بسم الله الرحمن الرحيم
( أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ )
قضت محكمةٌ عسكرية في باكستان وَفْقَ أوامر قائد الجيش كياني؛ قضت بالحكم على العميد علي خان خمسَ سنوات، وعلى الضباط الأربعة الآخرين حتى ثلاث سنوات.. وكان قرارُ المحكمة في 3/8/2012 بعد مدة اعتقال بلغت نحو خمسةَ عشر شهراً!
أما التهمةُ فلأنها رأتهم يؤمنون بالإسلام، ويحملون آراء إسلامية مثل تلك التي يحملها حزبُ التحرير الذي يعملُ لاستئناف الحياة الإسلاميةِ بإقامة الخلافة الراشدة.. ويعملُ بقوةٍ مع المسلمين في باكستان ضد احتلالِ أمريكا لأفغانستان.. ويستنكرُ بشدةٍ الإمداداتِ الأمريكيةَ من أراضي باكستان إلى القوات المحتلةِ في أفغانستان... ويحشدُ الرأيَ العامّ بفاعليّةٍ ضد العدوان الأمريكي على المناطق الحدودية بالطائرات دون طيار...!
لقد عدَّتْ المحكمةُ هذه الأمور أدلةً (دامغةً) بأن أولئك الضباط على عَلاقةٍ بهذا الحزب الذي قالت عنه: (إنه حزبٌ محظور)!
هكذا هي التهمة، وتلك هي الصلة بالحزب، وذلك هو الحكم!
إن الذي نسيه كياني وزمرتُه وزرداري وزبانيتُه، هو أن المؤمنين بالإسلام الذين يحملون آراء إسلامية مثل التي يحملها حزب التحرير هم منتشرون في الجيش الباكستاني، فإن حُبَّ الجيش الباكستاني للخلافة، ومقاومتَه الشديدةَ لعدوان أمريكا واحتلالِها لأفغانستان، ورفضَه تزويدَ القوات المحتلة في أفغانستان بالمؤن والسلاح عبر باكستان، هو أمرٌ متغلغلٌ في أعماق غالب جنود الجيش الباكستاني المسلم، ولا يشذُّ عن ذلك إلا كياني وعصابتُه وأشياعُه.. وإذا كان هذا الحبُّ عند الجنود للإسلام، والعداوةُ لأمريكا وللاحتلال، هو دليلَ اتهام الضباط الخمسة بالعَلاقةِ مع حزب التحرير، فليس إذن هم ضباطاً خمسةً في الجيش الباكستاني، بل هم كثيرٌ كثيرٌ من الجند المخلصين في الجيش الباكستاني، يُقِضُّونَ مَضْجَعَ زرداري وكياني وأشياعهم، ويجعلونهم ينامون ويقومون على هاجس حزب التحرير، وعلى الخوف من الجند المخلصين، وعلى الفزع من صوت الخلافة القادمة بإذن الله وأنف أعداء الإسلام راغم... وعندها يذوقُ الكفار المستعمرون وعملاؤهم وَبالَ أمرهم: خزياً في الدنيا، ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون، أو يعقلون، أو يفقهون!
أما الناطقُ باسم كياني في المخابرات العسكرية الباكستانية الذي صرّح لوسائلَ إعلاميةٍ قائلاً: (إن حزب التحرير هو مجموعةٌ من الخارجين عن المجتمع)، فهو حقاً فاقدٌ للبصر والبصيرة، وإلا فكيف تكونُ الخلافةُ غريبةً عن باكستان، أو هي خارجةً عن المجتمع؟ وكيف يكون دعاتُها خارجين عن المجتمع، وباكستان قد نشأت، أول ما نشأت، نشأةً إسلاميةً للحكم بالإسلام، ونشأ جيشها جيشاً إسلامياً يحمي أرض الإسلام؟! وأما تلك القياداتُ النشاز، كياني وزرداري وأشياعُهم، فهم الغرباء عن أرض الطُّهْرِ باكستان، غرباءُ عن أهل باكستان الصادقين، غرباءُ عن أمة الإسلام، خارجون عن المجتمع في باكستان، وإنهم لزائلون كما زال أشياعُهم من قبل، وهذه سنةُ الله في الظالمين، مجموعةً كانوا، أو قريةً، أو سلطةً، وإذا أخذهم اللهُ فإنّ أخذه أليمٌ شديدٌ (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)، وإذا أخذهم القويُّ العزيزُ لم يُفْلِتْهُمْ كما قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: (إنَّ اللهَ لَيُمْلِيْ لِلظَّالِمِ، حتى إِذَا أَخَذَهَ لَمْ يُفْلِتْهُ).
نحن ندرك أن كياني قد أراد باعتقال الجند المخلصين للإسلام والمسلمين أن يُرضي أمريكا بذلك، ويقدِّم لها براهينَ الولاء والطاعة بأنه يُزيلُ من وجهها كلَّ جندي صادق الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين.. ظانّاً أنه بهذا يقطع الصلة بين ما يعمل له حزب التحرير من استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة، وبين الجند المخلصين الذين يتوقون للخلافة وحُكْمِ الإسلام.. لقد ظنّ ذلك، ونسي أن ظنّه سيُرديه، بل أرداه، وسيقعُ في شر أعماله في صبحٍ ليس ببعيد (أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ).
إن حزبَ التحرير هو حزب سياسي مبدؤه الإسلام، معه ومنه كلُّ جنديٍّ مسلمٍ يؤمن بالإسلام، ويعملُ لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة، وهؤلاءِ الجند ليسوا خمسةً بل هم (خمسات متواليات)، ستأتي بإذن الله كياني وزرداري وأشياعَهم من حيث لم يحتسبوا، وما يعلم جنود ربك إلا هو.
(وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)
التاريخ الهجري :18 من رمــضان المبارك 1433هـ
التاريخ الميلادي : الإثنين, 06 آب/أغسطس 2012م
حزب التحرير