بسم الله الرحمن الرحيم
في بلد يزعم أنه بلد حقوق المرأة تُعتقل حاملات الدّعوة من حزب التحرير
لأنّهنّ يعملن خارج إطار العلمانية!
تمّ مساء يوم الجمعة 2024/02/02 أمام جامع اللّخمي بمدينة صفاقس اعتقال شابتين من شابات حزب التحرير على إثر توزيع همسة نصرة لغزة، هذا وقد سبق اقتحام بيت إحدى شابات حزب التحرير في مدينة الحمامات الجمعة الفارطة بتاريخ 2024/01/26م، حيث داهمت قوّة أمنيّة كبيرة البيت واقتحمته عنوة وبالقوة دون إذن، وحاول البوليس اعتقال النّساء واقتيادهنّ إلى منطقة الأمن من أجل البحث والتحقيق ولكنّ النّساء رفضن، وآثرن الذّهاب إلى منطقة الأمن بوسائلهنّ الخاصة حيث خضعن لساعات طويلة من التّحقيق، ثمّ أطلق سراحهنّ على أن يمثلن أمام المحكمة يوم الاثنين 2024/01/29م.
- في وقت لم نعُد قادرين فيه على فتح التلفاز ومُشاهدة المجازر الحاصلة بعد قرابة أربعة أشهر متواصلة دون رحمة من الحرب الضروس لكيان يهود المحتل ومن ورائه أمّ الشرور أمريكا على أهلنا في الأرض المباركة.
- وفي وقت أصبح الناس فيه مُنهكين أمام الحيرة والعجز كيف ينصرون إخوانهم وحدود المستعمر تُفرّقهم.
- وفي وقت صارت رؤوس الرجال تمشي مُنكّسة في الأرض تحت وطأة وثقل عار العجز الذي يشعرون به أمام أصوات نساء فلسطين الصّارخة التي تدعوهم أن افزعوا وانتقموا لنا من مُغتصبي الأرض والعرض.
- وفي وقت ينتهك فيه اليهود حُرمات المسلمات ويُطلب من عجوز فلسطين - التي تمثّل أمي وأمّك - أن تنزع ثوبها حتى تُفتّشها يد اليهود المُدنّسة...
في هذا الوقت كلّه تُعتقل شابات حزب التحرير اللاتي خرجن رغم ثقل ما يحملنه من مسؤوليات لإنهاض همم الأمّة لنصرة أهلنا في غزة ونداء أحرار جيوش الأمّة لتتحرّك لتحرير أرض فلسطين المباركة. فمنذ متى تُعتقل النساء وتُهان في بلاد الإسلام وأرض الزيتونة؟!
إنّ نظام العلمانية المنتصب عنوة علينا، يقول لنساء تونس: أنتن مُتمكّنات سياسيّا، لكُنّ الحقّ في التعبير والتحرير والتفكير والحُكم أيضا، ولكن فقط حينما يكون الأمر صداما ومُناكفة ومُقارعة للرجال، هذا هو حدّ العمل السياسي المرسوم للنساء في تونس! أمّا لو حملت النّساء همّ الأمّة في قلوبهنّ فوق همّ عائلاتهن وأبنائهن وهمّ مرارة العيش في ضنك النظام الرأسمالي؛ فهذا - في عُرف النظام العلماني - خطيئة كُبرى وحدّ لا يصحّ تجاوزه!
إننّا حقّا نشفق على أدوات الاستعمار التي قالت وهي متلبسة بعمل الخزي والعار: "أجبرونا ولم نُرد ذلك"! ونُذكّرهم بأنّ كفّار قريش رغم كفرهم وجاهليتهم كانت فيهم نخوة منعتهم من اقتحام بيت النبي ﷺ قائلين: "والله إنها لسبّة في العرب أن يتحدث عنّا أنا تسوّرنا الحيطان على بنات العم، وهتكنا ستر حرمتنا". ونُذكّرهم بقوله تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾. وسنظل نُذكّرهم أيضا بأنّ نصرة الأمّة فرض علينا لقول نبيّنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام: «مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِماً فِي مَوْضِعٍ يُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِماً فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ».
التاريخ الهجري :25 من رجب 1445هـ
التاريخ الميلادي : الثلاثاء, 06 شباط/فبراير 2024م
حزب التحرير
ولاية تونس