تصريح صحفي

حوار العراق وأمريكا كخطاب السيد لعبده، وصاحب الملك لخادمه

يسعى الإعلام المسيس إلى إحاطة أولى جولات الحوار المزعوم بهالة من التعظيم، واختراع انتصارات ومغانم لا واقع لها؛ ذلك أن ما يجري لا يعدو أوامر يمليها طرف غالب على آخر مغلوب لا حيلة له سوى الإذعان... خلاف ما يحاول الكاظمي تسويقه من حرص شديد على حفظ (سيادة!) منتهكة أصلا لعراق محتل! وأكاذيب يروجها عدو كافر دمر البلاد وأذل العباد على المنوال نفسه، كحفظ وحدة أراضيه، وعدم سعيه لإقامة قواعد دائمة فيه، ووعود بحل الأزمات الاقتصادية، ودعم مالي لا نرى له أثرا، وإعادة للنازحين لديارهم التي دمرها شياطينه، ونسي أو تناسى ما خربه على جميع الصعد؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية، منذ احتلاله المشؤوم، وتغافل عن رفضه لأي خروج لجيشه المحتل بداية العام الجاري على أثر مقتل عميله قاسم سليماني بيده مهددا بعقوبات قاسية لا طاقة للعراق باحتمالها، في حال الإصرار على إخراج قواته المعتدية.

وإن أمريكا لتعلم يقينا عجز الأحزاب العراقية الممثلة في البرلمان عن إجبار قواتها على ترك العراق، لاحتياجها من الناحية القانونية إلى أصوات نواب السنة والأكراد الذين يرون بقاء تلك القوات ضروريا. ولئن حاولت أذرعها المسلحة التحرك ضدها عسكريا فلا سبيل لها غير حرب العصابات، ما يجعلها عاجزة عن مواجهة تنظيم الدولة في حال عودته أو سيطرته مرة أخرى على أجزاء من البلاد، عند غياب قوات التحالف الدولي عن المشهد، وما يعرض القوات العراقية والفصائل المسلحة للاستنزاف، وهو ما سيحمل بغداد على العودة إلى طلب النجدة والدعم الدولي كرّة أخرى.

ولا بد من الإشارة إلى ما تضمنه البيان من "عزم أمريكا على تقليص عديد قواتها الموجودة في العراق خلال الأشهر المقبلة" ثم "الحوار حول وضع القوات المتبقية"، وادعاء رئيس الوزراء الكاظمي تحقيق إنجازات كبيرة بشأن وضع تلك القوات على طريق الانسحاب الكامل، وإخلاء البلاد من أية قواعد عسكرية دائمة، وإنجاز اعتراف بقرار سابق لمجلس النواب العراقي في الاتجاه ذاته. كل ذلك كذب واختلاق بدليل ما أوضحه ديفيد شنكر مساعد وزير الخارجية الأمريكي عقب الجلسة، أن الجدول الزمني لانسحاب القوات الأمريكية لم يناقش أو يطرح للتفاوض، ما يعني أنه من المبكر جدا حسم هذه النقطة في الجلسة الأولى، خصوصا أن هناك شبه توافق مسبق بين البيت الأبيض والبنتاغون على خفض عديد القوات الأمريكية من 5200 جندي حاليا، إلى 2500. (نيويورك تايمز).

وهكذا يستمر حكام المسلمين في خداع شعوبهم، وإخضاع رقابهم لكل كافر، حباً في متاع دنيوي زائل، وكرسي حكم محاط بالذل، حتى يأذن الله عز وجل بنصره وقيام حاكم رباني يرعى مصالح الأمة ويقطع أيدي المعتدين في دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾.

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية العراق