بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المسلمون! اطردوا عملاء أمريكا واقتلعوا النفوذ السياسي والعسكري الأمريكي من المنطقة فهو السبب الحقيقي للفوضى والعمليات التفجيرية في البلاد
في صباح يوم الثلاثين من آذار 2009 هاجمت مجموعة من المسلحين بأسلحة متطورة أكاديمية الشرطة في لاهور فخلف الهجوم عشرين قتيلا وأكثر من مائة جريح، وأخذت الحكومة تروج إلى أن الذين قاموا بهذه المجزرة هم من منطقة القبائل، وهي المنطقة التي تريد أمريكا الاستمرار في حربها فيها. حيث قال وزير الداخلية رحمان ملك "إن الهجوم خطط له في جنوب وزيراستان" كما ادعى رسميون حكوميون أنهم وجدوا جوازات سفر أفغانية مع المهاجمين، وكأن من يقدم على مثل هذه الجريمة يحرص على حمل وثائقه الشخصية معه! وعند ملاحظة أن هذا الحدث جاء مباشرة بعد إعلان باراك أوباما عن إستراتيجيته الجديدة في أفغانستان وباكستان، والتي قال فيها بأن أمريكا لن تقتصر في قتالها على أفغانستان بل ستتعداها إلى باكستان، في إطار ما يسمى بالحرب على الإرهاب، وكذلك ملاحظة أن هذا الحدث جاء أيضا قبل زيارة قائد القوات الأمريكية المشتركة مايكل ملن ومبعوث الإدارة الأمريكية الخاص لأفغانستان وباكستان رتشارد هولبروك، وهما اللذان سيفرضان إستراتيجية اوباما الجديدة على الجيش الباكستاني والقيادة السياسية الباكستانية، عند ملاحظة ذلك يظهر بشكل جلي من يقف وراء التفجيرات.
لقد أصبحت مثل هذه الهجمات عادية قبل زيارات السياسيين والعسكريين الأمريكان. فهذه الهجمات تخدم مصلحة أمريكا في فرض الضغوط على المؤسسات الباكستانية، كي تستمر في وقوفها مع أمريكا في حربها على "الإرهاب"، وهذه الهجمات تثبت إدعاء اوباما بأن هذه الحرب ليست لمصلحة أمريكا فحسب بل إنها تخدم الجميع. وإضافة لهذا فان هذه الهجمات تستخدمها أمريكا للضغط على الجيش الباكستاني للقيام بالمزيد عوضا عن إرسال الجيوش الأمريكية لباكستان، فجيش أمريكا الجبان عجز عن مواجهة ثلة من المجاهدين قليلي العدد والعدة.
إن هذه الهجمات المسلحة والتفجيرات التي وقعت بباكستان على مر السنين الماضية، صحيح أنها تحدث أمام أعين الناس كافة إلا أن الحقيقة المخفية عن عيون الجميع إلا قليل من العارفين بالشئون السياسية هي أن تلك الهجمات والتفجيرات جزء من إستراتيجية اوباما الجديدة لهذه المنطقة وإستراتيجية من قبله من قادة أمريكا. فأمريكا هي من وراء هذه الهجمات والتفجيرات، فلم تكن الهجمات والتفجيرات لتحدث لولا النفوذ الأمريكي في المنطقة، فقد عصفت تلك الهجمات بالمنطقة بعد أن بدأت أمريكا بحربها ضد الإسلام في المنطقة.
فبعد الإطاحة بحكومة طالبان في أفغانستان، بدأت أمريكا بالحديث عن أن تطال حربها باكستان. فبدأ عسكريون أمريكيون بالحديث عن تورط منطقة القبائل الباكستانية في مقاومة الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، وهكذا نجحت في مد حربها لتطال منطقة القبائل وامتدت الآن لتشمل المدن الباكستانية. وكعادة العبد في طاعة سيده أخذ حكام باكستان عملاء أمريكا بالإدلاء بالتصريحات والقيام بالأعمال التي تتطابق مع السياسات الأمريكية. فالحكام ادعوا بأنهم شاركوا أمريكا وحلفاءها في اجتياحهم لأفغانستان حماية لباكستان! وبدأوا بعد ذلك بالإعلان عن وجود الإرهاب في باكستان، وهم الآن يستخدمون ذلك لتبرير هجمات أمريكا على المناطق الباكستانية. ولأن أمريكا مدركة لقوة باكستان وقدراتها رأت أن من مصلحتها دوام التحكم به من خلال عملائها، وأنها إن لم تقم بذلك فإنها ستواجه العاقبة الوخيمة، حيث قال ديفيد كولكلن مستشار دييفد بتراويس في مقابلة له مع صحيفة واشنطن بوست في آذار 2009 تعليقا على حرب أمريكا " في باكستان 173 مليون نسمة، و100 رأس نووي، وجيش أكبر من الجيش الأمريكي... ونحن نشهد اليوم احتمال سقوط الدولة الباكستانية خلال ستة أشهر... متشددون يستحوذون على السلطة... وهذا سيحبط جميع الجهود التي بذلناها ضد الإرهاب" نعم، عندما تقوم الخلافة ستكون التحدي المباشر والقوي للمصالح الأمريكية.
لقد لعب الحكام الخونة والمتعاقبون على حكم باكستان أدوارهم الدنيئة في خدمة أسيادهم، فلم يكتف الحكام العملاء بدعم أمريكا لوجستيا وتوفير مطارات لمقاتلاتهم لشن الهجمات على أفغانستان، بل ومنحوا أمريكا مراكز استخباراتية في المنطقة، فمكتب التحقيقات الفدرالية الFBI و CIA قد فتحا لهما مكاتب يعملون من خلالها بشكل مباشر وقوي، ومعلوم لدى الجميع طبيعة نشاطات هذه المؤسسات ودورها الخبيث في خلق حالة الفوضى، فعملهم الروتيني هو الاغتيالات والتفجيرات واستقطاب العملاء وخلخلة استقرار الدول ونشر الخوف والرعب بين الناس، وها هو العالم المتحضر يشهد اليوم بشاعة جرائمهم، والى جانب قيامهم بتلك الجرائم يقومون باستغلال المؤسسات المحلية التي كان لها علاقات مع المنظمات المسلحة خلال حقبة الجهاد ضد الاتحاد السوفيتي في أفغانستان لخدمة مصالحهم.
وبتعاون حكام باكستان مع أمريكا تقوم أمريكا بسلسلة تفجيرات في أنحاء باكستان إلى جانب حملة إعلامية للدفاع عن الاحتلال الأمريكي لأفغانستان في محاولة لتضليل الناس عن تعاون وتواطؤ حكام باكستان العلني مع أمريكا في حربها على الإسلام. لذلك فإنه وبعد كل حادث تفجيري من مثل الهجوم على كلية الشرطة في لاهور يطل الرئيس ورئيس الوزراء وآخرون من الحكومة على الناس بخطاب للإعلام محاولين إقناع الناس بأن الإرهاب والتطرف بضاعة محلية وأن حرب أمريكا على الإرهاب ليست حربها وحدها بل هي حربنا!.
وبإمعان النظر في حملات الحكومة الإعلامية يستطيع المرء الإدراك بأن هذه الحملة تستهدف جميع قطاعات المجتمع وتهدف إلى التأثير على جميع المواطنين في باكستان سواء أكانت ميولهم إسلامية أم علمانية، وسواء أكانوا من الوجهاء أم من عامة الناس. لذلك فإن الحكومة تستمر في ادعائها بوجوب القيام بعمليات عسكرية في منطقة القبائل بحجة أنه إن لم يقم بذلك فإن باكستان جميعها ستتحول إلى منطقة قبائل"طالبانية". إن أكثر الشرائح المستهدفة في حملة الحكومة هي شريحة ذوي الميول العلمانية كي تستحوذ الحكومة على دعمهم في عملياتها في منطقة القبائل خدمة لأمريكا.
تدعي الحكومة بين الفينة والأخرى أن قلة الاستثمارات والأزمة الاقتصادية في البلد سببهما الإرهاب والتطرف في البلاد، وحل هذه المشاكل يتطلب التعاون مع أمريكا في الحرب في منطقة القبائل، والمقصود من هذه الادعاءات بالنسبة التجار ورجال الأعمال هو تضليلهم، وبالنسبة للجيش والوطنين فمن أجل إقناعهم بهذه الحرب وحملهم على ضرورة مشاركتهم الحرب مع أمريكا بالتضحية بجنودنا من أجل هذه الغاية.
لذا فإن الحكومة تلجأ بين الفينة والأخرى إلى توزيع بيانات تدعي فيها أن الهند وجهاز استخباراتها يعبثان في المنطقة، أي أن الحرب ليست ضد إخواننا المسلمين بل ضد الكفار وحلفائهم، ولو كان الحكام صادقين في ادعائهم هذا فلماذا يدعمون الاحتلال الأمريكي للمنطقة في الوقت الذي يعلمون علم اليقين بأن أمريكا هي التي فتحت الباب للهند ولأجهزة استخباراتها في أفغانستان؟ وزيادة على ذلك فإن اوباما على استعداد أن يمنح الهند مزيدا من الفرص كما ذكر في خطابه في 27/3 والذي قال فيه بأن الهند الآن جزء من "مجموعة الاتصالات" التي تساعد أمريكا لحل المشكلة في أفغانستان وباكستان. ولو كانت الحكومة جادة في موضوع التدخل الهندي في خلق حالة الفوضى في باكستان فلماذا تهرع الحكومة دوما للتطبيع وتوطيد علاقاتها مع الدولة الهندوسية؟
ومن خبث الحكومة أنها كي تستميل المحبين للإسلام تستخدم تعبير "طالبان" لتوحي بالبعد عن الإسلام والتطبيق الخاطيء له الذي يكون مدعاة لتأليب العالم على باكستان "قلعة الإسلام". كما أن الحكومة تتهم طالبان بالوقوف وراء العمليات التفجيرية وقتل الأبرياء كي تبرر موقفها في أنه لا خيار لها سوى القيام بعمليات عسكرية ضدها. وبتضخيم الآثار السلبية التي تخلفها الهجمات والعمليات التفجيرية من خلق حالة فوضى في البلاد وانعدام الأمن فيها، فإن الحكومة تحاول استخدام ذلك لإقناع المواطن البسيط بأن العمليات العسكرية لازمة لتحقيق الأمن والسلام في البلاد. وأخيرا فإنه باستهداف العمليات التفجيرية للشرطة والأجهزة الأمنية فإن الحكومة تسعى للضغط على أن تنفذ هذه المؤسسات الأوامر التي تعطى لها خدمة لأمريكا، ومن ضمنها قتل إخوانهم المسلمين أو تسليمهم لأمريكا الكافرة.
بما أن الوضع في باكستان وأفغانستان مشابه للوضع في العراق، فان أمريكا تبنت الأساليب نفسها فيها. فقبل الاحتلال الأمريكي للعراق لم يعرف أهل العراق تفجيرات لمساجدهم وأماكنهم المقدسة، ولكن بعد الاحتلال الأمريكي مباشرة شهد العراق نزاعاً بين المسلمين وعمليات تفجيرية ضد المؤسسات الأمنية بشكل شرس ودائم. لقد كانت قوات الاحتلال صاحبة المصلحة الوحيدة في خلق حالة الفوضى. وهكذا الأمر في أفغانستان وباكستان حيث يشهد الناس فيهما وضعاً مماثلاً للوضع في العراق بعد هجوم أمريكا على المنطقة.
إن أمريكا لا تقوم بحربها مستخدمة جيشنا فحسب، بل ها هي تستخدم وسائل إعلامنا كذلك من خلال عملائها، فالحكومة الباكستانية تحرص على أن لا تعرض وسائل الإعلام أية تغطية عن شهداء وجرحى المسلمين من رجال ونساء وأطفال التي تقع حصيلة العمليات العسكرية والهجمات الأمريكية على منطقة القبائل والإقليم الشمالي الغربي. وهذا كي تبقى الأمة غير مدركة لحجم الكارثة التي تحصل لإخوانهم حصيلة العمليات العسكرية والضربات الأمريكية مما يحول دون تعاطف المسلمين مع إخوانهم في منطقة القبائل والإقليم الشمالي الغربي. وسياسة الحكومة هذه هي السياسة نفسها التي اتبعها مشرف في فترة قيامة بمجزرة المسجد الأحمر، حيث وافق على إنهاء أزمة المسجد الأحمر بشرط عدم بث الإعلام لصور الجثث ، وقد طلب من الإعلاميين عدم النشر في 29/6/2007 حيث قال" هل تستطيعون التأكد من عدم نشر صور دماء الجرحى والقتلى على شاشات التلفاز خلال فترة العملية؟" واستمرت هذه السياسة إلى يومنا هذا بوجود الحكام العملاء الحاليين، لأن أمريكا تتخوف من غضب الناس عليها والانقلاب على عملياتها في منطقة القبائل، تماما كما تعاظمت مشاعر الغضب ضد دولة يهود إبان مجازر غزة الأخيرة.
وبالنسبة لحكام باكستان فهم متعاونون بشكل كلي مع أمريكا، إلى درجة أنهم طالبوا أمريكا بتزويدهم بطائرات من دون طيار كي يقوموا بأنفسهم بقتل المسلمين بأيديهم. وبالنسبة لأحزاب المعارضة في الحكومة أمثال شريف وغيره فبدل محاسبتهم للحكومة على انتهاكاتها الصارخة للإسلام وتعاونها المطلق مع الكفار الأعداء، انضموا للحكومة في عناقها للرسميين الأمريكان، فهم يجالسون الأمريكان ويأخذون الأوامر منهم ويصافحونهم بالرغم من أن أيديهم الآثمة ملطخة بدماء المسلمين. نعم، لقد قطعوا جميعا على أنفسهم عهدا قبل مجيئهم إلى الحكم بأن يسبقوا سلفهم في العمالة والخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين.
أيها المسلمون في باكستان!
تعلمون جميعا أن الله حرم على المسلم قتل أخيه المسلم، وتعلمون أن الله حرّض المسلمين على الجهاد ضد الغزاة المحتلين. وحري بكم معرفة أن تلك الهجمات لن تتوقف وأن حالة الفوضى ستظل قائمة ما لم نتخلص من النفوذ السياسي والعسكري الأمريكي، وما لم نطرد منظماتها الإستخباراتية من المنطقة، فقد حرم الله على المسلمين أن يكون للكافرين عليهم سبيل حيث قال سبحانه: {... وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً }النساء141.
فاعملوا مع حزب التحرير لإقامة دولة الخلافة، الطريقة الإسلامية والعملية لإنهاء الوجود الأمريكي من المنطقة إلى جانب التخلص من الحكام العملاء الخونة الذين زرعتهم.
أيها الجيش الباكستاني!
أطيحوا بهؤلاء الحكام الذين فرشوا البساط الأحمر لأعدائكم، والذين على استعداد أن يبيعوا المسلمين في باكستان بأرخص الأثمان، والذين يستخدمونكم وقودا في حرب أمريكا، وأعطوا حزب التحرير النصرة لإقامة دولة الخلافة، التي سيعز فيها الإسلام والمسلمون. يقول الحق تبارك وتعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }محمد7
www.hizb-pakistan.org
التاريخ الهجري :5 من ربيع الثاني 1430هـ
التاريخ الميلادي : الأربعاء, 01 نيسان/ابريل 2009م
حزب التحرير
ولاية باكستان