الأربعاء، 23 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الكلمة التي ألقاها أمير حزب التحرير (بالصوت)
في مؤتمر الحزب حول هوية (الجالية) الإسلامية
المنعقد في برمنغهام بتاريخ 24/08/2003م

 

 

الحمد لله القائل: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } والصلاة والسلام على رسول الله القائل: «... ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتةً جاهليةً» وأشهد أن لا إله إلا الله القائل: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل: «... ثم تكون خلافةً على منهاج النبوة».

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

أيها المسلمون المجتمعون في بلاد الغرب:


إنَّ بلاد الإسلام تخلو من خليفة يجمع شمل المسلمين، يقيم فيهم أحكام الله، ويجاهد بهم في سبيل الله، ويظلهم براية رسول الله، راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله).

 

إنَّ بلاد الإسلام ممزقة الأوصال فوق خمس وخمسين دولةً بدل أن تكون دولةً واحدةً، يحكمها خليـفة واحد فضعفت بعد قـوة وهـانت بـعد عـزة.

 

إنَّ بلاد الإسلام يتحكم فيها الكفار المستعمرون بجيوشهم كما في أفغانستان والعراق، أو بنشر قواعدهم كما في الجزيرة والخليج وباكستان وأزبكستان، أو بأشكال أخرى من نفوذهم، سياسية واقتصادية وثقافية، كما في بلاد المسلمين الأخرى، برضى وقبول من حكام المسلمين العملاء للكفار المستعمرين، بل ودون حاجة إلى رضى من الحكام أو قبول.

 

إنَّ بلاد الإسلام أصبحت نهباً لكل طامع، أموالها تُخزن في بنوك الغرب، تقيم اقتصاده، وتزيد أغنياءه غنىً، في الوقت الذي أصبح فيه عامة المسلمين يرزحون في فقر فوق فقر على الرغم من ثرواتهم الوفيرة، وخيراتهم الكثيرة التي ينتفع بها الكفار المستعمرون وحفنة من العملاء في بلاد المسلمين، ويمنع المسلمون أصحاب الثروة من الانتفاع بها وهي بين ظهرانيهم، ولسان حالهم:


كالعيس في البيداء يقتلها الظما == والماء فوق ظهورهـا محمـولُ

 

أيها المسلمون المجتمعون في بلاد الغرب:


إن بلاد الإسلام كانت منارة الدنيا ومشعل هداية للبشرية، وكان المسلمون أهلُها يملؤون سمع الدنيا وبصرها طيلة ثلاثة عشر قرناً أو يزيد، كانوا خير أمة أخرجت للناس، إذا قالوا كلمةً دوَّت في جنبات الدنيا وإذا فعلوا فعلاً أدخل الرعب في قلوب الكافرين، أقوياء بربهم، أعزاء بدينهم، يخاطب خليفتهم السحاب يقول له امض وامطر حيث شاء ربك فإنك لا بد ممطر في بقعة من أرض الإسلام تستظل بسلطان الإسلام. كانت تكفي صرخة استغاثة من امرأة مسلمة ظلمها العدو، تكفي ليحرك الخليفة جيشاً هو على رأسه فيدك حصون العدو، وينتقم للمرأة مِمّن ظلمها، فيعيد لها عزتها وكرامتها.

 

كانت بلاد الإسلام، وأمة الإسلام، ودولة الإسلام ملاذاً للمظلوم، وحصناً للضعيف، ليس فقط لمن هم من أفراد الرعية بل كذلك لدول من غير ملة الإسلام، أحست بالضعف والعدوان عليها، فلم تجد سوى سلطان المسلمين تستعين به وتستغيث، واستغاثة فرنسا بسلطان المسلمين في القرن السادس عشر، لإنقاذ ملكها من أسر عدوها، أمر مشهور حيث أجاب سلطان المسلمين آنذاك، سليمان القانوني، استغاثتهم وأنقذ ملكهم.

 

أيها المسلمون المجتمعون في بلاد الغرب:


لقد أظل زمان عودة الخـلافة على منهـاج النبوة من جديد، فإن لكم إخواناً في بلاد الإسلام، يصلون ليلهم بنهارهم، عاملين بقوة وعزم لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخـلافة الراشدة التي وعد الله سبحانه بها عباده المؤمنين، والتي بشر بها رسوله صلى الله عليه وسلم.

 

إنَّ لكم إخواناً في بلاد الإسلام، شبابَ حـزب التحـرير، يغذُّون السير ويسرعون الخطا للوصول إلى هدفهم، لا يضرهم من خالفهم، ولا الكفار المستعمرون وعملاؤهم الذين يلاحقونهم بالسجن والتعذيب المفضي للشهادة كما يحدث في سجون الطغاة وبخاصة طاغية أوزبكستان الذي كان آخر الشهداء على يديه المجرمتين (عارف اشانوف)، ومع ذلك فلم تلن لشباب الحزب قناة ولـم تضعف لهم عزيمة، بل هم يزدادون قوةً كلما اشتدت الأزمة، ويتطلعون إلى بزوغ الفجر كلما حلكت ظلمة الليل، وفي كل هذا وذاك هم مطمئنون بنصر الله والفتح المبين.

 

لقد بذل الكفار وعملاؤهم كل جهد مستطاع لهم لنشر العلمانية في بلاد المسلمين، وفصل الإسلام عن الحياة، فأجازوا العبادات أو شيئاً منها، ومنعوا المعاملات والعقوبات والحكم والسياسة والجهاد، وقالوا تلك أحكام تؤخذ من الدين أو تكاد، وهذه أحكام لا شأن لها بالدين وفصلوا بين هذه وتلك، فعقد العزمَ إخوانٌ لكم في بلاد الإسلام على أن تعود اللحمة لأحكام الإسلام، فتقترن تكبيرة المصلي في صلاته مع تكبيرة المجاهد في جهاده (تكبير)، وتلتقي فرحة الصائم وقت فطره، مع فرحة الجندي حين نصره، وتنطلق تكبيرات المسلمين على سطوح بيوتهم ابتهاجاً بعودة خلافتهم وأمجادهم كما تنطلق تكبيرات المسلمين في أماكن صلواتهم استقبالاً لأعيادهم (تكبير).

 

أيها المسلمون المجتمعون في بلاد الغرب:


إنني اليوم أقرئكم السلام من بعيد في يوم افتتاح مؤتمركم العتيد، وغداً بإذن الله يفتتح مؤتمركم رسول الخليفة، سفير الدولة الإسلامية في بلاد الغرب. واليوم أذكّركم بوعد الله وبشرى رسوله بعودة الخـلافة الراشدة، وغداً يذكركم رسول الخليفة بمنَّ الله وفضله لتَحَقُّقِ نصره وإعزاز جنده. واليوم أذكّركم بأنكم جزء من الأمة الإسلامية، فلا تنفصلوا عنها، قضيتها قضيتكم، ودعوتها دعوتكم، فاحملوها حيث كنتم، فأنتم جزء الأمة المتقدم في بلاد الغرب، وغداً يذكّركم رسول الخليفة بأنكم عيون الأمة على أعدائها، ومقدمة الأمة في حمل لوائها، وطلائع الفتح في الزمن القريب.

 

أيها المسلمون المجتمعون في بلاد الغرب:


شدوا أيديكم معاً، وارفعوا رؤوسكم عالياً، فأنتم من أمة عظيمة خير أمة أخرجت للناس، كبِّروا معاً، وأعلوا الصوت معاً، والله معكم ولن يتركم أعمالكم، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

26 من جمادى الثانية 1424هـ

24/8/2003م

 

أخوكم
عطا أبو الرشته
أمير حـزب التحـرير

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع