الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مخرجات السويد: بعد سنوات من الحرب، الأمم المتحدة تواصل تنفيذ مخططها في اليمن، في ظل دول إقليمية مجرمة،

وحكام في الداخل سفهاء إليها يحتكمون ولمخططاتها يذعنون ثم يتغنون بالسيادة بلا حياء!!!

بعد ما يقارب الأربع سنوات من حرب المتصارعين في اليمن تلك الحرب التي أهلكت الحرث والنسل وتسببت بتدمير البنى التحتية وتوقف الخدمات الأساسية وانهيار الاقتصاد وانتشار الأوبئة وغلاء الأسعار وإثارة الفتن الطائفية والمذهبية بين أهل اليمن وغير ذلك من كوارث لا تحصى وأزمات لا تعد، إذا بالمتصارعين السفهاء الذين ضج إعلامهم ومنابرهم بالسيادة تارة وبالجهاد تارة أخرى، وكلٌّ يزعم أنه على الحق المبين في قتال الآخر مصوراً القتال أنه قتال طائفي بين شيعة وسنة، وذلك ليحشدوا المتعصبين ويخدعوا أهل اليمن في حقيقة القتال الدائر، والأنكى والأشد إيلاماً أن كلاً منهم يلوي أعناق نصوص الوحي لتوافق هواه ويصدر الفتاوى المسيَّسة ليجند الأتباع إلى محرقة الحرب الطاحنة، والحقيقة أن حربهم ليست إلا خدمة للصراع الأنجلو أمريكي في اليمن، وإذا بهم بعد ذلك كله من الخداع والتضليل والحرب الضروس يوجِّهون قبلتهم نحو الأمم المتحدة يرتجون منها الحل، وكأنها جمعية خيرية تعمل بلا ثمن، مع أنها ذات تاريخ إجرامي حافل بالظلم منذ النشأة وما فلسطين والبوسنة والهرسك والعراق والصومال وسوريا إلا أمثلة شاهدة على حقدها ضد المسلمين وتحيزها للمجرمين، ألمْ تُؤسِّسْها الدول النصرانية الحاقدة على الإسلام والمسلمين؟ وبالتالي لا يهمها إلا تحقيق مصالح الدول الاستعمارية الكبرى وخاصة أمريكا وبريطانيا اللتان تديران الصراع في اليمن فتشعلانه تارة وتوقفانه حال توافقهما على المصالح تارة وهكذا، لقد ظهرت الحقيقة التي طالما صدع بها حزب التحرير مبيناً حقيقة الصراع في اليمن ولاعبيه وأدواته العملاء سواء أكانوا دوليين أم إقليميين أم محليين...، ويا لخسارة من قاتل أخاه المسلم من أجل منصبٍ وحكم زائل ثم في نهاية نضاله المزعوم يُسلِّم البلاد للكفار المستعمرين وأممهم المتحدة!

ولقد كانت أعمال ومخططات الأمم المتحدة تسير بشكل واضح لكل ذي بصر وبصيرة، حيث استخدمتها أمريكا ذات التأثير والنفوذ الأكبر في العالم اليوم لخدمة مصالحها وإيصال عملائها، وفي المقابل فإن بريطانيا ذات العراقة والخبرة برجالها من النظام السابق وأشياعهم حاولت أن لا تخرج اليمن من قبضة عملائها، فدار صراع دولي على النفوذ والثروة وكان اليمن ميدان الصراع، عملت أمريكا عن طريق المبعوث الأول جمال بن عمر على إيصال الحوثي إلى صنعاء، ثم أكمل ولد الشيخ المخطط وأنقذهم مرات ومرات، وها هي مخرجات السويد في 2018/12/13م، فقد ذكر النص قبل الأخير في الاتفاق حول مدينة الحديدة (تقع مسؤولية أمن مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى على عاتق قوات الأمن المحلية...) بمعنى تسلم مدينة الحديدة للحوثي (سلطة الأمر الواقع) بعد أن كانت المدينة قاب قوسين أو أدنى من السقوط بيد عملاء الإنجليز، الإمارات وأتباعها...، ومن قبل تم إيقاف تقدم عملاء الإنجليز مرات ومرات بسبب الضغوط الأمريكية، لقد ركزت هذه المباحثات على الحديدة بسبب أهميتها الاقتصادية ولم يهتم المتحاورون بمعاناة أهل اليمن من قطع للرواتب في مناطق سيطرة الحوثي أو بسبب الحصار مثل تعز أو بالدماء التي لا زالت إلى اليوم تُسفك في بقية الجبهات، فهم رأسماليون جشعون لا يهمهم إلا مناطق الثروة ميناء الحديدة والصليف وميناء رأس عيسى النفطي، هذا هو مخطط أمريكا والتي تنفذه عبر الأمم المتحدة، لقد كانت الأمم المتحدة خلال الفترة الماضية هي من تحارب أهل اليمن فعلاً عبر الحرب الاقتصادية طوال سنوات الحرب الماضية، لقد اتخذتها الدول الكبرى وبالذات أمريكا أداة مشروعة أمام العالم للتدخل في أي بلد تريد، فلولاها ما طبعت العملة بعشوائية مفرطة، ولولاها ما توقف تصدير النفط والغاز وتشغيل الموانئ، فهي تعمل لإيجاد الفوضى حتى تتدخل ومن ثم توصل من تريد إلى الحكم.

يا أهل الإيمان والحكمة: قد يقول قائل ما لهؤلاء القوم لا يريدون وقف القتال؟ إننا نقولها لكم إن إيقاف الحرب والاقتتال بين المسلمين واجب شرعي يجب تطبيقه والعمل لتحقيقه بأقصى سرعة وقد بيَّنا حرمة الاقتتال من أساسه بين المسلمين مراراً وتكراراً، ولسنا مع استمرار هذه الجرائم بحق أهل اليمن، وكم يتفطر القلب كمداً وألماً مما نرى، إلا أن الحل لا يكون بجعل البلاد مرتعاً للكفار المستعمرين ولا يكون بالركون إليهم وإعطائهم السلطان عليكم وعلى بلادكم وثرواتكم، فذلك حرامٌ حرام، قال تعالى: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾، علاوة على أن التحاكم إلى الكفار مُحَّرم أشدّ التحريم، قال سبحانه وتعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالاً بَعِيداً﴾.

لقد كان الأحرى بهؤلاء المتصارعين أن يخفض بعضهم لبعض الجناح فيحتكموا إلى شرع الله الذي جعل المؤمنين إخوة متحابين، وأوجب السعي من أجل الصلح بينهم حين يقتتلون، وذلك بردِّهم إلى التحاكم إلى الإسلام وأحكامه التزاماً بقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾، فالآية تقتضي أن من يتولى الصلح بين المسلمين يجب أن يكون منهم وليس من الكفار المستعمرين، لكن هذه الأطراف تحاكمت إلى الطاغوت وبلغ بها فجور العداوة بينها أن تضع البلاد تحت سيطرة المستعمرين، فويل لهم مما يصنعون!

إنَّ هذا الاتفاق وما سيتلوه من اتفاقات لن يخدم أهل اليمن بل سيُمكِّن للأمم المتحدة بقيادة أمريكا وبريطانيا من التغوُّل والنفوذ، ولن ينال أهل اليمن إلا الحسرة وهم يرون أبناءهم يحرسون منابع الثروة وموانئ التصدير خدمة للغرب الكافر، ولن ينالهم إلا غضب من الله وهم يتحاكمون إلى أكبر طواغيت العصر ويتركون حكم الله وشريعته جانباً.

يا أهل اليمن: إنكم لن تكونوا في خير ما دام هؤلاء المتصارعون السفهاء متسلطين على رقابكم وقد آن الأوان للحجْر على هؤلاء السفهاء ومحاسبتهم والأخذ على أيديهم قبل أن يتسع الخرْق على الراتق، وإن الحل سهل متيسر لأولى الألباب، وهو وقف فوري للقتال وطرد النفوذ الغربي وعملائه من البلاد وتطبيق أحكام الإسلام في كافة مناحي الحياة وذلك بالعمل مع العاملين لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة خلافة الخير والرحمة، فاعملوا للتغيير الحقيقي الذي به تعزُّون وتُنصَرون، واستجيبوا لله ولرسوله إذا دعاكم لما يحييكم، فالخلافة الراشدة على منهاج النبوة فرض عظيم وجُنَّة للمؤمنين يتقون بها شرور أعدائهم، واعلموا أن كلاً من المتصارعين يُطبِّق أنظمة لا صلة لها بالإسلام،

كالجمهورية والديمقراطية والعلمانية وقوانينها الوضعية، وما أبقوا لدين الله إلا الشعارات التي وراءها يختفون، وكأن الإسلام مشروع قتل واقتتال وليس فيه أنظمة تعالج مشكلات الحياة بأسرها، وهم بذلك يُشوِّهون الإسلام في نظر المسلمين والعالم أجمع، سواء علموا أم لم يكونوا يعلمون... هذا بيان من النذير الصادق الذي لا يكذبكم فخذوه مأخذ الجد.

﴿هَذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ

للتواصل معنا ت: 735417068

التاريخ الهجري :13 من ربيع الثاني 1440هـ
التاريخ الميلادي : الخميس, 20 كانون الأول/ديسمبر 2018م

حزب التحرير
ولاية اليمن

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع