الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مطامر الموت في طرابلس!!!

 


ما زالت الدولة اللبنانية، ممثلةً بوزير البيئة فادي جريصاتي، بل وبنوابها، كل نوابها، يُظهرون عمق استهتارهم بالناس ومطالبهم! فها هي الدولة تستخدم أكثر الأساليب تخلفاً في التعامل مع النفايات، المطامر، دون مراعاةٍ للمناطق وأهلها، ولا أي حرصٍ على صحة الناس، محاولةً فرضها على مدينة طرابلس وضواحيها، بدءاً بمنطقة الفوار، وليس انتهاءً بمنطقة تُربل - على ما يظهر من سلوك الدولة - الذي يأتي بنفايات المناطق، ليلقيها على كاهل أهل طرابلس، فـيُـفسد هواءها وماءها وخضرتها، في استنسابيةٍ واضحةٍ بين المناطق، وصلت إلى صحة الناس، وأمنهم الاجتماعي!


إن هذه المطامر، وخاصةً مطمر تُربل سيكون من أخطر مطامر لبنان لأنه أعلاها، وبالتالي فإن هذا لمطمر سينشر عصارته الملوثة في المياه الجوفية في المنية والبداوي ومرياطة ومركبتا وحيلان ودير عمار، لتصل إلى طرابلس، مروراً بكل البلدات والقرى الموجودة في هذه البقعة الجغرافية، هذا عِلاوةً على تلوث الهواء الذي سيعم المنطقة، بسبب ارتفاع المطمر وتعرضه لتياراتٍ هوائيةٍ عابرةٍ للقرى والبلدات، وخصـوصاً أن المطمر سيـكون الأكبر في لبنان، لأنه سيـجمع نفايات خمسـة أقضـيـةٍ ذات كثافــةٍ سكانـيـةٍ عاليـةٍ.


وإننا في هذا الصدد، في حزب التحرير/ ولاية لبنان، نوجه كلماتنا هذه إلى:


الدولة اللبنانية، الممثلة بوزاراتها، وكل وزرائها دون استثناء، بدءاً بوزير البيئة، بأننا لن نتوقف عن صد هذه الهجمـةِ على مناطقنا، وسنقف حائط صدٍ لكل محاولات قتلنا، وقتل أبنائنا، عبر هذه المطامر، التي لا تراعي إلا المناطقية، والصفقات من تحت الطاولة... ثم وزير الدفاع، ووزيرة الداخلية، اللذين وضعا خدمات الجيش والدرك في مواجهة مطالب الناس واعتراضاتهم، في اختزال لدور الجيش والدرك! وتوجيههما في غير وجهتهما! حتى وصل الأمر للاعتداء على النساء بالضرب من قبل عناصر الدرك، وكل ذنب المرأة التي ضُربت، أنها رفعت الصوت عالياً في وجه خطوة الموت التي تتخذها السلطة، والتي لن تقف عند حد الذين يعيشون في المنطقة الآن، بل ستصل إلى الأبناء وأبناء الأبناء!!


وإلى النواب، وبمن فيهم نواب طرابلس، الذين انتخبهم الناس ليمثلوا مصالحهم، فلم نسمع منهم إلا همساً بعد أن خرجت الأخبار بأن كل النواب موافقون، ويعلمون مسبقاً بأمر هذه المطامر!! نقول لهؤلاء النواب بكل مشاربهم: لا عذر لكم، ووجودكم الدائم بين الناس الذين أوصلوكم للسلطة هو المطلوب، والوقوف في الصفوف الأولى هو الواجب، دون مساوماتٍ ومماطلاتٍ... أما ذريعة أن هذا المناطق التي ستوضع فيها المطامر غير تابعـةٍ إداريّاً ولا انتخابيّاً لمدينة طرابلس، فهي ذريعة واهيةٌ ساقطةٌ، فهل تعرف الرياح التي ستحمل السموم لطرابلس، والمياه الجوفية التي ستُلوث بعصارات المطامر، هل تعرف حدودكم الإدارية والانتخابية؟!


إلى القوى الأمنية بكل تشكيلاتها، لقد أرادت السلطة وضعكم في مواجهة الناس المتضررين في صحتهم وصحة أبنائهم، فكيف تقبلون بذلك؟! وأنتم أبناء هذه المناطق وأهلها، أليس ما يجري على أهل هذه المناطق يجري عليكم وعلى أهلكم؟! ألستم من هؤلاء الناس، الذين يقفون ليحافظوا على أنفسهم وأبنائهم، وأنتم من هؤلاء الأبناء؟! فكيف تصل بكم هذه السلطة إلى هذا الحضيض من التعامل، لتكونوا حراساً على أكوام النفايات؟! وما لهذا عملتم وانتسبتم لهذه الأجهزة! بل لحماية الناس وأرواحهم وأعراضهم ودفع كل ضررٍ يقع عليهم... فكونوا مع الناس في مطالبهم المحقة.


أيها الناس، اعلموا أن ما قمتم لأجله هو من صميم دينكم، إنه من الركائز المهمة في نظرة الإسلام للحياة، ألا وهو الحفاظ على البيئة والرعاية الصحية، وحمايتها من التلوث والآفات، وهو من واجب الدول التي تتمثل رعاية شؤون أفرادها لا جباية ونهب جيوبهم، وهذا ما سيكون قريباً بإذن الله، في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، حيث ستعمل - على سبيل المثال - على:


التقليل من التلويث، لقول رسول الله e: «اتَّقُوا الملاعِنَ الثَّلاثَ: البَرَازَ فِي الـمـوارِدِ وَالظِّلِّ وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ»، ففي الحديث النهي عن كل ما آذى المسلمين في مواردهم العامـةِ وبيئتهم وطرقهم.


ونظافة مصادر المياه وجودة ماء الشرب، لقول رسول الله e: «لا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الـمـاءِ الدَّائِمِ ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ»، وروي عن جابرِ بن عبد الله رضي الله عنه: (أَمَرَنَا النَّبِيُّ e أَنْ نُوكِيَ أَسْقِيَتَنَا وَنُغَطِّيَ آنِيَتَنَا)، وذلك حفظاً لما تحويه هذهِ الآنية منَ الماء، لذا كان من واجب الدولة الاهتمام بنظافة مصادر المياه، ومراقبة جودة ماء الشرب وخلوه من الملوثات.


هذا عِلاوةً على الاهتمام بشؤون الصرف الصحي، والمعالجة للتخلص منها وإزالة الضرر الناتج عنها، والهندسة الصحية للبيئة السكنية، بحيث تكون هندسة المدن والتجمعات السكنية بشكلٍ يسمح بالتهوئة السليمة، ويمنع اكتظاظ السكان، ويسهِّل عملية الصرف الصحي، وتنظيف الشوارع وإزالة النفايات، وكل أنواع الملوثات من ضوضاء وضجيج وسموم، وقد نقل الحافظ ابن حَجَرٍ في الفتح عن عمر بن شَبَّـةَ في أخبار المدينة قال: (رَأَى عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ كِيرَ حَدَّادٍ فِي السُّوقِ فَضَرَبَهُ بِرِجْـلـِهِ حَتَّى هَدَمَهُ)، ولا يخفى أَنَّ الكير - وهو ما ينفخ فيه الحداد - يُسبِّب الأذى ويُلَوِّث الهواء بدَخَنه وَخُبـْثـهِ وضجيجه، ولهذا أزاله أمير المؤمنين عمر منَ السوق لأنه مكانٌ عامٌّ يَؤُمُّهُ الناس... وغيره كثيرٌ مما يزخر به الإسلام من حلولٍ عمليـةٍ تحتاج لسلطـةٍ تنفيذيـةٍ مخلصـةٍ صادقـةٍ تمثل دين الناس وتطلعاتهم.


إننا، في حزب التحرير/ ولاية لبنان، مدركون لعمق فساد هذه السلطة، بل وفساد الكيان بأصله، الذي أقامه الغرب الكافر المستعمر، ونَصَبَ عليه زمرةً من الفاسدين، يخدمون مصالح أسيادهم، ثم جيوبهم وحساباتهم المصرفية، لا نستثني من هؤلاء أحداً، فلا يتماهى مع هذه السلطة ويتعايش معها إلا من كان من جنسها، وعلى فسادها! لكننا ما زلنا نرى بارقة الأمل في الناس، كأمثال الذين لبوا نداء الاعتصامات في الفوار وتُربل، فعوَّقوا تنفيذ مشاريع الموت والدمار في مناطقهم... فلا يخيفنكم ما تُهدد به السلطة، ولا تقبلوا بأن يُمرر هذا الأمر في منطقة دون منطقة، فيصدق عليكم المثل القائل: أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض...


عليكم الاستمرار في الاعتصامات، ومنع شاحنات النفايات من الوصول إلى المناطق التي يراد جعلها مكباتٍ ومطامر، وفضح السياسيين الذين خدعوا الناس، بفتح الطرقات وزعم إلغاء المكب! فإن الأمر جد، وفيه صحتكم وصحة أبنائكم، بل وأجيالٍ من بعدكم من طرابلس حتى سفوح تُربل الشرقية والغربية... فاستمروا واصبروا، فإنما النصر صبر ساعةٍ، والله معكم ولن يَـتِـرَكُم أعمالكم.

التاريخ الهجري :15 من ذي الحجة 1440هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 16 آب/أغسطس 2019م

حزب التحرير
ولاية لبنان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع