الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نصيحة من حزب التحرير إلى الجالية الإسلامية بعد حادثة القتل في ووليش

 

(مترجم) 

 

 

لقد شهدنا مثل هذا الأمر من قبل. ولكن بعد الاستماع إلى ردود الفعل، فإنه يبدو من الانطباعات الأولى أن قلة من الناس قد تعلموا شيئا بنّاءً، وأن الكثيرين سيستخدمون هذا الحادث لتحقيق مكاسب سياسية.


ففي الـ 24 ساعة الماضية شهدنا تغطية إعلامية واسعة، واصطفافَ عددٍ لا يحصى من المعلقين والسياسيين وناطقين نصبوا أنفسهم للحديث عن الإسلام و'التطرف'.


فقد وصفت وسائل الإعلام هذا القتل كعمل من أعمال "الإرهاب" ضد شعب بأكمله! رغم أن مظهره أنه عمل دموي مقصود من شأنه أن يهزّ أي إنسان حريص على النفس الإنسانية. للأسف، فإن وصف بعض أعمال العنف 'بالإرهاب' والبعض الآخر 'بالهجمات المقصودة" أو "الأعمال الدفاعية' تؤكد على حقيقة أن الكثير من التعليقات إنما هي للدعاية.


يخرج علينا القادة السياسيون ليقولوا إنهم لن يرعبهم 'الإرهاب'، ولكنهم بعد ذلك يعطون الانطباع بأنه يجب أن يكون كل شخص مرعوباً - بحديثهم عن تعليمات للجنود بأن يرتدوا خارج الخدمة ملابس مدنية بدلا من الزي الرسمي. لن نفاجأ إذا ما مضوا قدما في تطبيق بعض التدابير الأمنية المشددة، مما سيؤدي إلى تفاقم مخاوف الناس العاديين بأنهم عرضة لخطر موت فوري من عدو خفي!


في اندفاعهم للتعليق على الحدث قبل أن تتضح الحقائق، يحتج بعض المسلمين المذعورين بأنهم أبرياء - فيؤكدون بدون قصد الحكاية الكاذبة بأن الجالية المسلمة لم تقم بما يكفي لمنع هذا النوع من الهجوم. بينما هم ليسوا ملزمين أن ينأوا بأنفسهم عن مثل هذا الحادث كأنهم مسؤولون عنه.


يستخدم المتعصبون اليمينيون الحادث لشن هجوم واسع على المسلمين والمهاجرين و"الشريعة الزاحفة" - بينما قارن النائب جورج غالاوي بطريقة ما الحادث بأولئك الثائرين ضد الأسد في سوريا! في غضون ساعات، يبدو أن كل واحد يجني مكسباً سياسياً من هذا الحادث، قبل أن تتأكد كل الحقائق بالفعل.

أمام هذا الوضع المعقد يمكننا أن نعرض النقاط التالية:

1. سيُستخدَم هذا الحادث مرة أخرى لإسكات منتقدي السياسة الخارجية للمملكة المتحدة ولوصف المسلمين المتدينين بالمتطرفين.


إن الحكاية التي تم نسجها خلال ال8 سنوات الماضية في المملكة المتحدة هي أن السياسة الخارجية للحكومة البريطانية ليست سبب الإرهاب. وتم بدلا من ذلك نسج مقولة أن المسلمين الذين لديهم شكوى حول السياسة الخارجية أو الذين هم أكثر تدينا هم الخطرون.


وسيوصم، بحماس أكثر، أولئك المتدينون الذين يحملون وجهات نظر إسلامية أصولية، بأنهم 'متطرفون' على طريق إلى الإرهاب، وأن أولئك الذين ينتقدون بطريقة قانونية السياسات الاستعمارية العدوانية في العالم الإسلامي بأنهم يسوّقون مبدأً منحرفاً يلزم التصدّي له من جذوره.


نحث المسلمين على مقاومة هذا الضغط. وفي الوقت الذي يلزم أن نوضح للجميع أن الإسلام يعتبر قتل النفس البريئة حراماً، فإن من الخطأ أن نصمت على المظالم حيثما رأيناها. ينبغي أن لا يسمح المرء للتغطية الإعلامية المتعصبة أن تسكتنا عن النقد والعمل على القضاء على آفة الاحتلال والاستعمار في العالم الإسلامي وتوحيد الأمة الإسلامية في ظل دولة الخلافة الإسلامية.


يقول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا.) [سورة الأحزاب 33:70].


إذا لم يكن هذا اليوم للحديث عن السياسة الخارجية أو المظالم في البلاد الإسلامية، فلن يكون الغد يوم سكوتنا عن مثل هذه الأمور. والحديث عن مثل هذه الأمور بطريقة سياسية وفكرية ليس 'تطرفاً'، ولكنه جزء مما يرشد ديننا إليه من إنكار المنكر.


كما لا يحق للمسلمين أن يخجلوا مما يقوله الإسلام بالفعل عن الحرب والسلام، والقتال والمسائل السياسية - فيسمحون بذلك شغل الفراغ في هذا الأمر من قبل أناس يبررون كل عمل من أعمال العنف من خلال الإسلام، أو آخرين يقولون إنه ليس لدى الإسلام ما يقوله عن مثل هذه الأمور.


يجب أن تكون كلماتنا صريحة ولكنها ليست فظة، وصادقة ولكنها لا تثير مخاوف الناس وحساسياتهم.

2. سوف يستخدم هذا الحادث لبثّ الخوف من الإسلام بين الناس العاديين في المجتمع، وإثارة الكراهية وتسويق الخرافات.


يحصل الرجال والنساء العاديون في المملكة المتحدة على معلوماتهم عن الإسلام من قوالب نمطية ذات دوافع سياسية في وسائل الإعلام - ومن أشخاص مأجورين أو تروجهم وسائل الإعلام ليقولوا لهم إن 'الإسلاميين' (ويعنون بهم أولئك الذين ينظرون إلى الإسلام كعلاج لكل شؤون الحياة) هم غيلان اليوم.


عندما يتعامل المسلمون المخلصون في كل أنحاء المملكة المتحدة مع الناس بناء على وجهة نظر صادقة وكاملة عن الإسلام - من خلال أفكارهم وأفعالهم - فإن الشخص العادي في المملكة المتحدة، رجلاً كان أو امرأة، سيكون لديه فرصة لفهم شيء مختلف (عما يروجه الإعلام).


واجبنا كمسلمين في الغرب أن نحمل هذا الدين ونشرحه بطريقة صادقة للجاهل به والمضلّل عنه.


يجب أن نفتح مساجدنا وندعو الجيران لسماع الحديث عن الإسلام - ونكون على استعداد للرد على أسئلة غير المسلمين الصعبة.


يجب علينا إرشاد جاليتنا كيف يكونون قادرين على الإجابة على هذه الأسئلة الصعبة - لا أن نخجل منها، أو أن نخترع إسلاماً يكون متوافقاً مع الأفكار العلمانية الليبرالية، ظنّاً منّا بأن هذا سيرضيهم.


يجب علينا التمسك بالقيم الإسلامية النبيلة حتى يرى الناس من خلال حياتنا الشخصية النموذج لهذا الدين الجميل.


يجب علينا ألاّ نقع في الفخاخ المنصوبة لنا، فنصبح أسرى جدول أعمال العنصريين من اليمين المتطرف فنتورط في صراعات مع أناس هم في الأساس جاهلون - بينما يخبرنا الله سبحانه وتعالى بأن عباد الرحمن هم... (... الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا، وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا.) [سورة الفرقان 25:63]


وينبغي أن يكون دورنا حمل الدعوة، كما أمر الله: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ.) [سورة النحل 16:125]

والخلاصة:


هذه هي نصيحتنا الصادقة. يستطيع المسلم الذي يتمسك بدينه بإخلاص وثبات أن يتطلع في مثل هذه الأوقات الصعبة إلى الله عز وجل لنصرته.


ومع ذلك، فإن نصيحتنا الصادقة لكل من ينحرف عن هذا الدين- فيقوم بأعمال من أي نوع، سواء كانت سياسية أو مادية، تتعارض مع شرع الله - سواء بدافع الخوف من الآخرين أو للحصول على بعض المغانم الآنية أو للانتقام، أو لأي سبب آخر - أنه لن يتوقع شيئاً سوى المهانة.


(فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ.) [سورة التوبة 9:129]

 

 

 

التاريخ الهجري :13 من رجب 1434هـ
التاريخ الميلادي : الخميس, 23 أيار/مايو 2013م

حزب التحرير
بريطانيا

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع