بسم الله الرحمن الرحيم

مع الحديث الشريف

بلسم المحبة في الله

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

   عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي، الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي». رواه مسلم برقم 2566.

   أيّ عبادة هذه؟ وما أجملها من عبادة أن يتحابب المسلمون في الله سبحانه، لا لأمر دنيوي ولا لمصلحة أو منفعة دنيوية؛ بل لطاعة رب العالمين؛ يلتزمون أحكامه بالفهم والتطبيق، يأمرون بعضهم بالمعروف وينهون عن المنكر، لذلك اختصّهم الله سبحانه بالصفوة، وأعظمَ لهم درجتهم يوم القيامة جزاء وفاقا.

أيّها المسلمون:

   كم تحتاج الأمة اليوم إلى التحابب في الله؟ كم تحتاج الأمة اليوم إلى هذه العبادة بعد أن جفّت مشاعرها من هذه المحبّة إلا من رحم الله؟! بعد أن غزت الأفكار الرأسمالية النفعية عقول أبنائها وبناتها؛ فأصبحت كالعود الجاف، سرعان ما ينكسر أمام الرياح الكفريّة. كم تتعطش عروقها إلى هذه المحبة النديّة؟ كم تحتاج الأمة اليوم إلى من يأخذ بيدها ليخرجها من وحل الديمقراطية والعلمانية الكافرة إلى بر الإسلام، بلا شك أنّها تحتاج إلى هذه المحبّة في الله كما تحتاج إلى ظلّه يوم القيامة، تحتاج لهذا البلسم لتستطيع الوقوف والعمل لتغيير الواقع من خارجه لا من داخله، فالواقع هو مكان التغيير لا مصدره، عند ذلك سيكون الإسلام فاعلا في الحياة، وعندها ستعود الكرامة للكرامة نفسها، وستعود الأحكام مطبقة، ستعود الخلافة من جديد.

   اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

كتبه للإذاعة: أبو مريم