الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

أليست طريقة التخلص من كيان يهود المغتصب للقدس معلومة لديكم!

 

(مترجم)

 

 

إن الرئيس الأمريكي ترامب قام وبكل عنجهية يوم 2017/12/6 بالاعتراف بالقدس عاصمة لكيان يهود وأعطى تعليماته بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس. وتفاخر بكل وقاحة أنه أوفى بعهده الذي قطعه على نفسه بإعلان القدس عاصمة لكيان يهود. ولكن بالنسبة لنا نحن المسلمين وبالنسبة لديننا الإسلام فإن كيان يهود وهذيان ترامب باطل وغير مشروع.

 

إن الذي جعل ترامب يقدم على هذه الخطوة التي تنم عن غطرسة هو خيانة وعجز وجبن الحكام الذين يحكمون البلاد الإسلامية والذين يتخذون أمريكا وكيان يهود أولياء وحلفاء لهم. وقد تحرك هؤلاء الحكام على الفور بعد إعلان ترامب لاتخاذ التدابير لتطويق هبة المسلمين الغاضبة وردة فعلهم واحتوائها. فمن هؤلاء الحكام من أعلن خيانته بقوله إن ذلك مخالف لقرارات الأمم المتحدة! ومنهم من قال إن ذلك يضر بالسلام وبحل الدولتين! ومنهم من دعا إلى اجتماع منظمة التعاون الإسلامي التي لا تحل ولا تربط! وفي الوقت نفسه يطلب العون من بابا الفاتيكان ومن روسيا وإيران وهما اللتان قتلتا مئات الآلاف من المسلمين في سوريا!

 

إن هؤلاء الحكام العاجزين عن حماية مقدساتهم يعملون على تغطية عيبهم بتصريحات واستنكارات باهتة وقد سقطت ورقة التوت التي تستر عوراتهم. علما أن المسلمين اندفعوا إلى الشوارع مظهرين غضبهم وذلك بعد ساعات من إعلان ترامب. فاندفعوا إلى الميادين وإلى التجمهر أمام سفارات أمريكا الكافرة فقاموا وأظهروا مدى حرصهم على قبلتهم الأولى المسجد الأقصى وأرض الإسراء والمعراج. فلم يبق ميدان وإلا وعلت فيه الأصوات بأن القدس أرض إسلامية، وكذلك في كل زاوية وفي كل مسجد وعلى كل صعيد أظهروا نقمتهم على أمريكا وكيان يهود وهتفوا وتحدثوا عن علاج يداوي جرحهم ويخفف ألمهم، إلا أنه لم يقم أي قائد ولا حاكم ولا ضابط بفعل شيء يشفي الصدور! إنما لووا ألسنتهم ببعض التصريحات لرفع العتب ولم يبحثوا عن حل للمشكلة!

 

أيها المسلمون الذين ينبض قلبهم بحب القدس!

 

إنكم لتعلمون أن مسألة القدس ليست جديدة، فهي تحت الاحتلال منذ خمسين عاما ومعها المسجد الأقصى عدا الجزء الغربي منها محتل منذ سبعين عاما. والقتل يفعل فعله في المسلمين منذ ذلك التاريخ. ولم يتغير موقف كيان يهود الغاصب منذ ذلك اليوم. ولم يتغير موقف بريطانيا التي وضعت هذا الكيان كخنجر في خاصرة المسلمين ومن بعدها أمريكا التي تتمادى في مواقفها الداعمة لكيان يهود. وكذلك حكام البلاد الإسلامية فيلعبون لعبتهم كممثلي المسرح بالبحث عن حل ويعقدون المؤتمرات للتظاهر بأنهم يعملون شيئا ما، وهم يقيمون العلاقات المتينة مع هذا الكيان المغتصب، ويبحثون عن الحلول لدى الأمم المتحدة التي تحمي هذا الكيان ويصدرون التصريحات الباهتة والمزيفة ضد ممارساته التعسفية!

 

ألم يستعرض هؤلاء الحكام أمامكم هذه الأشياء كحل لهذه القضية على مدى سنين طويلة؟ فإلى متى تبقون صامتين على تصريحاتهم المزيفة وتصرفاتهم الخادعة؟ وأنتم تعرفون أن مواقفهم الجبانة ومقترحاتهم الساقطة لا تصب إلا في مصلحة كيان يهود وتشرعنه! وهي تشجع هذا الكيان على التمادي في ممارساته التعسفية! لقد حان وقت الحل الجذري والنهائي!

 

إننا في حزب التحرير / ولاية تركيا نجدد لكم تقديم الحل الوحيد والجذري للقدس ولفلسطين كلها. إن الحل الجذري لأية مشكلة هو في البحث عن أسبابها الأصلية ومن ثم إزالتها؛ ولهذا فإن الحل الجذري هو في التعمق في أصل المشكلة وفهمها ومن ثم طرح الحل الصحيح لها.

 

1- إن قضية فلسطين ليست قضية أهل فلسطين وحدهم أو العرب وحدهم. بل هي قضية إسلامية؛ هي قضية أرض إسلامية مقدسة مغتصبة من قبل يهود بدعم من أمريكا وبريطانيا وبتواطؤ الحكام الخونة المنصّبين على رؤوس المسلمين، هي فلسطين التي فتحت بدماء المسلمين، فلا يوجد عليها شبر من الأرض إلا وأريق عليه دم مسلم شهيد أو أثير غباره بخيل الفاتحين أو داسته قدم مجاهد. تلك الأرض هي لكل المسلمين، فالتنازل عن جزء منها مهما صغر أو كبر هو خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين!

 

2- اليهود اغتصبوا فلسطين بالقوة، ولكن هذا الغصب لا يغير في واقع ملكيتها ولا يجعل مالكها الأصلي يتخلى عنها ولا يجعل للمغتصب الحق فيها مع مرور الزمان. فحكم الإسلام في الشيء المغتصب أن يقاتَل صاحبه المغتصِب حتى يرد عليه ما اغتصبه، وكل تصرف آخر للمغتصب لإضفاء المشروعية على ما اغتصب هو محرم وباطل.

 

3- كل تصرف مخالف للإسلام هو باطل، ولهذا فكل تنازل عن أي شيء من فلسطين هو باطل وفي حكم العدم، ولا توجد مرجعية في الأرض تحلل ما حرم الله وأبطله؛ فالحرام حرام إلى يوم القيامة والحلال حلال إلى يوم القيامة.

 

4- إن الإسلام يحرم تقسيم البلاد الإسلامية ووضع حدود بينها، فالحدود هي من صنع المستعمر الذي طبق سياسة فرق تسد، حتى يسهل هيمنته وتحكمه في البلاد التي استعمرها أو بسط نفوذه عليها، وإنه ليحرم على المسلمين السكوت عن هذه التجزئة وعدم العمل على إزالتها ولا يجوز لهم الموافقة على بقائها.

 

5- إن اليهود والنصارى هم من أشد أعداء المسلمين. قال الله تعالى: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾، وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾، ولهذا فمن يتولاهم ويعمل معهم ويتحالف معهم واقع في غفلة وسفاهة.

 

أيها المسلمون!

 

إن قضية فلسطين هي قضية مصيرية، فالواجب نحوها هو الجهاد في سبيل الله لاستردادها من أيدي المغتصبين اليهود. قال تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيْلِ اللهِ والمُستَضْعَفِيْنَ مِنَ الرّجَالِ والنّسَاءِ والْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا﴾.

 

إن تحرير القدس والمسجد الأقصى لو كلف الآلاف من الشهداء والعمل على إعادة البلد المقدس وإزالة يهود منها فرض شرعي على المسلمين. ولهذا فإن الحل الوحيد لإزالة الاحتلال هو تحرك جيوش المسلمين على الفور نحوها لتحريرها.

 

إن تحريك الحكام والقادة للجيوش بناء على طلبات الناتو الكفار المستعمرين وعدم تحريكها استجابة لله ورسوله ولتحرير القدس وفلسطين فإن الله قال فيهم: ﴿لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ، فليسوا من الله في شيء لأنهم اتخذوا الكافرين المستعمرين أولياء وحلفاء وهم أعداء الله ورسوله والمؤمنين، ولم يوالوا الله ورسوله والمؤمنين. إذن من سيحرر فلسطين غير خليفة راشد ويزيل ذلك الكيان المغتصب. إن القدس فتحها خليفة كعمر رضي الله عنه وحررها صلاح الدين أحد قادة الخلافة وحافظ عليها خليفة كعبد الحميد ولم يفرط في شبر منها. وسوف يحررها خليفة لا غير إن شاء الله! وهكذا فإن الحل الوحيد لتحرير أرض الإسراء والمعراج واقتلاع كيان يهود من جذوره هو الخلافة. فمن يريد تحرير القدس فليعمل لإقامة الخلافة!

 

 

التاريخ الهجري :22 من ربيع الاول 1439هـ
التاريخ الميلادي : الأحد, 10 كانون الأول/ديسمبر 2017م

حزب التحرير
ولاية تركيا

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع