بسم الله الرحمن الرحيم
بالمذهبية والمماطلة، أمريكا ورجالاتها في لبنان... يتلاعبون بالحَراك!
ها قد مر على الحَراك ما يزيد على الستين يوماً، ليتمخض عقل أمراء الطائفية السياسية عن رئيس حكومةٍ مكلفٍ من دائرة الحكم نفسها، ومن رجالات الجامعة الأمريكية، وعشية وصول مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية ديفيد هيل إلى لبنان، وبدعمٍ ممن يزعمون عداوة أمريكا! حسان دياب، الذي تتلعثم تصريحاته وتغريداته بين حكومة اختصاصيين تارةً، وحكومةٍ ترضي كل الطوائف تارةً أخرى! يساير الحَراك ساعةً، ويساير أمراء الطوائف الذين جلبوه -برضا سيدهم الأمريكي- ساعةً أخرى!
يتلاعب أمراء المذهبية والطائفية السياسية، بل تتلاعب أمريكا بالحَراك، عبر ما يشبه "الثورة المضادة"، يقودها بدايةً تحالف حزب الله وأمل وأحلافهم، لتشتيت الحَراك وإضعافه، وتعلو في الشارع هتافاتٌ مذهبيةٌ "شيعة، شيعة"! وينتهي ولو مؤقتاً دور هذا الشارع تزامناً مع التسمية! ليقوم شارعٌ أخر يصرخ بهتافاتٍ مذهبيةٍ أخرى "سنة، سنة" يقودها الذي يتاجر "بتضحياته" تيار المستقبل وأحلافه! لتكون النتيجة أن ما نادى به الحَراك بنبذ المذهبية أو الطائفية السياسية، استطاعت أمريكا ورجالاتها في لبنان إعادة تفعيله واستخدامه بين الناس على الأرض!
وفوق كل هذا، يدير مصرف لبنان والبنوك والصرافون لعبة فرق سعر صرف الدولار مقابل الليرة، مغفلين ضرب القوة الشرائية للمال بين أيدي الناس بمقدار الثلث تقريباً، وممهدين الطريق أمام تثبيت انخفاض سعر صرف الليرة أمام الدولار، فهل يظن ظانٌ أن أمريكا وحاكم مصرف لبنان بعيدون عن هذه التلاعبات المالية المسماة هندساتٍ مالية؟!
من هنا، ننبه الحَراك، والناس الذين بذلوا من أنفسهم وجهدهم فيه إلى:
- عدم الانجرار إلى المذهبية المقيتة التي لا تنفع إلا الزعماء المتربعين على عروش الفساد، فلا تسيل دماء هؤلاء الزعماء في هكذا صراع، بل تسيل دماء الناس في الشوارع في هذه الصدامات المقيتة.
- الحذر من عمليات التخدير وتمرير الوقت، بهذه التسميات والتشكيلات وأمثالها، والتي تمارسها أمريكا ورجالاتها على الحَراك، لإفراغه من محتواه العفوي الذي قام على أساس نبذ الطائفية السياسية ومحاربة الفساد والطبقة السياسية الفاسدة.
- ضرورة تبني خطٍ واضحٍ لهذا الحَراك، بالانتهاء من شكل الكيان اللبناني الحالي بكل مكوناته السياسية الفاسدة، وتبني منظومةٍ اقتصاديةٍ وسياسيةٍ سليمةٍ لا تعتمد على مص دماء الناس، بل تهتم برعاية شؤونهم.
وعند هذا المنعطف؛ ندعو الحَراك لتبني المنظومة الربانية، دون وجلٍ ولا ترددٍ، المنظومة التي تتعامل مع المشاكل بوصفها مشاكل إنسانيةً بغض النظر عن الدين أو العرق أو اللون، والتي فصلها حزب التحرير تفصيلاً دقيقاً من الإسلام، فهي الحل من الله سبحانه رب العالمين، الأعلم بما يُصلح الناس وحياتهم وعيشهم، ولا سيما وقد ثبت بالواقع العملي فساد التطبيقات الرأسمالية في معالجة الأزمات... وصدق الله رب العالمين ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾.
التاريخ الهجري :28 من ربيع الثاني 1441هـ
التاريخ الميلادي : الأربعاء, 25 كانون الأول/ديسمبر 2019م
حزب التحرير
ولاية لبنان