الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

طاغية الشام يسلم سلاحه الكيماوي وأوباما يراوغ والمسلمون في سوريا يدفعون الثمن

 

 

ألقى أوباما خطاباً متلفزاً يوم 10/9/2013م أعلن فيه عن تأجيل القيام بضربة عسكرية على سوريا وإعطاء بشار فرصة أخرى عبر تسليمه الأسلحة الكيماوية. ويأتي هذا الإعلان بعد أن أصمّ أوباما آذان العالم بالتهديد والتلويح بضربة عسكرية. هذه الضربة التي لا يجوز لمسلم أن يدعمها أو يدعو لها كونها شرًّا مستطيرًا، فلا تجوز الاستعانة بالكيانات الأجنبية الاستعمارية لحل مشاكل المسلمين فوق أنها انتحار سياسيّ ولا تزيد عن حال المستجير من الرمضاء بالنار. فالله سبحانه يقول ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا))، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لَا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِ» أخرجه أحمد عن أنس، وفي رواية للبيهقي «لَا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِينَ»، وكذلك أخرجه البخاري في تاريخه الكبير بهذا اللفظ، أي لا تجعلوا نار المشركين ضوءاً لكم. والنار كناية عن الحرب، والحديث يُكَنّي عن الحرب بجانب المشركين وأخذ رأيهم، فيفهم منه النهي عن الاستعانة بهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّا لَا نَسْتَعِينُ بِمُشْرِكٍ» أخرجه أحمد وأبو داود، فالاستعانة بالتدخل العسكري من الكفار أو حتى باستشارتهم في أحكام مشاكلنا هو كبيرةٌ محرَّمة لا تصح ولا تجوز.


ويأتي هذا الخطاب بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من الوعيد لنظام بشار بعد استخدامه الأسلحة الكيماوية مما أدى إلى استشهاد أكثر من 1400 مسلم. وكما هي عادة أمريكا منذ سنتين ونصف في إعطاء نظام بشار المهلة تلو الأخرى من أجل القضاء على ثورة الأمة الإسلامية في سوريا، فإن خطاب أوباما لم يأت بجديد ولا حتى بخط أحمر كما هي العادة بعد أن تحولت كل الخطوط الحمراء إلى خضراء. فقد اعتبر أوباما في خطابه الأسلحة الكيماوية خطراً على الأمن القومي الأمريكي "لإمكانية تعرض الجنود الأمريكيين لخطرها، وسهولة حصول المنظمات الإرهابية على هذه الأسلحة ومهاجمة المدنيين بها". وأكد على حماية أمن دولة يهود، فقال: "أنه في حالة امتداد القتال إلى خارج حدود سوريا فإن هذه الأسلحة ستهدّد حلفاء لنا كتركيا والأردن وإسرائيل". وبين الغرض من الضربة العسكرية، فقال: "في اليوم التالي لأيّ عملية عسكرية، فإننا سنضاعف جهودنا من أجل الوصول إلى حل سياسيّ يقوّي المعارضين لقوى الظلم وقوى التشدد".


إن أمريكا وعلى مدار الثورة السورية لم تحرك ساكناً لوقف حمّام دم المسلمين، بل تغاضت عن ذلك وكأن المئة ألف ويزيدون من قتلى المسلمين لم تسمع بهم، أو أن طعم الموت خنقاً أو سمّاً يختلف عن الموت ذبحاً أو قصفاً أو بالبراميل المتفجرة. إن أمريكا والغرب قاطبة يعلمون أن الطاغية بشار قد استخدم الأسلحة الكيماوية قبل ذلك، ولكن هدف أمريكا من وراء هذا التلويح والتهديد هو الضغط على المسلمين في سوريا والثوار هناك من أجل فرض الحل السياسي بالذهاب إلى جنيف، والجلوس مع نظام بشار كي توجد أمريكا حكاماً جدداً لنظامها في سوريا بعد تغيير بعض الوجوه، وبالتالي تحافظ على نظامها المنهار وتبعث فيه الحياة من جديد. ولأن أمريكا لم تكن متأكدة من نجاحها في الضغط على المسلمين في سوريا بعد إصرارهم الطويل على أن ثورتهم "هي لله هي لله"، فقد أعطت نفسها ومجرمها الوقت والمهلة للتصرف. فأعلنت الإدارة الأمريكية أنها ستأخذ موافقة الكونجرس - الذي كان في عطلة - على القيام بالضربة، مع أن أوباما ليس بحاجة لذلك وفق الدستور الأمريكي. وبعد أن تبين لأمريكا رفض الناس لبقاء النظام، أوجدت لنفسها مخرجاً عبر اقتراح جون كيري يوم 9/9/2013م بأن بشار أسد يمكنه تفادي الضربة إذا سلم الأسلحة الكيماوية، ومن ثم قام وزير الخارجية الروسي بالإعلان عن إمكانيته إقناع النظام السوري بذلك. وما هي إلا لحظات حتى أعلن وزير خارجية أسد عن قبول النظام بتسليم الأسلحة الكيماوية. وهكذا تعطي أمريكا نفسها المهلة للتعامل مع الثورة السورية، وتخرج بتدمير الأسلحة الكيماوية التي دفع ثمنها المسلمون في سوريا من عرقهم وأموالهم، وتحفظ أمن يهود الذي لم يخدشه نظام آل أسد لما يزيد عن أربعين عاماً.


إن أمريكا والغرب عامة لم يكترثوا يوماً بأعداد البشر الذين يموتون ما دام ذلك يحقق مصلحتهم. فقد أبادوا ملايين الناس في الحربين العالميتين، ومئات الآلاف من أهل رواندا الذين ماتوا لم تثر إنسانية الغرب، ومئات الآلاف من المسلمين في العراق لم تشعل حمية الدفاع عن القيم والمبادئ التي يتغنى بها الغرب وذكرها أوباما في خطابه. إنّ الآلاف من المسلمين الذين قُتلوا في فلسطين وكشمير وأفغانستان وميانمار والصومال لم تهزّ مشاعر أمريكا والغرب الذي يدّعي التحضر والرقيّ. إنّ أمريكا لن تقدم على فعل أمرٍ حتى يكون في مصلحتها ومنفعتها، وإلا فكيف ستنفق الأموال على ضرب سوريا دون أن يكون ذلك تحقيقاً لمصلحتها؟! يقول مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية: "أعتقد أن الجهة التي نختارها يجب أن تكون مستعدة لتعزيز مصالحها ومصالحنا عندما يميل ميزان القوى لصالحهم وهذا غير موجود".


إنّ على كل مسلم رفض نظام بشار وعدم تأييده بحال، وعلى كل مسلم ألا يقبل بتدخل الغرب في حل مشاكل المسلمين، بل على المسلمين حل مشاكلهم بأنفسهم حسب أحكام الإسلام. وعلى المسلمين الصبر على مصابهم حتى يأتي الله بالفرج، وعلى المسلمين جميعاً العمل على التخلص من أنظمة الحكم القائمة في العالم الإسلامي وأولها نظام الطاغية بشار، وإيجاد نظام الحكم الإسلامي؛ نظام الخلافة، فينالوا رضوان الله عز وجل، ومن ثم ينالوا سعادة الدنيا والآخرة. ويوجدوا النظام العالمي العادل حتى يعم الأمن والاطمئنان العالم، ويوجد النظام الدولي الذي يقوم حقاً على رعاية الإنسان وصون كرامته. قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)) [الأنفال 24].

 

 

التاريخ الهجري :8 من ذي القعدة 1434هـ
التاريخ الميلادي : الخميس, 12 أيلول/سبتمبر 2013م

حزب التحرير
أمريكا

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع