الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الطريق الوحيد لكسب ما خسرناه بهدم الخلافة هو إقامتها من جديد

 

إن أفظع عار وأعظم مصيبة في التاريخ الإسلامي، وأشد الأمور هدما وتخريبا لمدة طويلة، هو إلغاء الخلافة يوم 1924/3/3م عن طريق المستعمر وعملائه المحليين. إن إزالة الخلافة ليست كإزالة أية دولة في التاريخ، إنما بإزالتها تزول الأحكام الشرعية من الواقع، وتزول القيادة الإسلامية وتتمزق الأمة، وهذا ما حصل بالفعل. فبعد ذلك لم تبق مصيبة إلا وقعت على الأمة الإسلامية، ففقدت عزتها وهيبتها وعظمتها، واحتلت أراضيها بطريقة بشعة وقُتل أبناؤها بطريقة وحشية وهدرت ثرواتها. وبهدم الخلافة أبعدت الأمة الإسلامية عن دينها وفقدت إرادتها السياسية وقوتها العسكرية وثرواتها الاقتصادية وقوتها الاستراتيجية.

 

إن هدم الخلافة لم يحصل في بضعة أيام، بل منذ ثلاثة عصور، وهم يرسمون الخطط لهدمها على المدى البعيد وبصورة شاملة ومستمرة. فالكفار بدولهم الاستعمارية وعلى الأخص الدول الغربية، فلمعرفتهم الجيدة جدا بخطورة الخلافة عليهم، عملوا على هدمها وعلى منع إقامتها من جديد بعد هدمها بكل ما أوتوا من قوة. أولا: بتمزيق البلاد الإسلامية وتعيين عملاء مخلصين لهم وفرض أنظمتهم الكافرة وأفكارهم وطريقة عيشهم. وثانيا: وضع المسلمين تحت الاحتلال بصورة دائمة وجعلهم في حالة حرب دائمة ومحكومين للقتل والإبادة والخضوع. وأبرز مثال على ذلك هو زرع خنجر كيان يهود في خاصرة المسلمين.

 

ولم يكتف المستعمرون بذلك فلجأوا إلى طرق كثيرة حتى لا تستطيع الأمة أن تقف على قدميها ولا تتوحد ولا تجتمع مرة أخرى تحت قيادة الخلافة التي هي الدرع الذي يقاتل من ورائه. فنشروا المغالطات لإبعاد المسلمين عن فكرة الخلافة، فادعوا أن الخلافة ليست فريضة شرعية وإنما هي ظاهرة تاريخية، وسيّروا حملات تسويد صفحات الخلافة لتنفير المسلمين منها، ولم يتركوا ظلما إلا وأوقعوه على المسلمين العاملين لإقامة الخلافة من جديد.

 

ولكن بالرغم من كل هذه المحاولات البائسة فلم يستطيعوا نزع فكرة الخلافة من عقل الأمة الإسلامية وقلبها. بل إنها اليوم قد أحست بغياب الخلافة أكثر وأدركت أهميتها، فبدأت تطالب بها وتدافع عنها بإصرار. فمن يعمل اليوم ضدها ويعرقل إعادة إقامتها من جديد؟ إنهم بكل تأكيد هم المستعمرون الذين يهلكون الحرث والنسل بكل وحشية! إنهم عملاؤهم الذين يبتغون العزة عندهم من دون الله ويأتمرون بأمرهم! إنهم السذج والسفهاء الذين ابتعدوا عن الحياة الإسلامية!

 

إن الخلافة هي الخير للمسلمين والعزة والسؤدد، وهي شر وذل وهزيمة لأعداء الإسلام. وعندما تقام ستتحرر بلاد المسلمين المحتلة، وستتوحد الأمة الإسلامية الممزقة، وستستعيد ما فقدته، وستقضي على النظام الاستعماري العالمي، وستتبوأ مقعد الدولة الأولى في العالم بإذن الله. وسيعم عدل الإسلام البشرية كلها التي تكتوي بنار الرأسمالية وظلمها وفسادها وليس المسلمين وحدهم.

 

أيها المسلمون! إن الخلافة هي فرض عليكم، بل هي تاج الفروض. عدا عن أنها وعد الله وبشرى رسوله e. إن الله سينجز وعده، وستكون خلافة راشدة على منهاج النبوة كما بشر بها رسوله e. إن الخلافة ليست فكرة خيالية بالنسبة للمسلمين. إنها والتحرير حقيقة وسيتحققان بإذن الله. قال رسول الله e: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».

 

 

 

التاريخ الهجري :14 من جمادى الثانية 1439هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 02 آذار/مارس 2018م

حزب التحرير
ولاية تركيا

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع