بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الناس! ارتفاع أسعار الديزل والكيروسين هو أحد نتائج السياسة الاستبدادية لنظام حسينة، عميل الرأسماليين، والسبيل الوحيد للتحرر من طغيان النظام هو بإقامة الخلافة
دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن، زعيم الدول الرأسمالية، في قمة المناخ، دعا إلى رفع ما يسمى بدعم الوقود، وعلى الفور رفع نظام حسينة أسعار الديزل والكيروسين بنسبة 23٪، وجاء هذا الرفع على الرغم من عناء الفقراء والطبقة الوسطى في بنغلادش من مشاكل اقتصادية لا تطاق في أعقاب جائحة كورونا، حيث يسحقهم ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وأدى ارتفاع الأسعار هذا إلى نقل معاناة عامة الناس إلى دركات سحيقة من المعاناة. وقد شاهدتم أيضاً كيف أنه في إشارة ضمنية من الحكومة، أخذ أصحاب المواصلات الناس رهائن وزادوا أجور الحافلات بنسبة 26٪ وأجرة المواصلات العامة بنسبة 39٪. ووزراء هذه الحكومة، الذين اشتروا منازل وسيارات خارج البلاد بمساهمة من اتحاد مالكي وسائل النقل، جعلوا الناس فريسة لجشع أصحاب النقل. وأيدت قيادة المعارضة في الحزب الوطني البنغالي إضراب أصحاب النقل الذين طالبوا برفع الأجرة، ومن ناحية أخرى، ذرفوا دموع التماسيح على الناس من خلال الاحتجاج على ارتفاع الأسعار. وكانت الأسعار قد ارتفعت في الآونة الأخيرة، حيث ارتفع سعر التجزئة لغاز البترول المسال بنسبة 22٪ بناءً على طلبات عدد قليل من رجال الأعمال من "مصاصي الدماء" من مستوردي الغاز المسال، ومن مصنعي الأسطوانات، وأصحاب مصانع التعبئة. وبهذه الطريقة، تتبنى هذه الأنظمة الظالمة، عملاء الرأسماليين، سياسات الاستبداد من أجل خدمة مصالح الرأسماليين، غير مكترثين بمصالح الناس.
تدّعي الحكومة أنه ليس لديها خيار سوى زيادة سعر الديزل والكيروسين في البلاد بسبب ارتفاع أسعار الوقود في السوق العالمية؛ ومع ذلك، فإن الحكومة نفسها تجمع ضريبة القيمة المضافة والتعريفات والضرائب التجارية بنسبة 30٪ على الوقود. والدول الرأسمالية تستخدم منظمة (أوبك بلس) كارتل منتجي النفط، للسيطرة على السوق الدولية والتلاعب بها. وتستحوذ الشركات الرأسمالية (شل، بريتش بتروليوم، إكسون موبيل...إلخ) على ملكية معظم المنتجات البترولية في العالم من خلال اتفاقيات وعقود مختلفة، ثم تبيع منتجاتها في جميع أنحاء العالم بأسعار باهظة، ثم تفرض الأنظمة من عملاء الرأسماليين، الضرائب على أثمان تلك السلع. وهكذا تستغل الدول والشركات الرأسمالية وأنظمتها العميلة الناس من خلال طرح أسعار مرتفعة للنفط والغاز، وهذه هي السياسة الرأسمالية.
أيها الناس! في ظل دولة الخلافة، توفّر أحكام الشريعة الإسلامية ذات الصلة بالطاقة والضرائب حلاً واضحاً وفعالاً يزيل هذا العبء اللاإنساني عن كاهل الناس من خلال منع ارتفاع أسعار النفط والغاز، ومن هذه الأحكام الشرعية:
أولاً: حرّم الإسلام خصخصة النفط والغاز، حيث قال رسول الله ﷺ: «الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ فِي الْمَاءِ وَالْكَلَإِ وَالنَّارِ وَثَمَنُهُ حَرَامٌ» سنن ابن ماجه. وبحسب هذا الحديث فإن النفط والغاز يعتبران من الممتلكات العامة أي أنها للناس مجتمعين. ولا يمكن لأي فرد أو شركة أو دولة امتلاك هذه الأصول. ومهمة الدولة هي توزيع هذه الموارد على الناس أو تنفق عائداتها على خدمات ورفاهية رعايا الدولة.
ثانياً: يحرّم الإسلام فرض الضرائب والرسوم على السلع الأساسية كالنفط والغاز، قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ صَاحِبَ الْمَكْسِ فِي النَّارِ» أحمد.
أيها الناس! قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ ولا شك أن النظام الحالي، عميل الرأسماليين، نظام ظالم، لأنه لا يحكم بالإسلام، بل يضطهد الناس باستمرار بدفع من النظام الرأسمالي العلماني. فواصلوا احتجاجاتكم ضد اضطهاده، وتذكروا أنه كلما تكيفتم مع الاضطهاد، يزيد النظام منه. ومن واجب كل مسلم أن يحتج على أي سياسة قمعية للنظام الظالم، روي «أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ ﷺ وَقَدْ وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ: أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ» النسائي.
أيها المسلمون! إنّ السبيل الوحيد للتحرر من هذا الاستبداد والقمع، بما في ذلك النجاة من لظى ارتفاع أسعار النفط والغاز، هو بالعمل لإرساء حكم الإسلام في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. لذلك كان واجبا عليكم الإطاحة بنظام الطاغية حسينة، عميلة الرأسماليين والنظام الرأسمالي الديمقراطي، وهو مصنع إنتاج هؤلاء الحكام العملاء، فاعملوا لإقامة دولة الخلافة مع حزب التحرير وتحت قيادته الرشيدة. ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.
التاريخ الهجري :7 من ربيع الثاني 1443هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2021م
حزب التحرير
ولاية بنغلادش