بسم الله الرحمن الرحيم

مع الحديث الشريف

الإمامُ الجُنّة أمِ الحاكمُ السفيه

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

   عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ، يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ، فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَلَ كَانَ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرٌ، وَإِنْ يَأْمُرْ بِغَيْرِهِ كَانَ عَلَيْهِ مِنْهُ». رواه مسلم برقم 1841.

   إن الكافر المستعمر لم يألُ جهدا في العمل لإسقاط الإمام الجُنّة الذي قال في حقّه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ»، وحُقَّ لنا أن نقارن بين واقع الحكم في ظلّ الإمام وواقع الحكم في ظلّ دول الضرار لنقف قليلا على حجم الجريمة، أما في زمن الإمام الجُنّة فقد أجلى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يهود بني قينقاع عن المدينة لأجل امرأة كشف يهوديّ عورتها، وأما أبو بكر رضي الله عنه فقد وقف أمام المرتدين وقفة حفظ بها الإسلام من الضياع، وحارب مانعي الزكاة وقال: "والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم دونه"، وأما معاوية فقد حاول قيصر الروم أن يصطاد في المياه العكرة حين علم بما وقع بينه وبين علي رضي الله عنه حيث قال لمعاوية: "لو أمرتني أرسلت لك جيشاً يأتون إليك برأس علي"، فرد عليه معاوية: "من معاوية لهرقل، أَخَانِ وتشاجرا، فما بالك تدخل فيما بينهما! إن لم تخرس أرسلت إليك بجيش أوله عندك وآخره عندي يأتونني برأسك أُقدِّمه لعلي.

أيها المسلمون:

  إن التاريخ يزخر بالكثير من مواقف العزة التي تظهر معنى أن يكون للأمة إمام جُنّة، ولكن بالمقابل مَنْ حكام هذه الأيام؟ إنهم شرذمة من سَقَط المَتاع، لصوص خونة، عملاء مأجورون، أذلوا الأمة وأسقطوها في مستنقعات الجهل والفسق والضياع، حكام لا يملكون رأيا أو إرادة، فهم ملك لأسيادهم، اشتروهم وتبايعوا بهم فيما بينهم، فهذا عبد لأمريكا وذاك عبد لأوروبا، ويكفي أن نتابع ساعة من الزمن على فضائياتهم لنعلم الحال التي آلت إليه الأمة في ظلّ حكمهم، فهذا سلمان السعودية مثلا، يبلغ مرتبه ثمانِمائة مليون دولار شهريا، وابنه السفيه محمد بن سلمان يقرّ أن لليهود حقوقا تاريخية على أرض فلسطين، وقولوا مثل ذلك في باقي الحكام، وأمام هذا الواقع نقول: على الأمة أن تسعى سعيا حثيثا لخلعهم وتنصيب إمام عادل على أنقاضهم يُقاتَل مِنْ ورائه ويُتَّقَى به.

   اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

كتبه للإذاعة: أبو مريم