الثلاثاء، 22 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أيها الشباب الشجاع الواعي المخلص!

نظام الدولة الحالي هو أبعد ما يكون عن الإصلاح! انضموا إلى العمل لإعادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة لتغيير هذا النظام جذريا

 

أنتم تمرون الآن بأوقات صعبة، غير مستقرة ومرهقة للغاية؛ بسبب ارتفاع معدلات البطالة وسوء الإدارة في قطاعي النقل والتعليم، وأصبحتم هدفاً لما يسمى بـ"الحرب على الإرهاب" التي هي في الواقع حرب على الإسلام، وهدفاً لإجراءات القمع التي فرضتها الطبقة الحاكمة. لقد سعيتم جاهدين لتخرجوا أنفسكم من هذه الحالة البائسة، واهتزت عروش الحكام من الحركات النضالية التي طالبتم فيها بحقوقكم ودعوتم لإصلاح نظام الدولة، ما جعل الرعب يدبّ في صدور الطبقة الحاكمة الحالية، فسعت لحرفكم بشتى الوسائل الملتوية، مثل إعطاء الوعود الكاذبة والتخويف والقمع.

 

حاولت الحكومة الحالية خداعكم من خلال تقديم نفسها كحكومة "صديقة للشباب"، وفي تشرين الأول/أكتوبر 2018م، ناشدت الشيخة حسينة مباشرة الشباب للتصويت في الانتخابات العامة وأعطتهم وعودا كبيرة، حيث قالت: "يمكنني أن أخبركم من دون أي تردد، أنه لن يكون هناك جوع وفقر بحلول عام 2020م"، وقبل عشر سنوات، خدعكم هذا الحاكم نفسه من خلال شعارات مثل: "وقت التغيير" و"بنغلادش الرقمية"، وقدم لكم وعوداً زائفة بإيجاد فرص عمل في كل أسرة، وبدلاً من السعي لتحقيق آمالكم وتطلعاتكم، قمعتكم هذه الحكومة بوحشية، وتنكرت حتى لمطالبكم الأساسية. وفي العام الماضي، عندما احتجت مجموعة من طلاب الجامعات على نظام الحصص غير العادل، شهدتم كيف قمعتهم الحكومة، وبالمثل، فإنه عندما احتج طلاب المدارس للمطالبة بطرق آمنة، فإنه وبدل اتخاذ إجراءات وتدابير ضد الوزير الفاسد أو ضد نقابة مالكي النقل الانتهازيين، أرسلت الحكومة البلطجية والشرطة لقمع الطلبة، وهكذا فإنه حتى تلاميذ المدارس الأبرياء ليسوا في مأمن من القمع الوحشي لهذه الحكومة. من ناحية أخرى، فإن بعض الإيماءات مثل التبرع بخمس حافلات لطلاب إحدى الكليات، أو وضع حجر أساس لبناء جسر، ما هي إلا استهزاء بعقولكم!

 

أيها الشباب! لقد دأبت الحكومة على قمعكم من خلال سياساتها الفاشلة، ونظام الحكم الفاسد، ما حوّل حياتكم إلى بؤس ودمر مستقبلكم. لقد تغلغل الفساد في كل جزء من نظام التعليم، فمثلا تم تسريب أوراق الأسئلة الخاصة بالامتحانات الوطنية، وتم تغيير النتائج من خلال الرشوة، مما يثبت أن المال أكثر أهمية من الكفاءة والحصول على نتائج جيدة! وقد تسبب هذا في تدهور مستويات التعليم بشكل عام. كما وتعلمون أن العديد من الطلاب يُدفعون للانتحار بسبب نظام التعليم المنحاز، الذي لا يجلب إلا اليأس، ويتم حرمان المؤسسات التعليمية الحكومية عن عمد من الدعم المالي والتسهيلات، ليضطر الطلاب للتسجيل في المؤسسات الخاصة، التي هي آلات لصنع المال لأصحابها الذين هم من الطبقة الحاكمة والرأسماليين من رجال الأعمال. وهم يسرقونكم وعائلاتكم من خلال رسوم ثابتة بذريعة "جودة التعليم" ويستخدمون هذه الأموال ليعيشوا حياة مترفة ولإرسال أبنائهم للخارج للدراسة في الجامعات الأجنبية. ومن ناحية أخرى، تكافحون أنتم لسداد تكلفة تعليمكم. وحتى بعد الاستثمار الكبير في تعليمكم، فإنكم تكافحون للحصول على وظيفة لائقة بعد التخرج. ومن كان منكم عنده الجرأة الكافية لاستثمار مدخرات والديه للبدء بعمل شريف، يجد نفسه غير قادر على المنافسة مع الشركات الكبيرة التي لها امتيازات كبيرة بسبب الفساد وعلاقاتها مع الحكومة. ونتيجة لذلك، غرق الشباب في البطالة، وأصبح غير قادر على مواجهة هذه الأزمات، والكثير منهم يلجأون إلى الإدمان وحتى الانتحار.

 

مع ذلك، فإنه ليس الشباب فقط من يكابد ضنك العيش في ظل النظام الحالي، فالفساد مستشرٍ في القطاعين العام والخاص، وتزايدت الفجوة بين الفقراء والأغنياء، وعدد كبير من السكان باتوا يعيشون ظروفاً رهيبة وغير آمنة، وتكاليف الرعاية الصحية لم تعد تحتمل، وكذلك تكاليف المعيشة المتزايدة... كلها من المشاكل التي يقاسيها جميع الناس تحت هذا النظام الظالم.

 

أيها الشباب! إن هذه المشاكل التي أوجدتها هذه الدولة الفاسدة هي ثمار الشجرة السامة النظام الرأسمالي الذي فرضه علينا الكفار الغربيون، وهو النظام الذي يضمن تمركز المال والسلطة في أيدي قليل من الناس، وهذه الطبقة الحاكمة والنخبة الاقتصادية التي تنتفع من المحسوبية هي أقل من 1٪ من عدد السكان، وهي التي تصوغ القوانين والسياسات بما يضمن تأمين مصالحها واستغلال الناس. نتيجة لذلك، فإن الأثرياء يزدادون ثراء وقوة، بينما يظل بقية المجتمع يكابد ضنك العيش ويناضل لتحصيل حقوقه الأساسية. أخيراً، فإنه عندما يُجبر الناس على الخروج إلى الشوارع، تحبط الحكومة هذه المطالب المشروعة باستخدام الأكاذيب والخداع والقمع. أيها الشباب! إن النظام الحكومي الرأسمالي القائم على العلمانية لا يمكن إصلاحه، بل يحتاج تغييراً جذرياً وشاملاً.

 

أيها الشباب الاتقياء! إنّ الحل لجميع مشاكلنا يكمن في الإسلام كنظام حكم، أي الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بالعمل لإقامتها، وهي السبيل الوحيد لتخليص أنفسنا من هذه الحالة المزرية، فهي التي تنهض بنا كدولة رائدة على ظهر هذه البسيطة، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِيناً... ومن هذه الحلول التي بينها الإسلام:

 

أولاً: بغض النظر عن دين الرعية وعرقهم، فإن الخلافة ملزمة من الناحية الشرعية بضمان الحقوق الأساسية لهم، من المأكل والمسكن والتعليم والصحة والأمن... قال رسول الله ﷺ: «الْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» البخاري ومسلم، ومن خلال ضمان الحاجات الأساسية للإنسان، تضمن الدولة عدم استنزاف الجهود لتحصيل لقمة العيش، وبالتالي يتم استغلالها مع الإمكانات من أجل بناء دولة رائدة.

 

ثانيا: ستلغي الخلافة نظام التعليم الطبقي الموجود اليوم، وستنشئ نظاماً للتعليم الابتدائي والثانوي بالمجان، يكون الهدف منه بناء شخصيات إسلامية، وتعليم الطلاب المعرفة العامة التي تلزمهم في حياتهم العملية، والعلوم التي يحتاجونها لبناء أسس قوية لمواصلة تعليمهم العالي.

 

ثالثا: ستبني الخلافة نظاماً للتعليم العالي ذا جودة عالية، وترصد له الأموال الكافية ليكون على أساس البحث العلمي الذي سيجعل من الدولة دولة قوية ورائدة، كما أنها ستوفر أجواء في المجتمع تسهل التعلم.

 

رابعاً: سيتم إعادة تعريف الموارد المعدنية مثل اليورانيوم والفحم والغاز والنفط... كممتلكات عامة، وسوف تستخدم الخلافة موارد هذه الخيرات من أجل بناء البنية التحتية والطرق السريعة والجسور...الخ، وكذلك لتوليد الكهرباء الرخيصة، وستستخدم الدولة هذه الموارد من أجل ضمان مستوى معيشة كريم لرعاياها.

 

أيها الشباب الواعون! كانت الأمة الإسلامية على مدى مئات السنين، في ظل دولة الخلافة، القوة الرائدة في العالم، على المستوى العسكري والفكري والعلمي والحكم والاقتصاد والصناعة... وجميع جوانب الحياة الأخرى. ومن أجل الوصول إلى تلك المكانة من القيادة، كان دور الشباب المسلم هو الدور الأكثر حيوية، وتاريخ هذه الأمة حافل بإنجازات الشباب مثل محمد الفاتح، الذي كان يناهز 21 عاماً عندما حقق بشارة رسول الله ﷺ وهزم الرومان وفتح القسطنطينية التي أصبحت عاصمة الخلافة الإسلامية، ومثل طارق بن زياد الذي غزا إسبانيا وهو في الـ17 من عمره، ومحمد بن القاسم الذي هزم رجا ضاهر لترسيخ أسس متينة للإسلام في شبه القارة، في سن الـ18. هذا هو تاريخكم الحقيقي أيها الشباب المسلم، فانطلقوا وانضموا إلى الكفاح من أجل إعادة الخلافة واستعادة مجدكم الضائع!

 

أيها الشباب الواعي والشجاع! إن الطبقة الحاكمة ضد كل من يناضل من أجل تحقيق حقوقكم، لديها موقف واحد فقط هو رفض مطالبكم المشروعة، لإحباط الجهود التي تبذلونها، واستنزاف طاقاتكم الكامنة فيكم؛ لذلك، ينبغي أن يكون برنامجكم السياسي واحداً فقط، وهو الإطاحة بهذه الطبقة الحاكمة الفاسدة والنظام الديمقراطي الحاكم، فهذا النظام لا يفرّخ إلا مثل هؤلاء الحكام الطواغيت، بالتالي فإنه من غير المجدي جعل مطالبكم إصلاح النظام. إن هذه الحكومة الفاسدة خائفة من قوتكم بعد أن هزت أركانها تحركاتُكم، فاعلموا أنه بإمكانكم الإطاحة بها، لذلك وظفوا جميع طاقاتكم من أجل إزالة الحكام الحاليين للوصول إلى الهدف النهائي المتمثل بإعادة الحكم بنظام الخلافة، فهو الطريق الوحيد للتحرير. دعونا نرفع شعاراً وحيداً هو: "الشباب يريدون إسقاط نظام الطاغية، الشباب يريدون خلافة إسلامية". نحن في حزب التحرير ندعوكم لتحقيق هذا الهدف، فتوحدوا في المطالبة بإزالة هذا النظام الديمقراطي الكافر وانضموا إلينا في الصراع الفكري والكفاح السياسي لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ.

 

 

 

التاريخ الهجري :26 من رمــضان المبارك 1440هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 31 أيار/مايو 2019م

حزب التحرير
ولاية بنغلادش

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع