخبرنا، لهذا وجب علينا الالتزام بالأحكام الشرعية كما جاءت من عند الله، ولا نتبع الذين صرفوا الناس عن الفهم الصحيح للأحكام الشرعية وصغّروا من عظمة التشريعات التي جاء بها الله.

الله نسأل أن يعيد علينا الحكم الرشيد، بيد خليفة المسلمين الراشد، الذي يطبق علينا شرعه عز وجل، ويأخذ بيدنا إلى بر الأمان هادين مهتدين، اللهم آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح