بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب مفتوح من حزب التحرير - أستراليا
إلى حكام إيران بواسطة السفارة الإيرانية
السلام على من اتبع الهدى وبعد،
يا حكام إيران:
منذ عقود طويلة وأنتم تسيرون على غير ما يرضي الله، مستغلين شعار الإسلام دون أن تتحاكموا إلى شرعه ومنهاج رسوله الكريم، محمد صلى الله عليه وسلم، وليت ذلك فحسب، بل فوق ذلك تسيرون في تنفيذ خطط الغرب وعلى رأسه أمريكا في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. فبدلا من أن تكونوا عونا للمسلمين على عدوهم في العراق وأفغانستان، كنتم وما زلتم أعوانا لأمريكا والغرب على المسلمين، فسهلتم لأمريكا ودول الغرب احتلال أفغانستان والعراق، بل وساعدتموهم في ذلك من خلال رجالاتكم في العراق ودعمكم اللوجستي والعسكري للقوات الغازية في أفغانستان، وقبل ذلك من خلال إغلاق الحدود ومنع المجاهدين من أن يجدوا ملجأ لهم بين إخوانهم في إيران، أو منع أخوانهم في إيران من أمدادهم ومساعدتهم في النيل من العدو. وللأسف فقد تباهى بعض كبرائكم مثل رفسنجاني وأبطحي علانيةً أنه لولا دعم إيران لما تمكّنت أمريكا من احتلال العراق وأفغانستان بل ولكان جنودها يسبحون في دمائهم. فقد نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية في 9/2/2002 عن الرئيس الإيراني السابق "علي أكبر هاشمي رفسنجاني" قوله: "إنّ القوات الإيرانية قاتلت طالبان وساهمت في دحرها، وإنّه لو لم تساعد قوّاتهم في قتال طالبان لغرق الأميركيون في المستنقع الأفغاني"، وأضاف: "يجب على أميركا أن تعلم أنّه لولا الجيش الإيراني الشعبي لما استطاعت أميركا أن تُسْقط طالبان". وفي 15/1/2004 وقف "محمّد على أبطحي" نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية والبرلمانية بفخر في ختام أعمال مؤتمر الخليج وتحديات المستقبل في إمارة أبو ظبي ليعلن أنّ بلاده "قدّمت الكثير من العون للأميركيين في حربيهم ضدّ أفغانستان والعراق"، ومؤكّدًا أنّه "لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابل وبغداد بهذه السهولة".
وهكذا تمضون في غيكم غير آبهين بأحكام الإسلام ومصالح الأمة الإسلامية، ومؤخرا أضفتم جريمة عظيمة إلى أعمالكم بمناصرة وإعانة طاغية الشام، بشار الأسد، على أهل سوريا المسلمين العزل الذين ثاروا في وجه الطغاة كما ثار إخوانهم في كل مكان، مستعينين بالله وحده، رافعين رايات الإسلام والتوحيد، يجابهون بأجسادهم رصاص الطاغية المجرم وشبيحته في ثورة بطولية أسطورية، سيسجّلها التاريخ بمداد من ذهب. وبدلا من أن تعودوا عن غيكم وتتوبوا إلى الله، فتناصروا أهل سوريا على حاكمهم الطاغية ونظام حكمهم العميل الذي تحكّم في رقاب أهل سوريا، وحكمهم بالكفر وبالحديد والنار، ومارس عليهم الإذلال اليومي، وحاربهم في لقمة عيش أبنائهم، ونشر في الأرض الفساد والرذيلة، وجعل البلاد وثرواتها نهباً لهم ولعشيرتهم وطائفتهم وزبانيتهم، وفي المقابل ترك بلادهم محتلة في يد عدوّهم، بدلا من أن تناصروا هذا الشعب المظلوم وقفتم مع الطاغية وأمددتموه بالسلاح والرجال، ظنا منكم كما الغرب أنه يحفظ مصالحكم في الشرق الأوسط، وأوعزتم إلى رجالكم في لبنان ليساعدوا هذا الطاغية بالرجال وإغلاق الحدود وملاحقة كل من يساعد أهل سوريا المظلومين. فلم تكتفوا بما أقترفتموه بأيديكم بل أتبعتم ذلك بأنّ سخرتم المسلمين لقتل أخوانهم المسلمين تحت أوهام وخزعبلات الطائفية والمصالح المذهبية!!
فهل عمِيَت أبصاركم و بصائركم عن رؤية هذه الحقيقة الساطعة، أم ماذا؟
وهل عميتم أبصاركم وبصائركم عن رؤية أعداء الإسلام والمسلمين وهم يمكرون بالمسلمين وببلادهم، ويخططون لإشعال حريق طائفي يصرف الأمة عنهم ويشغلها فيما بينها. فها قد جربتم أن أقمتم دولتكم على أساس مذهبي طائفي قومي وحملتم مشروعكم الطائفي القومي في المنطقة، فماذا جنيتم من ذلك غير الضعف والهوان كبقية حكام العرب والمسلمين؟!
أم أنكم تظنون أنّ بكلماتكم الجوفاء عن الوحدة والمقاومة والصهيونية والشيطان الأكبر قد حققتم شيئا لكم أو للأمة الإسلامية التي تنتظر كل مخلص غيور لينقذها مما فيه من ذل وهوان؟! وهل تنتظرون حتى يتكالب عليكم الغرب ويرميكم عن قوس واحدة استجابة لربيبته دولة يهود، لتصبح إيران عراقا جديدا يموت فيها الملايين من الأطفال والشيوخ والنساء، حتى تكتشفوا بأنّ الغرب هو عدوكم الأول والأخير؟!!
يا حكام إيران:
أنتم واهمون إذا ظننتم أنكم من خلال صفقات سرية مع الدول الكبرى، وبالذات أمريكا، تستطيعون أن تبنوا مشروعكم الطائفي القومي، مستغلين الفراغ السياسي الموجود في المنطقة، ذلك أنّ هذا الفراغ لن يطول أمده، والأمة اليوم تسير حثيثاً لملء هذا الفراغ بمشروع الأمة الأوحد، الخلافة الراشدة على منهاج النبوه، تلك الدولة الراشدة التي ستجمع كل المسلمين بغض النظر عن أعراقهم ومذاهبهم، لتسوسهم بأحكام الإسلام العادلة وتسير بهم لنشر نور الإسلام في العالم وأخذ قيادة البشرية.
فلا تعمى بصائركم وأبصاركم عن إدراك أنّ المستقبل قطعاً لهذا الدين وأنّ أمريكا والدول الاستعمارية الكبرى إلى زوال، فعزكم هو كعز أجدادكم الأبطال من خلال إقامة دولة الإسلام وليس من خلال مشاريع قومية مذهبية لا تساهم إلا في تفتيت المسلمين وتقوية أعدائهم.
يا حكام إيران:
إنّ الله سبحانه وتعالى قد حرّم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرّما، فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً"، لذا فإننا ننصحكم قبل أن يفوت الأوان بأن تتوقفوا عن مشاركة نظام بشار في ذبح أهل سوريا ومحاربة الإسلام فيها، وأن لا تسجلوا على أنفسكم وصمة عار لا تمحى إلى الأبد، وما ابن العلقمي عنكم ببعيد. فانحازوا إلى الإسلام ومشروع الأمة العظيم، ودعوكم من التعلق بالغرب وحباله التي هي أوهى من بيت العنكبوت.
اللهم إنّا قد بلّغنا فاشهد.
(وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)
التاريخ الهجري :19 من رجب 1433هـ
التاريخ الميلادي : السبت, 09 حزيران/يونيو 2012م
حزب التحرير
أستراليا