بسم الله الرحمن الرحيم
تركستان الشرقية لا "معتصم" لها!
هذا اليوم الجمعة 10/7/2009، هو اليوم السادس من الاعتداءات الوحشية على المسلمين في تركستان الشرقية التي تقوم بها قوات الحكومة الصينية وعصابات "الهان" المدعومة بتلك القوات، حيث قُتل من المسلمين نحو مئتين وجرح المئات... ثم كانت قمة العدوان على المسلمين أن منعت السلطة صلاة الجمعة، فأغلقت المسجد الرئيس في أورومتشي عاصمة الإقليم الذي تسميه الصين شينج يانغ، بدل اسمه الحقيقي "تركستان الشرقية"، الذي يشكل مع دول آسيا الوسطى "تركستان" التي فتحها المسلمون في القرن الأول الهجري، بداية القرن الثامن الميلادي...ثم استولت عليه الصين بالقوة منتصف القرن الماضي "1949م".
أيها المسلمون: ما الذي يجعل الصين وغير الصين تجرؤ على احتلال بلاد المسلمين؟
وما الذي يجعل الصين وغير الصين تجرؤ على البطش بالمسلمين، والعدوان الوحشي الدموي عليهم؟
ما الذي يجعل المسلمين هم "النقطة الأضعف" فيعتلي صرحها كل معتد أثيم؟
وما الذي يجعل المسلمين نهباً لكل طامع، ومركباً سهلاً يمتطيه كل من هب ودب؟
ما الذي يجعل النظر لا يقع في أرض الإسلام إلا على الدماء الزكية المسفوكة، من الشيوخ والنساء والأطفال،
وإلا على استغاثات الثكلى واليتامى، وإلا على الفرقة والتمزيق، وتحكم العدو والصديق؟
ثم ما الذي يجعل المسلمين في فقر وفاقة؟ مع أن بلادهم هي بلاد الثروة والطاقة؟
أيها المسلمون: ليس من سبب سوى سببٍ واحد، يدركه كل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد:
إن المسلمين فقدوا الراعي الذي يرعى شئونهم، ويحوطهم بنصحه،
فقدوا الإمام الذي يُتقى به ويقاتل من ورائه، كما قال صلوات الله وسلامه عليه:
« إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» أخرجه مسلم،
فقدوا الخليفة الراشد الذي يحمي بيضة الإسلام، ويحرس الثغور،
فقدوا المعتصم الذي يستجيب استغاثة المستغيثين، ونداء المظلومين، وصرخات المقهورين!
إن المسلين اليوم هم فوق المليار ونصف، ولكنهم بلا دولة تحكم بما أنزل الله وتجاهد في سبيل الله، بل إن حكامهم يحكمون بكل شيء إلا الإسلام، ويقاتلون كل شيء إلا أعداء الله ورسوله والمؤمنين، يرون ويسمعون ما يحدث في تركستان الشرقية، ولا يتحركون لنصرتهم، بل هم صمٌ بكمٌ عميٌ لا يعقلون، وأمثلهم طريقة من يقول أقوالاً لها صوت كفارغ بندقٍ يخلو من المعنى ولكن يفرقع، ويزعم أنه يحسن صنعاً...
هكذا أصبح المسلمون بفعل حكامهم: في العدد كثير وفي الوزن قليل، غثاء كغثاء السيل، فصح عليهم قوله صلوات الله وسلامه عليه: « ... بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ» رواه أبو داود
أيها المسلمون: لقد فتح القائد المسلم قتيبة بن مسلم الباهلي تركستان بشقيها: الغربية "آسيا الوسطى"، ففتح مدنها الكبرى "بخارى وسمرقند"، في سنة 94 هـ، ثم اتجه بعد ذلك إلى الشرق حتى وصل "كاشغر" التي كانت آنذاك عاصمة تركستان الشرقية التي تسميها الصين اليوم "شينج يانغ"، فأكمل فتحها سنة 95 هـ، ثم وقف على أبواب الصين بجيشه مُقْسِماً أن يطأ أرض الصين، فسمع به ملك الصين، فأصابه الرعب والذعر، وأرسل إلى القائد المسلم يفاوضه على أن يدفع له الجزية، ويرسل له تراباً يطؤه ليبر بيمينه... هكذا كانت عزة الإسلام والمسلمين! لقد كان المسلمون أعزاء بربهم، أقوياء بدينهم، صرحاً شامخاً وجداراً منيعاً لا يجرؤ على المساس به، بل على الاقتراب منه، أحدٌ يريد شراً بالإسلام والمسلمين.
أيها المسلمون: إن فيما تلقونه في بقاع الأرض، لكافٍ أن يجعلكم تتدبرون وتتفكرون في المسير والمصير، أو يحق عليكم القول:
( أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ).
إن حزب التحرير يدعوكم للعمل الجاد المجّد لنصرته لإقامة الخلافة، فتعود الأمةُ خيرَ أمة أخرجت للناس، وتعود الدولةُ هي الدولةَ الأولى في العالم، فتقطع العنق التي تتطاول على الإسلام والمسلمين، وتبتر اليد التي تمتد إليهم بسوء... وعندها يكون لتركستان، وغيرها من أرض الإسلام، معتصمٌ يجيب استغاثتها، وينتقم لها ممن ظلمها، وتشرق الأرض بنور الخلافة من جديد، ( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ )
التاريخ الهجري :17 من رجب 1430هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 10 تموز/يوليو 2009م
حزب التحرير