المكتب الإعــلامي
أستراليا
التاريخ الهجري | 17 من شوال 1435هـ | رقم الإصدار: 04/14 |
التاريخ الميلادي | الأربعاء, 13 آب/أغسطس 2014 م |
بيان صحفي برنامج "Insight": "تنظيم الدولة" والتدخل الأجنبي (مترجم)
تسبب برنامج "Insight" الذي بثته قناة "SBS" الأسترالية الليلة الماضية والذي كان بعنوان ('الانضمام إلى الكفاح') وتعرض للمسلمين الذين يسافرون للقتال في سوريا والعراق، تسبب بإثارة غضب الجالية الإسلامية، وأثبت أنه ليس بأفضل من غيره من البرامج كأمثال "Today Tonight" و "A Current Affair"، وأن قناة الـ"SBS" ليست أفضل من سواها من القنوات، حيث لم يتجاوز ما تم عرضه المثال الكلاسيكي للصحافة الصفراء والإثارة الرخيصة التي تسعى لتلطيخ سمعة الإسلام والمسلمين.
وفي هذا الصدد، فإن حزب التحرير / أستراليا يؤكد على ما يلي:
1. لم يتجاوز موضوع تلك الحلقة من برنامج "Insight"، والذي كان من المفترض أن يكون حول المقترحات الجديدة لقوانين مكافحة الإرهاب، "تنظيم الدولة" وبعض مما انتُقي بعناية من الأعمال التي يقوم بها ونظرة المسلمين لها - من دون أن تبحث أية قضية من القضايا الحقيقية. وقد تم اختيار الحضور بشكل يضمن منه أن تثار فقط النقاشات العقيمة والحجج السخيفة، وكذلك فإن البرنامج مُدار ومنقح بشكل يضمن تعزيز النظرة المتخوفة من الإسلام. وتمت الاستهانة والتقليل من شأن الوضع الخطير في كل من العراق وسوريا في سبيل إرضاء المشاهدين.
2. لقد تناولت عدة حلقات من برنامج "Insight" قضايا ذات صلة بالإسلام والمسلمين، ولم يُبحث أي محور بنظرة موضوعية أو يُسعى لفهم الظروف المحيطة به، والعذر المقدم من "جيني بروكي" في هذه الحلقة "بأن المشكلات الجيوسياسية لن تحل بين عشية وضحاها" - كما لو كانت أية قضية من القضايا التي جرت مناقشتها في تلك الحلقة ستحل بين عشية وضحاها!. إن هذا التكتيك ما هو إلا وسيلة لتجنب الخوض في السياسات الخارجية للدول الغربية وفضحها وتقديم المسلمين والإسلام على أنهم هم المشكلة بدلاً من ذلك. إن هذا الانحياز وخدمة المخطط الليبرالي العلماني لأمر جلي لا يخفى على أحد.
متى سيقوم برنامج "Insight" بعرض "همجية" و"وحشية" الحكومة الأسترالية وحلفائها الذين يرسلون جيوشهم الغزوة تلو الأخرى، ويشوهون الناس ويقتلونهم في الجانب الآخر من العالم؟ متى سيبثّ البرنامج لقطات تظهر الجنود الأستراليين وجنود الولايات المتحدة وهم يشوهون جثث الأفغان القتلى، ويتبولون عليها، وكيف يقتلون المدنيين كمن يمارس رياضة الرماية، متى سيلي تلك المشاهد 'حوار موضوعي' بين الأستراليين 'المعتدلين' و 'الراديكاليين' حول مشكلة عناصر علمانية متطرفة في أستراليا؟ هل ستوضع مسألة 'الإرهاب' ضمن سياقها الصحيح: كرد فعل سلبي ضد السياسة الخارجية الغربية؟
بكل بساطة، الجواب لا، لأن معظم وسائل الإعلام الرئيسية هي بمثابة بوق الدولة الناعق وراء واجهة كاذبة من المناقشة المفتوحة والحوار.
3. حمل الأطفال لرؤوس مقطوعة، واضطهاد النصارى، وعمليات القتل العشوائي، وما شابه ذلك هي أمور خاطئة. ومع ذلك، فالتركيز على هذه الأعمال والجماعات المنسوبة إليها هذه الأعمال عندما يتعلق الأمر بالوضع الحالي في العراق وسوريا هو تركيز مقصود مفبرك وغير مبرر. وفي هذا الصدد، هناك سعي حثيث لإظهار "تنظيم الدولة" كبديل جديد للقاعدة، كي يجري توظيفها كبعبع يهدد الدول الغربية من أجل:
أ. تبرير مواصلة التدخل الخارجي للدول الغربية، كما هو الحال في العراق، من أجل تنفيذ جدول الأعمال الأمريكي في تقسيم العراق إلى ثلاث دول: كردية في الشمال الشرقي، وسنية في الشمال والغرب، وشيعية في الجنوب.
ب. تبرير المزيد من التدخل في الجاليات المسلمة محلياً، كما هو الحال في الدفع الحالي لتشديد قوانين الإرهاب.
ج. تشويه صورة الإسلام وخاصة مفهوم الخلافة، على الرغم من أن "تنظيم الدولة" ليس دولة إسلامية، حتى تكون دولة الخلافة.
يجب على المسلمين أن لا ينجرّوا وراء الضغوط ويسايروا هذه الحملة الشرسة المفبركة، بالإدانة أو الاعتذار. بدلاً من ذلك، يجب تحدي المفهوم الغربي للإرهاب وكشف كذبه؛ وكيف أنّ أكبر الإرهابيين في عصرنا هم الدول الغربية، التي تقدم نفسها كالمنقذة للإنسانية، تلك الدول التي دمرت بلداناً بأكملها عن طريق الحرب والغزو، وتحاول ترويج نفسها كمنارات للسلام والعدالة.
4. تدقّ "الحكومة الأسترالية" طبول التدخل الخارجي مرة أخرى، حيث تنجرّ بخنوع وراء الولايات المتحدة كالمعتاد. هذه المرة بحجّة القلق الإنساني تجاه نصارى وكلدانيّي العراق. تلك هي الدول نفسها التي شهدت مقتلة الأبرياء العزّل في سوريا في مجازر، الواحدة تلو الأخرى على يد نظام الأسد، كما شهدت إحراق قرى بأكملها في بورما، وما شهدناه مؤخراً من القصف المتواصل على السكان المدنيين العزل والمحاصرين في غزة. إنّ الاعتبارات الإنسانية هي آخر شيء قد يخطر على عقول هذه القوى الاستعمارية الجديدة.
5. إنّ حملة الحكومة ضدّ المسلمين الذين يسافرون إلى سوريا هو النفاق بعينه الذّي لا أساس له. والمسؤولية تقع على عاتق الحكومة لتبرر لنا سبب تجريم التضحية ونكران الذات لمساعدة المضطهدين والمظلومين.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أستراليا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير أستراليا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: |