مؤتمر جاكرتا العالمي للمثقفين المسلمين حزب التحرير - إندونيسيا 14-15 كانون الأول/ديسمبر 2013م (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
شهد العقد الماضي اضطرابات في الوضع السياسي والاقتصادي العالمي. فأزمة الرهن العقاري الأمريكية قد طال أمدها وأصبحت أزمة مالية عالمية أطاحت بشركات عملاقة في العالم. وبالمثل،
مؤتمر جاكرتا العالمي للمثقفين المسلمين
حزب التحرير - إندونيسيا
14-15 كانون الأول/ديسمبر 2013م
(مترجم)
شهد العقد الماضي اضطرابات في الوضع السياسي والاقتصادي العالمي. فأزمة الرهن العقاري الأمريكية قد طال أمدها وأصبحت أزمة مالية عالمية أطاحت بشركات عملاقة في العالم. وبالمثل، أصيبت أوروبا بأزمة الديون، وقد بذلت العديد من الجهود الرامية إلى استعادة الوضع الاقتصادي لكنها لم تكلل بنجاح. كل هذه مؤشرات على أن الرأسمالية العالمية في طريقها إلى الانهيار. وفي الوقت نفسه، تشهد البلدان الإسلامية في الشرق الأوسط تغييرات سياسية هائلة؛ فقد اقتلع الربيع العربي بنجاح الطغاة من كراسيهم في موجات متتالية، بدأت من تونس ثم إلى اليمن وليبيا ومصر وسوريا. إنها بداية جيدة تؤجج أمل الناس في تلك البلدان، إلا أن اتجاه التغيير لا يزال غير واضح حتى الآن.
وفي الوقت ذاته، فإن إندونيسيا بوصفها أكبر بلد مسلم في العالم لا تزال تعاني من مشاكل اقتصادية. وعلى الرغم من أن هذا البلد ينمو بمعدل 6.3٪ سنويا، وأصبح أكبر دولة من حيث الناتج المحلي الإجمالي في جنوب شرق آسيا، إلا أن الفجوة في توزيع الرفاهية تتسع باستمرار. وقد كان لذلك آثار سلبية في زيادة المشاكل في البلاد مثل الجريمة والصراعات.
حزب التحرير، ككيان فكري مسؤول عن حمل الدعوة، يحاول تفصيل الحلول العاجلة والاستراتيجية للمشاكل المذكورة أعلاه. وبناء على ذلك، فقد بادر حزب التحرير في إندونيسيا بعقد مؤتمر عالمي شارك فيه "المثقفون المسلمون" من داخل البلاد وخارجها لمناقشة وفهم الأحكام والمسؤوليات المنوطة بهم تجاه إحياء "الحضارة الإسلامية".
وقد عقد هذا المؤتمر في يومي 14و15 من كانون الأول/ديسمبر 2013م في جاكرتا تحت شعار "نهاية الرأسمالية وبزوغ الحضارة الإسلامية في دولة الخلافة". وتم عقد المؤتمر في اليوم الأول في "ويسما ماكارا" في جامعة إندونيسيا، وفي اليوم الثاني في قاعة "اتفاقية سميسكو" في جاكرتا. وقد تلقت لجنة المؤتمر المئات من أوراق العمل من أكاديميين وأطباء ومهنيين؛ جاءوا من مختلف المؤسسات من داخل البلاد وخارجها (ماليزيا وأستراليا واليابان ولبنان وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية). وقد تم تجميع أوراق العمل في سبعة مواضيع رئيسية، وهي (1) التغيرات السياسية العالمية وأثرها على البلدان الإسلامية (2) تحديات الحكم الرشيد، (3) التحديات الاقتصادية الراهنة، (4) الصحة والأمن الغذائي، (5) إدارة الطاقة والموارد الطبيعية، (6) المرأة والأسرة، (7) التعليم والتكنولوجيا.
واستنادا إلى نتائج المناقشات في اليوم الأول، فإنه يمكن الاستنتاج بأن كل ما يحدث من مشاكل في شتى مجالات الحياة ليست مجرد مشاكل تقنية ولكنها تتصل ببعضها البعض، وجذورها تتمثل في فصل الدين عن الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ويعتقد المشاركون أن الشريعة الإسلامية هي الحل الأمثل لهذه المشكلة. وأشارت المناقشات إلى ضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية كاملة في جميع جوانب الحياة في ظل الخلافة الإسلامية.
وقد حضر في اليوم الأول للمؤتمر مائتا مشارك (من أساتذة وحملة شهادات الدكتوراة والماجستير) لمناقشة المشاكل على نطاق واسع وبشكل تفصيلي ومكثف. كما حضره في اليوم الثاني ألفا مشارك لاستعراض نتائج مناقشات اليوم الأول وبناء حركة مشتركة لمواجهة التغييرات. وقد كان من بين المتحدثين في اليوم الأول أ. د. فهمي أمهر، من وكالة المعلومات الجيوفضائية (BIG)، ورحمة س. لبيب مسي، من المجلس المركزي لحزب التحرير في إندونيسيا.
وكان من بين المتحدثين في اليوم الثاني د. جمال هاروود، من جامعة ويلز، بريطانيا، والمهندس عثمان بخاش، مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، والدكتور رحمة كورنيا، من معهد بوغور للزراعة، وديوي كونتري تريونو، دكتوراه من الجامعة الإسلامية الحكومية في سنن كاليجاجا.
وقد تناول المتحدثون التغييرات السياسية والاقتصادية العالمية والزخم في البلدان الإسلامية لإحياء الوحدة الإسلامية تحت ظل الخلافة. وأظهرالمشاركون حماسا كبيرا للأفكار الواردة في المؤتمر، وأنشأوا حركة مشتركة سميت "الصحوة الفكرية للخلافة".
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في إندونيسيا