المكتب الإعــلامي
أمريكا
التاريخ الهجري | 11 من رجب 1446هـ | رقم الإصدار: 1446 / 04 |
التاريخ الميلادي | السبت, 11 كانون الثاني/يناير 2025 م |
بيان صحفي
أمريكا ترامب تعيد العالم إلى دوامة الاستعمار وتشعل الحرائق فيه
قد تكون رئاسة ترامب الثانية أكثر فوضوية وتدميرا على العالم من فترته الأولى في البيت الأبيض. وتؤكد تصريحاته الأخيرة حول إعادة تسمية خليج المكسيك، وضم كندا، والاستيلاء على قناة بنما، وشراء غرينلاند تحت ذريعة الأمن القومي، على تحول دراماتيكي في السياسة الخارجية الأمريكية، بعد أن اتسمت فترة بايدن بدعم الطواغيت في العالم ومنهم كيان يهود المحتل الذي ما زال يقوم بجرائم التطهير العرقي في الأرض المباركة فلسطين على مدار أكثر من خمسة عشر شهرا، فقد ولت أيام القيم الليبرالية، ويبدو أن سياسة الاستعمار العسكري هي سيدة الموقف الآن.
وبدلا من صب الماء البارد على تصريحات ترامب التحريضية، أيد الجمهوريون بكل سرور نهج ترامب الجريء في السياسة الخارجية، حيث أشاد العديد من أعضاء الحزب الجمهوري بمقترحاته باعتبارها رؤية للاستثنائية الأمريكية والبصيرة الاستراتيجية. إن المفارقة المتمثلة في ضم كندا أو الاستيلاء على غرينلاند بالقوة من جانب عضو آخر في حلف شمال الأطلسي يخاطر بالعمل بالمادة الخامسة، التي تنص على أن "الهجوم على أي عضو في حلف الناتو يعتبر هجوما على جميع الحلفاء"، وعلى نحو مماثل، تبنّي الجمهوريين فكرة إعادة تسمية خليج المكسيك، هو تأكيد رمزي على التفوق الأمريكي والهيمنة على نصف الكرة الأرضية الغربي.
وعلى الرغم من رفض الزعماء الأوروبيين تأكيد ترامب على شراء غرينلاند وضم كندا للولايات المتحدة، حيث قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو للإذاعة الفرنسية "لا شك أن الاتحاد الأوروبي لن يسمح لدول أخرى في العالم بمهاجمة حدوده السيادية، أيا كانت"، وقال شولتز: "إن مبدأ حرمة الحدود ينطبق على كل دولة، وهذا مبدأ يجب على كل دولة الالتزام به، سواء أكانت دولة صغيرة أم كبيرة وقوية"، ومع ذلك، كانت التعليقات من الدنمارك أكثر تصالحية وأكثر دلالة على ضعف الاتحاد الأوروبي في الوقوف في وجه الولايات المتحدة، في حين كانت كوبنهاجن تتطلع إلى استيعاب المخاوف الأمنية لترامب، وفي حين تؤكد هذه الاستجابات على الانقسام المتزايد عبر الأطلسي - مع حذر أوروبا من عدم القدرة على التنبؤ بأمريكا في ظل ترامب - فإنها تتجاهل شيئاً أكثر أهمية وهو جوهري.
لقد أدت الإبادة الجماعية التي ارتكبتها دولة يهود في غزة، وضمها لأراضٍ في فلسطين وجنوب لبنان وسوريا، إلى تعجيل بشاعة الاستعمار الاستيطاني في العالم أجمع، وهو انحراف واضح عن احترام حدود الدول القومية والأراضي المحتلة كما هو منصوص عليه في القانون الدولي. والأسوأ من ذلك الاستجابة وردود الفعل العالمية على هذه التطورات وهي مغايرة في أحسن الأحوال. فالجنوب العالمي ومنه دول الضرار القائمة في بلاد المسلمين، صامت في انتقاده، في حين تدعم القوى الغربية علانية شرعية تصرفات دولة يهود المشينة من خلال مبيعات الأسلحة والدفاع اللامحدود وغير المعقول عن الجرائم الصهيونية في المنتديات الدولية. وقد أقرت أمريكا مؤخرا مشروع قانون لمعاقبة المحكمة الجنائية الدولية بعد أن أصدرت المحكمة مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت. إن مثل هذا الموقف لا يخدم إلا إضفاء الشرعية على الاستعمار الاستيطاني والعودة إلى حقبة الاستعمار العسكري. ومن هذا المنظور، يبدو أن أمريكا لا تريد إعادة العمل بمبدأ مونرو فحسب، بل إنها في عهد ترامب تهدف إلى تحويل أمريكا إلى إمبراطورية تسعى إلى استعمار بلدان أخرى من أجل الحصول على موارد ثمينة أو رد مخاوف استراتيجية متجذرة في الأمن القومي، مثل التخوف من منافسة الحضارة الإسلامية التي آن أوان بزوغ فجرها.
إن إعادة مبدأ "القوة هي الحق" تعيد النظام الدولي إلى ما قبل عام 1945، وستحفّز ضم القوى الكبرى الدولَ الضعيفة.
وعليه فقد أصبح المسرح الدولي مهيأً لظهور دولة الخلافة، لأن تآكل القانون الدولي وشرعية الغرب يسهل على الخلافة تبنّي سياسة توحيد بلاد المسلمين، كما يوفر للدولة الإسلامية احتمال توفير الحماية للدول الضعيفة من القوى الاستعمارية وضمها تحت جناح دولة الخلافة وعدل الإسلام. والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل هناك ضابط في جيوش بلاد المسلمين يمكنه الاستفادة من الظروف الدولية السائدة هذه، فيعطي النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة على منهاج النبوة، لتحقيق الأمن والأمان والعدالة في العالم؟!
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في أمريكا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير أمريكا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة https://www.facebook.com/HTAmerica تلفون: https://hizb-america.org/ |