المكتب الإعــلامي
بريطانيا
التاريخ الهجري | 1 من ربيع الاول 1430هـ | رقم الإصدار: |
التاريخ الميلادي | الأربعاء, 25 شباط/فبراير 2009 م |
رسالة بلير للمسلمين: غيّروا قيمكم، وتجاهلوا السياسة الخارجية، وأطيعوا الدولة (مترجم)
لندن، المملكة المتحدة، 25 فبراير\شباط 2009- أكّدت وزيرة الجاليات هيزل بلير، في خطاب ألقته اليوم في معهد لندن للاقتصاد (أل أس إي)، آخر تدابير الحكومة في استراتيجيتها الهادفة إلى جعل المسلمين يتبنّون نسخة بريطانية للإسلام.
وجاء هذا الخطاب على عجل عقب تسرّب مسودات استراتيجية منقحة مضادة للإرهاب سميّت صراع-2، والتي تبيّن بوضوح تعريف الحكومة للتطرف على أنّه : دعم نداء إقامة خلافة في العالم الإسلامي، ودعم الشريعة الإسلامية، والاعتقاد بأن الجهاد ضد الغزو والاحتلال أمر شرعي، بالإضافة إلى الاعتقاد بأن اللواط إثم.
وقال تاجي مصطفى، الممثل الإعلامي لحزب التحرير بريطانيا، ردا على هذا الخطاب: "أكّدت بلير في هذا الخطاب تعريف الحكومة العملي لـ "التطرّف"، وأن استراتيجيتها المسماه "منع" الخاصة بالجاليات المسلمة ليست إلا محاولة للتحكم فيهم بغية فرض تغيير في القيم لدى الجاليات المسلمة وإسكات انتقادنا للسياسة الخارجية الإستعمارية لبريطانيا."
"ويجدر، مع ذلك، التطرق إلى عدد من النقاط التي جاءت في خطابها."
"أولا، لقد طرحت بلير سياسة مشابهة للتي جاءت في تقرير منظمة راند بعنوان "الإسلام المدني الديمقراطي" والذي يقسّم المسلمين إلى فئات من التطرّف. فستتعاطى الحكومة، في الوقت الحالي، مع كل المنظمات وتحظر التي تتبنى العنف. كما تترك بلير الريب يخيم على المنظمات التي تحمل آراء اجتماعية وسياسية إسلامية تتناقض والليبرالية، وذلك بقولها أنها تعمل من أجل معارضة أفكار هذه المنظمات حتى وإن كان عليها العمل معها في الوقت الحاضر، إلى أن يتم إيجاد وتمكين الأصوات الليبرالية العلمانية من قبل الدولة."
"ثانيا، هي تكشف مرة أخرى برنامج الإندماج القسري، أي أنه يتوجب على المسلمين تبني القيم الليبرالية الغربية: عليهم الاحتفاء بمعاملة المجتمعات الغربية للنساء، وقبول اللواط، وأن يشجّعوا الديمقراطية دون أي انتقاد. وعليهم، بالإضافة إلى ذلك، التخلي عن أفكار إسلامية مثل دعم إقامة خلافة راشدة على منهاج النبوة اقتداء بسيرة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)."
ثالثا، كما أنها تكشف برنامج الحكومة للسيطرة على المساجد ومنظمات الجاليات، وإقامة قيادة مطيعة عبر برامج القيادة الشابة. كما أنّها تذكر حججاً سخيفة عن كون الأئمة مولودين في الخارج. فهل تنوي كذلك الإشتكاء للكنيسة الإنجليكانية بأن أسقف يورك ومطران روتشستر ولدوا خارج المملكة المتحدة؟ فهي تخطّط بالتدخل في المساجد بطريقة لم تُشهد من قبل لدولة تتدخل في شؤون المنظمات الدينية. وهذا سيؤدي فقط، في منظور المراقب الموضوعي، إلى تقوية انطباع الضعف الكامن في الديمقراطية الليبرالية، حيث لا تعطي هذه التدخلات مظهر "حرية التعبّد" في بريطانيا. ولكنها تجعل الدولة البريطانية تبدو أكثر فأكثر ستالينية ومتحكمة في نظرتها تجاه معتقدات الناس الدينية."
"أخيرا، فإن خطاب بلير مخادع في أساسه. فهي تنادي من جهة بتفهّم فروقات المسائل المطروحة، وتنشر من جهة أخرى أكاذيب وتلميحات حول نداءات بـ "تفوّق الشعوب المسلمة" ونداءات بإقامة دولة دينية في المملكة المتحدة. كما أنها تمزج بين المقاومة في العالم الإسلامي و"الإرهاب". وتنادي بشرح كيفية "عمل السياسة الخارجية للمملكة المتحدة على حماية أمن وحقوق المسلمين عبر العالم"، متجاهلة بذلك موت ما يزيد عن مليون شخص في العراق وأفغانستان، وممثلة الانشغال بهذا الأمر على أنه "نوع من التظلّم والشكوى". وتحاول بلير إسكات مناقشة موضوع فلسطين عن طريق خلط موقف المسلمين المعادي لإسرائيل باللاسامية. وهي تنشر، مرة أخرى، فكرة أن انشغال المسلمين بسياسة الغرب الخارجية، والتي بدأت قبل أحداث 9\11، يدل بطريقة ما على أن غضب الناس يجب أن يكون متأصلا في اديولوجية عنيفة في أساسها، متجاهلة بذلك حرب الخليج في 1991، والعقوبات التي تلتها والمتسببة في قتل نصف مليون طفل عراقي، بالإضافة إلى الغارات المتكررة خلال عقد كامل من الزمن والدعم غير المشروط للإحتلال الإسرائيلي الغاشم في فلسطين. كل هذه الأمور تبيّن الطبيعة المخادعة للنقاش من قبل وزراء حكوميين."
"إنّ هذا البرنامج لن ينجح. وذلك ليس فقط للقوة الكامنة في القيم الإسلامية السامية، ولكن كذلك لما يراه الناس من مشاكل اجتماعية وسياسية واقتصادية في "بريطانيا المهدومة" ولاعتقادنا أن الناس قادرون على مشاهدة حقيقة السياسات من وراء التزيين."
(انتهى)
المكتب الإعلامي لحزب التحرير بريطانيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 07074192400 www.hizb.org.uk |
E-Mail: press@hizb.org.uk |