بسم الله الرحمن الرحيم
يجب على القوات المسلحة الباكستانية إعطاء النصرة لإقامة دولة الخلافة بدلا من دعم الديمقراطية
مع استمرار النزاع الطويل والتخريب والعنف بين الأحزاب السياسية في البلاد، تؤكد أمريكا مرارا وتكرارا دعمها للديمقراطية. ولتعاظم الأزمة، لا ينفك السفير الأمريكي يجتمع مع الفصائل المختلفة، مؤكدا أن أمريكا لن تقبل إلا بتغيير يوافق الدستور الوضعي وفي ظل الديمقراطية. وقد قال نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية عندما بدأت الأزمة بالتعمق، في 22 آب/أغسطس 2014م، أن السفير الأمريكي "كثيرا ما يلتقي مع مجموعة من المسئولين"، مؤكدا مرة أخرى على ضرورة التحرك وفقا للدستور وفي ظل الديمقراطية. ثم في 29 من آب، أكّدت وزارة الخارجية الأمريكية مرة أخرى على أن "الاحتجاجات السلمية وحرية التعبير هي جوانب مهمة في الديمقراطية".
أما بالنسبة لأولئك الذين تعتمد عليهم أمريكا في السيطرة على باكستان وقواتها المسلحة، فقد كرروا دعمهم لسيدتهم أمريكا في دعمها للديمقراطية، فقد أعرب نظام رحيل/ نواز عبر وزارة الإعلام، في الأول من أيلول 2014م، أن "الجيش مؤسسة غير سياسية، أكّدت تأييدها المطلق للديمقراطية في مناسبات عديدة".
أما أحزاب المعارضة بقيادة عمران خان فقد فضحت نفسها أمام الناس، وأثبتت أنها لا تستحق أن تحكم باكستان، تماما مثل النظام الحالي، وذلك بعملها ضمن الديمقراطية، ففي الأول من أيلول 2014م، تحدث عمران خان بفخر كبير قائلا: "ناضلت ثمانية عشر عاما من أجل العدالة والديمقراطية".
وهكذا، فقد أكّدت أمريكا، سواء بشكل مباشر أم من خلال عملائها، على دعمها للديمقراطية؛ لأن الديمقراطية هي الضمان الوحيد لمصالحها في باكستان. ولهذا السبب فإنه في 12 من كانون الأول/ ديسمبر 2012م، قال السفير الأمريكي ريتشارد أولسون بثقة كبيرة في مقابلة له مع هيئة الإذاعة البريطانية، ردا على سؤال حول من سيفوز في انتخابات باكستان في شهر أيار/مايو عام 2013م: "لدينا الحصان الرابح وهو الديمقراطية". وبالفعل، فإن الديمقراطية هي التي تحفظ مصالح أمريكا، بغض النظر عمّن يركب ذلك الحصان، سواء أكان حزب الشعب الباكستاني أم حزب الرابطة الإسلامية أم المعارضة بقيادة عمران خان.
إنّ الديمقراطية هي نظام عصيان لله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ففي الديمقراطية يتم تعيين المجالس النيابية من الرجال والنساء كمشرّعين من دون الله سبحانه وتعالى، فهم يسنّون القوانين وفقا لأهوائهم ورغباتهم، على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾. وأمريكا من خلال اتصالاتها الدائمة مع الحكام وأعضاء المجالس، تقوم بالتلاعب في قوانين باكستان وفقا لمصالحها. وبالتالي فإن الديمقراطية تحول دون تطبيق الإسلام في باكستان، وتضمن خدمة المصالح الأمريكية.
لذلك فإن الديمقراطية تضمن لأمريكا اغتصاب الطاقة والثروة المعدنية الهائلة في باكستان من خلال الخصخصة، وتحرم باكستان من بناء اقتصاد قوي، كما تضمن إرسال القوات المسلحة الباكستانية القوية إلى جنبات العالم لتأمين المصالح الغربية، وفي الوقت نفسه تبقيها حبيسة أمام تحرير فلسطين وكشمير الإسلاميتين، اللتين تدعوانها إلى تحريرهما. كما أن الديمقراطية تؤمّن سلامة شبكة واسعة من الاستخبارات والقوى الأمريكية الخاصة في باكستان، التي تنظم الهجمات ضد قواتنا المسلحة؛ لدفعها إلى مناطق القبائل للقيام بالحرب نيابة عن أمريكا. وعلاوة على ذلك، فإنه من خلال ترتيب صراع مدمر وغير مجد حول من يجب عليه ركوب حصان أمريكا، تسعى أمريكا إلى حرف اهتمام المسلمين عن القضاء على الهيمنة الأمريكية بإقامة دولة الخلافة، التي سوف تطّهر باكستان من النفوذ الأمريكي القذر.
أيّها المسلمون في باكستان!
انفضّوا عن الديمقراطية، ولا تعلقوا أي أمل فيها؛ لأنها نظام كفر، وسندان يتم عليه تحطيم آمالكم وإمكاناتكم الهائلة إلى قطع صغيرة. يجب عليكم مطالبة جميع الأطراف السياسية بالعمل من أجل إلغاء الديمقراطية وإعادة الخلافة. وواجب على كل واحد منا الانضمام لحزب التحرير، فهو حزب سياسي مبدؤه الإسلام، يعمل لإقامة دولة الخلافة وفقا لطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلْتَكُنْ منكُمْ أمّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ويَأمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَأُولئكَ هُمُ المُفْلِحُون﴾.
أيّتها القوات المسلحة الباكستانية!
لقد أصبح واضحا وضوح الشمس أن القوة من أجل التغيير الحقيقي تكمن في داخلكم. إنّ حال القوات المسلحة في باكستان كحال البلدان الإسلامية الأخرى، فقد كان صمتها في مصر سبب قدوم مرسي كفارس للديمقراطية، وكان حشدها للناس سببا في إبعاده واستمرار الديمقراطية برئاسة فارس جديد. وفي تركيا كذلك تقوم الديمقراطية على أكتاف القوات المسلحة. أما بالنسبة لباكستان، فإن شعبنا يعاني الأمرّين اليوم؛ لأنّ الخونة في قيادته قد استخدموا قوته الكبيرة في دعم حصان أمريكا (الديمقراطية)، فهل ستسمحون بأن يتم استغلال قوتكم لدعم نظام الكفر والعصيان؟!
ألا فلتعلموا أن الخونة في قيادتكم هم من يضمنون بقاء الديمقراطية ويمنعون عودة الإسلام، لذلك ترونهم يقومون بترفيع ومكافأة أي ضابط ينحني أمام عدوتنا (أمريكا)، ويقبل ببيع شعبه ودينه للحصول على حطام الدنيا الزائل. وهم أيضا من يضطهدون أي ضابط يدعم الإسلام، مثل العميد علي خان، الذي حكم عليه بالسجن في 8 آب 2012م، بعد توقيفه خمسة عشر شهرا، وما زال يقبع في السجن لغاية الآن؛ لأنه وقف وقفة حق لإقامة الخلافة. فكيف تقبلون الإساءة لقواتكم بهذه الطريقة يا من أقسمتم بالله سبحانه وتعالى على حماية البلاد وشعبها؟
اعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقام الدولة الإسلامية وفقا لطريقة محددة لم يحد عنها قيد أنملة على الرغم من الصعوبات الشديدة التي واجهته، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتقي بأقرانكم من أهل القوة، ويطلب منهم النصرة من أجل التطبيق الكامل والشامل والفوري للإسلام. وقد استمر عليه الصلاة والسلام في طريقته لا يخشى في الله لومة لائم، حتى مكّنه الله سبحانه وتعالى من لقاء الأنصار رضي الله عنهم، وقد كانوا مجموعة صغيرة من رجال الحرب الأبطال ولكنهم مخلصون، ثم بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الثانية، حيث تعاهدوا على قتال الأبيض والأسود في سبيل إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى في ظل الدولة الإسلامية.
إن إعطاءكم النصرة لإقامة الإسلام كدولة ومنهاج حياة واجب عظيم، لذلك فإن حزب التحرير يدعوكم إلى إعطائه النصرة من أجل إقامة دولة الخلافة وإلغاء الحكم القمعي، وبهذه الطريقة يتم تكريمكم في الحياة الدنيا والآخرة.
روى أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «... ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ».
التاريخ الهجري :10 من ذي القعدة 1435هـ
التاريخ الميلادي : السبت, 06 أيلول/سبتمبر 2014م
حزب التحرير
ولاية باكستان