الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

أكاذيب وسموم أوباما بثها بين المضبوعين بالثقافة الأمريكية!

لقد رفض معظم أبناء الأمة في أنحاء البلاد، تُمثِّلهم حشود متنوعة؛ من العلماء، وأساتذة الجامعات، والمفكرين زيارةَ أوباما باحتجاجات حاشدة في أنحاء المدن المترامية الأطراف، من مشارق البلاد ومغاربها، إلا أن نفراً من عملاء أمريكا قد رحبوا بزيارته، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، وقنوات التلفزة التابعة للسلطة والسائرة خلفها، حيث بثت أخبار هذه الزيارة بشكل مكثف، وفي الوقت نفسه صمتت عن الحشود الرافضة للزيارة، وكتمت أخبار الرفض والاحتجاج الذي قامت به الحشود المخلصة من جماهير الأمة في إندونيسيا!! ثم إن هذه القنوات كررت خطاب أوباما أمام المضبوعين بالثقافة الأمريكية الذي عُقد في الجامعة الإندونيسية بتاريخ 10/11/2010م.

لقد حاولت أمريكا من خلال عملائها في الإعلام أن تروج بين الناس هذه الأكاذيب والسموم التي بثها أوباما.

 

وكما هي عادة الرئيس الأمريكي في خطاباته، فقد كرر أمام هؤلاء المضبوعين حديثه عن الديمقراطية، والحقوق الإنسانية، والتعددية، والأسواق الحرة... محاولاً تغليفها بأساليب تجميلية مؤثرة وجاذبة وخادعة عن طفولته في إندونيسيا، وعن مدحه لتطور إندونيسيا! وهكذا صرف المستمعين، ولو لبعض الوقت، عن سمومه القاتلة التي ساقها معه إلى إندونيسيا خلال زيارته!

 

أما الديمقراطية التي تغنّى بها، فهي ليست انتخاب الأمة لحاكمها كما يبرزونها للناس، فإن هذا الانتخاب كان الإسلام هو السباق إليه، بل إن الديمقراطية في حقيقتها هي جعل الحكم والتشريع للبشر وليس لرب البشر، ولذلك فالديمقراطية من هذا الباب هي فكرة كفر، فالله سبحانه جعل الحكم والتشريع له، قال تعالى ﴿إن الحكم إلا لله﴾،

 

وأما فكرة الحقوق الإنسانية المبنية على الليبرالية فهي سم من سمومه القاتلة! إنها فقط حقوق هؤلاء المنتهكين لحرمة الإسلام، إنها حقوق المرتد عن الإسلام، الذي يتطاول على القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم، وحقوق أصحاب المعاصي واللواطيين والإباحيين... أما إذا تعلق الأمر بتمسك المسلم بدينه، وارتداء المسلمة الخمار أو النقاب، أو بناء مئذنة... فتصبح الحقوق مُلغاة وتحارب بقوة!

 

وأما التعددية، فهي ليست أن تعيش الأقليات الدينية أو العرقية في ظل الإسلام في إندونيسيا المسلمة، بل أن تجعل هذه الأقليات الدينية تقف في وجه تطبيق الإسلام في إندونيسيا الذي يفرضه الله سبحانه، بحجة حرية الأديان، وأنها متساوية في الصحة ما دامت تؤمن بفكرة (الإله) كما قال أوباما! إنهم يريدون من التعددية (أمراً سياسياً) أن تمنع هذه الأقلية الدينية تطبيق الأحكام الشرعية، مع أن تنفيذها واجب على المسلمين دفعة واحدة في ظل دولة الخلافة. ففيها نهضتهم الصحيحة، وتحررهم من الاستعمار، وعزتهم، وفيها المحافظة على حق الأقليات الدينية في أداء عبادتهم، وحفظ عيشهم دون ظلم أو اضطهاد.

 

أيها المسلمون ويا أصحاب العقول،

 

    هذه هي سموم أوباما، وأما أكاذيبه فواضحة في خطابه: لقد قال: (الولايات المتحدة تتعهد بالعمل للتقدم الإنساني)، إن القاصي والداني يعلم أن ما تعمل له أمريكا هو من أجل أصحاب رؤوس الأموال، وهم الرأسماليون، وليس للمصالح الإنسانية! فهي تهدم الإنسانية بما تحدثه من قتل ونهب لثروات الإنسانية، فلا فرق بين أوباما وأي رئيس أمريكي آخر، فهو يسير على النظام نفسه الذي ساروا عليه، فهذه الدولة المستعمرة لا زالت تقتل المسلمين في العراق، وأفعانستان، وباكستان، ونهبت ثروات بلدان العالم، ومنها إندونيسيا، وتركت سكانها في الفقر والحرمان، وذلك كما حصل في بابوا، وأتشيه، وريو، وتشبو، وناتوني وغيرها.

 

وعند حديثه عن علاقات أمريكا مع الإسلام، قال أوباما إنه لا يحارب الإسلام، وإنما يحارب القاعدة التي سماها الإرهابية. ولكن القضية هي قضية المصالح الأمريكية، فمن لم يسايرها، أو من يُندد بسياساتها الاستعمارية، فإنه يسميه القاعدة، أو له علاقة معها، وبناء على هذه التسمية يجعل لأمريكا الحق في قتله، بحجة محاربة الإرهاب!

 

وهذا كان واضحاً في خطاب أوباما بقوله إن الشعب الأمريكي يجابه الخطر الإرهابي، ولكنه لا يسمي ما تقوم به جيوشه الأمريكية من أعمال القتل وإهدار الدماء لمئات آلاف المسلمين الأبرياء، لا يُسمي هذا إرهاباً! وكذلك فإن الأعمال الإرهابية التي قام ويقوم بها كيان يهود المحتل لفلسطين، لا يسميها إرهاباً! ففي نظر أوباما فإن الشعب الأمريكي معصوم الدم، بينما المسلمون مهدورو الدم، ويعتبرون من شر البرية؟!

 

ثم قال بالنسبة لأفغانستان عبارات تضليلية، فقال إن أمريكا ودول الحلفاء تعمل على"بناء حكومة أفغانستان ومستقبلها..."، "وأن أمريكا تعمل على عدم توفير مكان آمن للمتطرفين العنفيين..." وهكذا يستعمل عبارات تضليلية لصرف الأذهان عن الحقيقة! فهل أمريكا والدول المتحالفة تعمل على بناء أفغانستان ومستقبلها، أو أن جيوش أمريكا والحلفاء تشن حرباً وحشيةً في أفغانستان؟!

 

إن أوباما منذ أن تولى الحكم في يناير 2009م الماضي قد زاد عديد الجيوش الأمريكية في أفغانستان لتصبح الآن 150 ألفاً! ثم إنه أخفى في خطابه ذكر مصالح أمريكا الاقتصادية في أفغانستان، وهي من البلاد الإسلامية الغنية بالثروات وذات الموقع الاستراتيجي، وجعل الحديث عن بناء أفغانستان ومحاربة المتطرفين العنفيين!. والسؤال هو: إذا كان المجاهدون المدافعون عن بلادهم ضد الدول المستعمرة المحتلة لبلادهم، إن كان هؤلاء يُسمون "المتطرفين العنفيين"، فما هو اسم جيوش الناتو التي تطلق أطنان القنابل، والصواريخ، والمواد الكيميائية المميتة على المسلمين في أفغانستان؟!

 

 وأخيراً، فإن ما جاء في خطاب أوباما ما هو إلا افتراءات واضحة، وكذب مكشوف، ومغالطات صريحة في كونه لا يريد حرباً مع المسلمين، وأنه سحب القوات القتالية من العراق (100 ألف)! وينطق بتلك المغالطات الصريحة إرساله (30) ألفاً إلى أفغانستان.

 

وأما عن العراق فافتراءاته واضحة كذلك، فوزارة الخارجية أعلنت إرسال (7000) مقاتل إلى العراق من المرتزقة التابعين للشركة الأمنية سيئة الذكر (بلاك ووتر)... كما أن جريدة الغارديان (15/8/2010) نشرت أن سحب جيوش الاحتلال من العراق هو مجرد دعاية لتحسين صورة أوباما عن سلفه بوش الابن، وأضافت الصحيفة أن أمريكا تريد من العراق قواعد دائمة لها كما في كوريا الجنوبية، وذلك لتركيز الآلاف من جندها في قواعد دائمة في العراق. وكذلك فقد ذكر (Kenneth M. Pollack) في مقالته بجريدة الواشنطن بوست (22/8/2010) أن إدعاء أمريكا بأنها سحبت جيشها من العراق ما هو إلا كذب محض، وأضاف في مقالته أن هناك (50) ألفاً من المقاتلين الأمريكان في العراق، ولكنهم باسم آخر!

 

أيها المسلمون ويا أصحاب العقول،

 

قد اتضح أن أوباما يريد تحسين صورته بالكلام الخادع، كما يكرره عن محاولته السلام في فلسطين أكثر مما فعله سابقه، وذكر في خطابه دفعه عملية السلام في فلسطين لتحقيق مشروع الدولتين، وأنه يذكر ذلك من باب اهتمامه بإيجاد دولة للفلسطينين بجانب دولة (إسرائيل)، وأن ذلك مصلحة للفلسطينيين!. وكل ذلك من باب التضليل والخداع، فما يعرضه أوباما هو لمصلحة يهود أولاً وأخيراً، بجعل الحكام في بلاد المسلمين، عرباً وعجماً، يعترفون باغتصاب يهود لمعظم فلسطين، وجعلها الدولة الأقوى سلاحاً في المنطقة مقابل شبه دويلة في جزء من فلسطين مفككة الأوصال، منزوعة السلاح، ودون سيادة كاملة على حدودها أو أجوائها أو اتصالها واتصالاتها، بل ولا حتى على أمنها... وهذا ما يصرح به كيان يهود صباح مساء!، وتصريح أوباما حول دعم دولة يهود واضح، فقد جاء فيه "إن دعم أمريكا لدولة يهود هو من ثوابت أمريكا التي لا تتغير"، وكذلك فإن أمريكا قد باعت 20 من صواريخها (إف-35) لدولة يهود، وأعلن أوباما في حملاته الانتخابية مساعدته المالية لكيان يهود حيث تصل إلى (30) مليار دولار أمريكي خلال 10 سنوات.

 

وهكذا، أيها المسلمون، فإن خطاب أوباما مليءٌ بالسموم والأكاذيب، ولا يقلل من خطورتها تصفيق العملاء والمضبوعين والمخدوعين... الذين باعوا دينهم بعرضٍ من الدنيا قليل، بل حتى دون عَرَضْ...،

فكونوا أيها المسلمون على حذر من هذه السموم قبل فوات الآوان!

 

التاريخ الهجري :10 من ذي الحجة 1431هـ
التاريخ الميلادي : الثلاثاء, 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2010م

حزب التحرير
إندونيسيا

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع